تتواصل معاناة سكان مختلف بلديات ولاية بجاية مستمرة مع أزمة المياه الصالحة للشرب التي تضاعفت مظاهرها خلال هذه الصائفة المتزامنة مع الشهر الفضيل، بحيث وجد سكان عاصمة الولاية أنفسهم منذ أكثر من 20 يوما، مجبرين على خوض رحلات شاقة وقطع الكيلومترات باتجاه المناطق المجاورة من اجل جلب الكميات التي يحتاجونها أو كراء الصهاريج المتنقلة بمبالغ مالية مكلفة، كما هو الحال بالنسبة لسكان بلديات ذراع القائد، تامريجت، خراطة، سمعون، بني مليكش، ملبو،تيزي نبربر و غيرهم. وقد أثارت هذه الوضعية استياء العديد من العائلات التي تبدي هذه الايام الرمضانية مخاوف كبيرة من استمرار مظاهر هذه الأزمة، دون أن تتحرك ازائها السلطات المحلية وتعجل باتخاذ الاجراءات اللازمة لتخليصهم منها، و قد تحولت هذه الازمة منذ حلول شهر رمضان المعظم الى هاجس حقيقي لهؤلاء السكان الذين راسلوا السلطات والمسؤولين المحليين لتحسيسهم بالمتاعب التي يواجهونها، هذا وقد سبق لسكان قرية " تيزي أحمد " التابعة لبلدية تيشي وأن نظموا تجمعا احتجاجيا أمام مقر الجزائرية للمياه للمطالبة بصيانة الاعطاب التي تعرفها شبكة المياه الشروب والتي تسببت في قطع المياه عن القرية منذ 20 يوما كاملة، وهو الوضع الذي يطالب السكان بتصحيحه خاصة و أننا في شهر الحر المتزامن مع شهر رمضان المعظم و الصهاريج التي تزود بها القرية غير كافية. و بخراطة لا يزال سكان الحي الترقوي يعانون من أزمة العطش منذ شهور بسبب العطب الذي تعرضت له العديد من شبكات التوزيع بالمنطقة، وهو ما يدفع في كل مرة بسكان هذا الحي للتنقل إلى منبع"عين تبابورت " الواقع بوسط مدينة خراطة لجلب المياه الصالحة للشرب، غير أن مياه هذا المنبع العمومي اختلطت بالمياه القذرة وقد تدخلت مصالح البلدية ووضعت اشارة " المياه غير صالحة للشرب " ورغم ذلك، وبالنظر للحاجة الماسة لهؤلاء السكان لكيمات كبيرة من المياه واصل الكثير منهم في استغلال هذه المياه الملوثة التي تشكل خطرا حقيقيا على صحتهم. نفس الأزمة بعيشها كذلك سكان مختلف قرى بلدية ذراع القائد وعلى وجه الخصوص سكان قرية تاقليعت الذين يشربون مياه مالحة وملوثة في غياب التفاتة السلطات المحلية التي وعدتهم التكفل بانشغالهم فيما يخص هذا الجانب قبل حلول شهر رمضان المعظم، إلا أن المشكل المطروح لا يزال على حاله، خاصة إذا علمنا أن بلدية ذراع القائد استفادت من مشروع ضخم يتمثل في تحويل كمية معتبرة من مياه سد "اغيل أمدة" بخراطة الى 30 قرية بهذه البلدية الا ان المسؤولين على مستوى الولاية لم يفكوا خيوط المشكلة الناجمة عن عجز البلدية تسديد فواتير الطاقة الكهربائية المستعملة في تنشط المضخات الرئيسية التي ستقوم بعملية تزويع المياه على سكان قرى البلدية .