كشف رؤساء لجان قرى البلدية في رسالة قرروا تسليمها لوالي الولاية خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى المنطقة عن تدهور وضعية الطرقات التي تربط قراها بمقر البلدية، وذكروا بالخصوص الطريق البلدي الرابط بين قرى أيت أنصر، أدرادة ومقر البلدية البرزاخ والممتد على مسافة 3 كلم والذي تعرض للكسر في مختلف جوانبه، إلى جانب هذا هناك طريق بلدي آخر يربط بين القرى الواقعة بالجهة الغربية على غرار قرية بوتنخالت الذي تدهورت وضعيته ويصعب العبور منه خاصة في فصل الشتاء، حيث تحول في المدة الأخيرة إلى برك مائية. نفس المشكل يعانيه الطريق الولائي رقم 32 الرابط بين خراطة وقرى أجيون، أزغار وتاقليعت والممتد على مسافة 15 كلم، وأثبتت المعاينة بهذا الطريق التي أنفق عليها ما يزيد عن 14 مليار سنتيم في السنوات الثلاث الأخيرة، هذا الطريق أصبحت مهترئة نتيجة التشققات التي أصابتها، ما جعل أصحاب النقل الجماعي والناقلين الخواص يتفادون استعماله. وبالطريق البلدي رقم 10 الرابط بين سيدي مبارك، أزغار وتاقليعت عبر منعرج خطير تبدأ مظاهر المعاناة بهذه المنطقة. هذا وقد سبق لسكان القرى المذكورة وأن احتجوا في الشهور الماضية أمام السلطات المحلية وأقدموا على غلق مقر البلدية تعبيرا عن غضبهم بسبب عدم استجابة المسؤولين لمشاكلهم، غير أن رئيس البلدية، أكد أنه يصعب التكفل بجميع انشغالات السكان في ظل الميزانية الضعيفة التي تتحصل عليها البلدية والتي لا تتعدى 3 ملايير سنيتم، مضيفا أن ذراع القائد تحرم في كل مرة من المشاريع القطاعية.
معاناة من انعدام المياه الصالحة للشرب
معاناة من انعدام المياه الصالحة للشرب قائمة على الدوام بقرية تاقليعت وجدنا السكان في انتظارنا كي يبلغوننا همومهم، وعبر هؤلاء عن استيائهم من الوضع الذي يعيشونه. وأول مشكل تطرق له المواطنون هومشكل المياه الصالحة للشرب، كون هذه الأخيرة معدومة بالمنازل، وللحصول على قطرة ماء يستوجب عليهم قطع الكيلومترات مشيا على الأقدام أو على ظهور الدواب، وما يتوفر من هذه المياه يختلط بمياه الصرف، مما يشكل خطرا على صحتهم. في هذا الشأن لم يخف المواطنون أن هذا الوضع تتقاسمه قرى عديدة مجاورة، منها سيدي بوجري، أزغار، تيمولاحت، الزايدة، تقرباست، الميزاب، اقشتوم، ايت عباس واعيادن،وتعيش ثلاث قرى أخرى، وهي كل من ارضوانن واعقونن والرحامين وضعا خاصا، كون سكانها في صراع دائم حول منبع يتوسط هذه القرى، وكل واحدة سعت لاستغلاله.
مشروع ضخم بقرية الدرادرة وأموال ذهبت في مهب الريح
كم كانت فرحة سكان منطقة الدرادرة والقرى المجاورة لها بعد موافقة السلطات الولائية على إنجاز مشروع يتم من خلاله تزويد أزيد من 10 قرى بالمياه الصالحة للشرب، وهوما يعادل 20 ألف نسمة، لكن إذا عدنا إلى الواقع المعاش، يجرنا الأمر للحديث عن تلك الطوابير الطويلة التي تتشكل من نساء وأطفال الذين يصطفون حول المنبع العمومي من أجل جمع قطرات من الماء، فيما يرى سكان آخرون يجلبون هذه المادة الحيوية من أماكن بعيدة بواسطة الدواب. وعند توقفنا بهذه القرية استفسرنا قاطنوها عن الأسباب الحقيقية لهذه المعاناة وكشف لنا بأن سكان المنطقة سبق لهم وأن استفادوا من مشروع قطاعي ضخم بلغت تكلفته 6 ملايير سنتيم، وذلك من أجل تزويد سكان قرية الدرادرة والمناطق المجاورة بماء الشروب من منطقة دار غانم، لكن المندبة حسب السكان أن بعد انتهاء أشغال المشروع، ظهرت التحاليل الباكتيولوجية أن مياه هذا السد مسمومة وتتوفر على زيادة في مادة الكالسيوم وتحمل لونا بنيا ويستحيل استعمالها للشرب، وعليه تلاشت أحلام السكان ونزلت درجة تفاؤلهم إلى نقطة الصفر، خاصة إذا علمنا بأن وزارة الموارد المائية تعذرت لهؤلاء السكان بعدم استطاعتها التكفل بمطلبهم الرامي إلى تسجيل مشروع جديد لتزويد السكان بماء الشروب .
الخزانات أرضية .. في انتظار شبكة للصرف
أما عن حال قنوات صرف المياه القذرة، فباستثناء أجيون مركز، فإن كل السكان يستخدمون خزانات أرضية في الحقول والبساتين لصرف المياه، وهوما يشكل خطرا على مستهلكي المنتوجات، ونفس الشيء يسجل على مجالات تصريف القمامات التي تنعدم كليا بهذه الجهة. السكان بهذه القرية تساءلوا وبإلحاح عن سبب تجميد مشروع إصلاح الأراضي عن طريق الامتياز منذ 2001 بالزايدة بعد أن كلفت الملايير، والحال نفسه لمشروع التنمية الريفية بقرية تاقليعت منذ سنة 2002 رغم رغبة السكان في الاستفادة منه، كون المنطقة فلاحية 100 بالمائة.
مشروع قطاعي ضخم ب 100 مليار سنتيم لم تتعد نسبة أشغاله 60 بالمائة
عرفت أشغال المشروع الذي جاء من أجل القضاء على أزمة المياه الصالحة للشرب ب 25 قرية متواجدة بإقليم البلدية، وذلك بجلب المياه من سد اغيل أمدة بخراطة تأخرا كبيرا قدر ب10 أشهر رغم أن الدولة خصصت له 100 مليار سنتيم لإنهاء الأشغال في مدة لا تتعدى 18 شهرا، غير أن المؤسسة المكلفة بالأشغال تسببت في تأخر عملية الإنجاز التي وصلت إلى 10 بالمائة بعد تسعة أشهر من بداية الأشغال، وهوالأمر الذي ولد استياء في وسط سكان البلدية الذين عاشوا معاناة كبيرة في الصائفة الماضية وكانوا يعتقدون أن هذا المشروع سينتهي في وقته المحدد مثلما أكده مدير الري أمام والي الولاية السابق، غير أن الوعود لم تجسد ميدانيا بدليل أن الأشغال لم تتعد 60 بالمائة. ووعد مواطنومختلف قرى البلدية بطرح انشغالهم أمام الوالي الجديد خاصة وأنهم لا زالوا يعانون من أزمة المياه الصالحة للشرب، وهم في عز الشتاء، لكن ذلك لم يمنعهم من جلب المياه بواسطة الصهاريج، ونشير في هذا الصدد أن أغلبية المؤسسات التعليمية تزود بالصهاريج طوال أيام السنة .
الفلاحون يشتكون مشروع المحجرة
في الوقت الذي كان عدد كبير من المستثمرين بالمنطقة ينتظرون دعم الدولة لمشاريعهم الفلاحية، خاصة أن ذراع القائد تتوفر على مساحات فلاحية شاسعة، بإمكانها أن تعطي ديناميكية جديدة لهذا القطاع، إلا أن مقاولا من خارج المنطقة تحصل على ترخيص يسمح له بموجبه إنجاز محجرة وسط المستثمرات الفلاحية، وهوالأمر الذي أثار حفيظة السكان الذين سارعوا إلى رفع عدة شكاوى لدى والي الولاية ومختلف الوزارات بهدف توقيف المشروع. وبسبب عدم حصولهم على الرد الايجابي، سارعوا إلى رفع دعوة قضائية ضد صاحب المحجرة الذي أصر على إقامة المشروع الذي تم توقيفه بقوة من طرف أصحاب المستثمرات الفلاحية إلى غاية الفصل فيه من طرف المحكمة. فيما تبقى الثروة الغابية مهملة بجميع قرى البلدية، وتمنى السكان بالمقابل لوأنها استغلت بشكل عقلاني كي تعود عليهم بمناصب شغل لتغطي نسبة البطالة التي يعاني منها الشباب، الذين لم يجدوا من حل إلا الهجرة أوالنزوح إلى المدن. وعن الخدمات الصحية بالبلدية فإنها تقتصر على مركز صحي ب أجيون الذي دعم مؤخرا بمختلف الأجهزة الطبية، إلى جانب ثلاث قاعات للعلاج يشتغل بها ممرضون لنصف النهار، ولفت انتباهنا ونحن ب أجيون ضخامة العيادة الصحية ومركز الولادة، إلا أنها تبقى شبه مهجورة، كونها تعمل بطبيب واحد ينسق بين العيادات وقاعات العلاج الموجودة بالبلدية، ويداوم ليلا بمستشفى خراطة، وبالتالي لا يزور المنطقة إلا مرة واحدة في الأسبوع، ويتواجد كذلك بالعيادة جراح الأسنان وممرضتان في ظل غياب التجهيزات، وحتى سيارة الإسعاف الموجودة بالبلدية تبقى تابعة لهذه الأخيرة تعمل كسيارة لنقل الأدوية، ورغم المجهودات التي بذلتها الجمعيات أمام مديرية الصحة بالولاية، قصد فتح قاعة للاستعجالات..
الوالي سيعاين مشاريع تحسب على الأصابع
علمت "الأمة العربية" أن والي الولاية سيتفقد عند زيارته إلى المنطقة أشغال ثلاثة مشاريع وهي مشروع إنجاز مكتبة بلدية التي انتهت بها الأشغال بنسبة 100 بالمائة وسيتم فتحها أمام شباب المنطقة للاستفادة من خدمات هذا الهيكل الثقافي الأول من نوعه، وبعده سيقوم الوالي بمعاينة أشغال قاعة العلاج الواقعة بقرية سيدي بوجري التي وصلت أشغالها إلى النهاية، فيما سيتفقد مسؤول الولاية بمنطقة بويزان أشغال مشروع تزويد سكان 25 قرية بالبلدية بالمياه الصالحة للشرب، ومن ثم سيستمع إلى مختلف انشغالات المواطنين التي رفعوها مؤخرا إلى الجهات المسؤولة بالولاية وغيرها من القطاعات.