* مخطّط محكم "كبّل" نشاط الدمويين تواصل المصالح الأمنية عبر مختلف مناطق القطر الوطني السّهر على ضمن أمن الجزائريين بغية قضاء رمضان آمن، بلا اعتداءات منظّمة ولا جرائم من العيار الثقيل· ورغم تسجيل بعض التجاوزات الإجرامية هنا وهناك، إلاّ أن يقظة مصالح الأمن تنفيذا لتوجيهات المدير العام اللّواء عبد الغني هامل سمحت للجزائريين بقضاء (نصف رمضان آمن) حتى الآن، وكان الاعتداء الدموي الجبان الذي استهدف مقرّ أمن تيزي وزو الاستثناء الوحيد الذي أراد الدمويون من خلاله تسجيل حضورهم· وفشل الدمويون في اختراق الطوق الأمني الذي فُرض عليهم ولم يُفلحوا سوى في القيام بعمل جبان (نوعي) واحد من خلال الاعتداء على مقرّ الأمن الحضر بتيزي وزو أوّل أمس، وهو الاعتداء الذي لم يحقّق النتيجة التي كان الدمويون يتوقّعون ويأملون الحصول عليها، حيث لم تكن الفاتورة البشرية باهظة بحمد اللّه· وإذا كان لكلّ ولاية خصوصياتها التي تقتضي ضبط مخطّط خاص بها تفاديا لحصول ما من شأنه تنغيص أجواء رمضان على ملايين الجزائريين، فإن التوجيهات العامّة المقدّمة لأجهزة الأمن بكلّ ولاية سمحت بإعداد وتنفيذ مخطّطات متقاربة في إطارها العام مختلفة في التفاصيل، وسمحت يقظة القائمين على تجسيد ومتابعة هذا المخطّط بإنجاحه حتى الآن، حيث لم تُسجّل اعتداءات إرهابية تستحقّ الذكر، وتجنّب العاصميون خصوصا والجزائريون بوجه عام سيناريوهات مؤلمة عايشوها في رمضانات سابقة، ومن دون مبالغة يمكن القول إن المخطّط الأمني المحكم سمح بتكبيل الإرهابيين والحدّ من نشاط الجماعات الدموية· ** أمن المدية·· نموذج للحرص على أمن المواطنين في هذا السياق، تواصل مصالح أمن ولاية المدية، شأنها شأن مصالح الأمن بمختلف ربوع التراب الوطني، نشر أعوانها عبر مختلف الأماكن التي تمّ إدراجها ضمن المخطّط الوطني للمديرية العامّة للأمن الوطني بهدف ضمان أمن وطمأنينة المواطن طيلة الشهر الفضيل، خاصّة في الأماكن التي يتواجد بها بكثرة· المخطّط هذا والمستمدّ من التوصيات الأخيرة للمديرية العامّة للأمن، يهدف إلى احتلال الميدان احتلالا كلّيا من أجل توفير تغطية أمنية شاملة لكامل إقليم الولاية المقسّمة على 13 أمن دائرة، ناهيك عن ضمان أمن وسلامة المواطنين والممتلكات حيث تمّ تسخير بالمناسبة كلّ الإمكانات المادية والبشرية لذلك، حسب ما كشف عنه رئيس خلية الاتّصال والعلاقات العامّة بأمن الولاية· حيث تمّ تكثيف الدوريات الرّاكبة والرّاجلة عبر كافّة أحياء وشوارع المدينة، خاصّة الأحياء المعزولة عن وسط المدينة ، كما تم وضع تشكيلات أمنية على مستوى المساجد لتأمين المصلّين قبل وأثناء، وكذا بعد صلاة التراويح كون هذا الشهر هو شهر العبادة والغفران، مع وضع تشكيلات أمنية على مستوى الساحات والأماكن العمومية التي تشهد حركة وتوافدا كبيرين للمواطنين، مع إقحام عناصر شرطة بالزيّ المدني وسط المواطنين أثناء فترات الزّحمة، ممّا يؤدّي إلى توقيف عدّة أشخاص أو لصوص يقومون بالنّشل والسرقة وسط زحمة الأشخاص، بالإضافة إلى وضع تشكيلات أمنية على مستوى محطّات نقل المسافرين وكذا الأسواق والساحات العمومية، مشيرا إلى أن التغطية الأمنية مضمونة 24 على 24 ساعة· أمّا بالنّسبة للوقاية المرورية فقد تمّ تدعيم التشكيلات الأمنية العاملة على مستوى مفترقات الطرق الأساسية لتسهيل حركة المرور تعمل ليلا نهارا، أي قبل وبعد الإفطار، تتكوّن هذه الأخيرة من فرق الدرّاجين وقوّات الشرطة المكلّفين بتنظيم حركة المرور، كما تمّ تشديد الرقابة والتفتيش على مستوى الحواجز الأمنية التابعة للوحدتين الجمهوريتين للأمن العاشرة بالمدية والخامسة عشرة بالبروافية المنصوبة عبر كافّة إقليم الولاية، وكذا نقاط مراقبة التفتيش التابعة للمصلحة الولائية للأمن العمومي، مع القيام بحواجز أمنية من طرف فرق الشرطة القضائية المتنقّلة في أماكن مختلفة· يذكر أن المخطّط الذي انطلق منذ الفاتح من رمضان على أن يستمرّ إلى غاية نهايته، يسير وفق البرنامج المخطّط له في الوقت الذي ستضطرّ فيه الوحدات إلى تدعيم أكثر إذ اقتضت الضرورة بعدما وجّهت نداء إلى المواطن للمساهمة بالتبليغ عن أيّ أحداث والتعاون مع مصالح الأمن في حالات خاصّة وهو ما لقي استحسان المواطنين الذين يطمحون إلى أن تستمرّ مثل هذه المبادرات طوال السنة· ** المجرمون "يعوّضون" الإرهابيين! مقابل تراجع الاعتداءات الإرهابية في رمضان وغيره من شهور العام، تشهد بلادنا في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الجرائم المرتكبة داخل المجتمع بمختلف أنواعها، ويبدو أن المجرمين بصدد (تعويض) الإرهابيين و(خلافتهم)، وهو ما تعكسه أرقام الجرائم المسجّلة في بلادنا، وهي جرائم لم يعد شهر رمضان في منأى عنها· إذ سجّلت مختلف أجهزة الأمن وقوع عدد كبير من الجرائم المختلفة خلال ما مضى من أيّام الشهر الفضيل· وكانت حصيلة أمنية نشرت (أخبار اليوم) تفاصيلها في عدد سابق، قد كشفت استمرار ارتكاب مختلف الجرائم من طرف أفراد وعصابات منظّمة تعمد إلى نشر الرّعب في صفوف المواطنين· وتتنوّع الجرائم المرتكبة في الشهر الفضيل كما في غيره، بين قتل واعتداءات وتعاطي وترويج المخدّرات وتهريب وغيرها، وتبقى يقظة الأجهزة الأمنية غير كافية للحدّ منها، حيث يبدو حضور ومساهمة بقّية مؤسسات المجتمع ضروريا لتحقيق هدف الأمن الكامل عبر ربوع الوطن· والمؤسسات المقصودة هنا أكثر من غيرها هي الأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسة المسجدية والمؤسسات التربوية، ويقع على عاتق هؤلاء جميعا واجب مساعدة مصالح الأمن في الحدّ من تنامي ظاهرة الإجرام والتصدّي للمجرمين·