ضرب القائمون على المسلسل التاريخي "الحسن والحسين" عرض الحائط بجميع التوصيات التي خرجت من كثير من علماء الدين الإسلامي المطالبة بمنع عرضه، لأنه يجسد سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي أثار موجات متلاحقة من الغضب التي لاحقت المسلسل قبل وبعد عرضه في بداية شهر رمضان. وأبدى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي استياءه وغضبه الشديد من المسلسل الذي اعتبروه "عملاً تحريضياً من الطراز الأول" مطالبين بإيقاف عرضه بكل السبل. واستغرق تصوير المسلسل نحو 3 سنوات، وتم تصوير حلقاته في ثلاث دول عربية هي المغرب ولبنان والأردن، في الوقت الذي رفضت فيه سوريا أن يتم تصوير أي من مشاهد العمل الدرامي فوق أراضيها، كما كان مخططاً له في السيناريو. وتخطت تكاليف إنتاجه 8 ملايين دولار. وشاهد أكثر من نصف مليون مشاهد نحو 600 كليب خاصة بالمسلسل تم عرضها على موقع "يوتيوب" خلال 10 أيام. واشتعلت نيران غضب كل من تابع العمل الدرامي، الأمر الذي وصل إلى حد التهديد بتنظيم مليونية في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية لإيقاف عرض المسلسل الذي يعرض على نحو 5 قنوات تلفزيونية مصرية. ودشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي" فسيبوك" ما يزيد عن 40 صفحة تطالب بإيقاف عرض المسلسل، الذي يراه البعض ليس إلا مجرد "دراما تهييجية" فقط، مثل "معاً ضد مسلسل الحسن والحسين"، و" نساند الأزهر في قرار منع مسلسل الحسن والحسين"، و"إيقاف مسلسل الحسن والحسين لإخماد الفتنة"، و"كلنا ضد مسلسل الحسن والحسين". وكتب خالد أمير: "الأنبياء والصحابة لهم احترامهم ولا يجوز أن نشخصهم في صور غيرهم". بينما قال مصطفى زكريا: "أعترض على عرض المسلسل الذي صار فيه تجسيد الشخصيات الإسلامية العظيمة من طرف ممثلين سافرين، أمراً عادياً، يأخذ مقابله ثمناً مثل أي ثمن يقبضه من أي دور تمثيلي حتى ولو كان ماجناً". وفي الوقت الذي أكد فيه القائمون على المسلسل التاريخي أنه ملتزمون بنص فتاوى سنية وشيعية لإجازة عرض المسلسل، أعلن العديد من علماء الدين الإسلامي في الوطن العربي أنهم لم يصدروا أي فتوى بخصوص عرض المسلسل وأنه تم الزج بأسمائهم فقط من أجل تمرير عرض العمل الدرامي، ومنهم الداعية قيس المبارك، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية الذي أكد أنه لم يتحدث عن مسلسل بعينه غير أنه أكد ضرورة وجود ضوابط لتمثيل الصحابة لخوفه من أن يتم تمثيلهم بصورة مخالفة للحقيقة. كما رفض مفتى مصر السابق نصر فريد واصل ما تردد من ادعاءات بخصوص إجازته للمسلسل، وقال: "إن ما تم تسريبه لوسائل الإعلام بشأن موافقته على تجسيد "الحسن والحسين" هو أمر مخالف للحقيقة"، مهدداً بمقاضاة وسائل الإعلام التي تروج لهذه الاشاعات. وأضاف "أن تجسيد آل البيت والصحابة يكون بالصوت فقط دون التجسيد". وتدور أحداث مسلسل "الحسن والحسين" في فترة مقتل الخليفة عثمان بن عفان مرورا بتولّي الإمام علي ثم استشهاده وتولّي الحسن واستشهاده وتولي معاوية وتولّي يزيد وحتى استشهاد الحسين في كربلاء. كما يتناول المسلسل أحداث معركتي الجمل وصفين.