يعد عنصر »الجرب« المتواجد ببلدية بني بوعتاب بولاية الشلف أحد موارد المياه المصنفة في طيّ النسيان واللامبالاة وحتى الإهمال، هذه العين أو العنصر وهي التسمية المعروفة بها في المنطقة وحتى بالولاية ككل، تقع على بعد 30 كم شمال بلدية بني بوعتاب وعلى بعد كيلومترات من حضنة جبال الونشريس ويتواجد في إحدى الأودية المنحدرة من بقعة البساكرة، هذا العنصر والذي يحتوي على ماء معدني جرّب في كثير من المرات بأنه يشفي الأمراض الجلدية باختلاف أنواعها حيث يمكن استعماله في كل الحالات المتعلقة بالأمراض الجلدية حسب الذين قاموا بتجريبه، وعن حقائق وفوائد هذا المعدن تنقلنا إلى عين المكان واستقصينا الحقائق فالمسافة المقطوعة من عاصمة الولاية إلى عنصر الجرب تزيد عن 45 كم، وبعد وصولنا إلى بقعة البساكرة واستفسرنا عن تواجد هذا المعدن أكدوا لنا بأننا سوف نعود من حيث أتينا والمرض الجلدي الذي أتينا من أجله قد يزول قبل أن نصل ظنا منهم بأننا جئنا للتداوي، وبعد معرفتهم للقصد من الزيارة رحبوا بنا وسهلوا لنا المهمة وأفادونا بكل صغيرة وكبيرة عن عنصر الجرب أو العين التي يتداوى منها أصحاب الأمراض الجلدية، أشار أحدهم بأن هذه العين معروفة بالمنطقة منذ أن خلقوا أي ما يُوحي بأن تاريخها قديم جدا أي قبل الحقبة الاستعمارية وكان سكان هذه المنطقة والزائرون قصد التداوي من مختلف المناطق القريبة يقصدون هذه العين للتداوي خصوصا المصابون بعلة الأمراض الجلدية وأي مريض مصاب بهذا الداء يقصد العين يشفى في مدة زمنية قليلة بمجرد استعمال الماء وأكثر من ذلك فأثار البقع الجلدية تزول تماما. هذه الحقائق أكدها سكان المنطقة بحكم التجربة والتداوي بهذا المعدن. وحين نزولنا إلى العين المتواجد في أسفل إحدى الأودية بالبساكرة وجدناها في أحسن حال من حيث الترميم ولكن على شكل عين من عيون المناطق النائية لا غير، حيث تم بناؤها وماءها يصب من أنبوب بلاستيكي ولا شيء يوحي بأن ماء هذه العين هو ماء يشفي الأمراض الجلدية وهو الأمر الذي جعلنا نستفسر عن سبب عدم الاهتمام بهذا المعدن خصوصا وأنه يزيل الكثير من الأمراض وربما أمراض أخرى فكانت الإجابة من أهل المنطقة بأن هذه العين زارتها عدة جهات قصد استغلال مائها ولكن لم تظهر معالم هذه الزيارات وقد استفسرنا مديرية السياحة عن الأمر فكانت الإجابة بأن هذا المعدن مصنف في خانة المعادن الموجودة بالولاية لكن استغلاله أو إعادة الاعتبار له خارج عن إطار مديرية السياحية ويبقى المشكل المطروح إلى متى يتم استغلال خيرات وطننا في ظل ما تزخر به مختلف مناطق الوطن.