سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجزائريون يمضون رمضان الأكثر أمنا والأقل دموية منذ سنوات الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الإرهاب تتأكد في الميدان وبقايا المسلحين يفشلون في عملياتهم الاستعراضية
عرفت الأوضاع الأمنية عبر كامل ربوع الجزائر استقرارا وتحسنا ملموسا خلال شهر رمضان، وهو ما أكدته معاينات العديد من الخبراء والقائمين على شؤون المصالح الأمنية، مرجعين الفضل للوسائل المادية والبشرية التي اتخذتها الدولة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة بأنواعها، وكذا عودة بعض العناصر المسلحة والتحاقهم بالمصالحة الوطنية، رغم قيام بقايا المسلحين بعمليات استعراضية بآخر معاقل للإرهابيين بمنطقة القبائل وولاية عين الدفلى· قضى الجزائريون أجواء رمضانية هادئة، برزت جليا في مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، وفي ظروف أمنية توصف ب''الجيدة''، في سابقة منذ مطلع العشرية الأخيرة، حيث قلت خلال هذا الشهر الفضيل جميع مظاهر العنف الإرهابي، وذلك بفضل إيجابيات حملتها الاستراتجية الجديدة التي تبنتها الجزائر مؤخرا في مكافحة الإرهاب والجرائم المختلفة، سواء بشكل انفرادي يتعلق بالأمن الداخلي أو عن طريق التعاون الأمني بين الجزائر ودول الساحل، وفق تشريح أحد الخبراء الأمنيين الجزائريين، وهو التعاون الذي أشاد به العديد من الخبراء، مثل خبراء الاتحاد الأوربي، ما جعل الوضع الأمني هو الآخر بصحراء الساحل يعرف استقرارا، حسب تقارير العديد من الهيئات الأمنية التي تنقلها مصادر إعلامية يوميا· وكان موسم رمضان أكثر أمنا وأقل دموية منذ العشرية الأخيرة في حياة الجزائريين، حسب ما أكده خبير في الشؤون الأمنية في تصريح ل''الفجر''، حيث رده إلى العديد من العوامل، منها النتائج الإيجابية التي حققتها مختلف وحدات الأمن في سياق مكافحة بقايا الإرهاب، لاسيما بمعاقله الأخيرة، كمنطقة القبائل وبعض بلديات ولاية تيبازة، ونقصد به، حسب ذات المصدر، القضاء على العديد من العناصر لاسيما البارزة منها، كما كلل تكثيف العمل الاستخباراتي بالقضاء على معظم القواعد الخلفية للإرهاب التي كانت تضمن لجماعاته المال والمؤونة، دون إهمال عودة بعض العناصر الأخرى إلى جادة الصواب، وانضمامها إلى قانون ميثاق السلم والمصالحة الوطنية· وكانت بعض العمليات التي نفذتها بقايا العناصر المسلحة في المناطق التي توصف بآخر معاقل الجماعات الدموية تعد على الأصابع، منها اغتيال عنصرين من أفراد الجيش الوطني الشعبي بتيزي وزو، واعتداء على حاجز أمني بنفس الولاية، بالإضافة إلى انفجار قنبلة ببغلية، وهجوم على دوار أغيرب بعين الدفلى جرد خلاله المواطنون من المؤونة، بالإضافة إلى اغتيال عنصر من الحرس البلدي بولاية البويرة، وكانت هذه العمليات الفاشلة استعراضية معزولة، هدفها محاولة فك الحصار والخناق والحصول على الصدى الإعلامي لا غير· من جهة أخرى، أفاد مصدر مسؤول من المديرية العامة للأمن الوطني، في تصريح ل ''الفجر''، بأن الإجراءات التي وضعتها المديرية والخاصة بحماية المواطن في شهر رمضان حققت نتائج يمكن وصفها بالإيجابية، ويعود ذلك إلى الانتشار الجيد والمدروس مع توفر وسائل تكنولوجية متطورة في مكافحة مختلف أنواع الجريمة، شأنها في ذلك شأن قيادة الدرك الوطني، التي قررت حسب ما أفاد به الرائد عبد الحميد كرود من خلية الاتصال في تصريح ل ''الفجر'' استمرار العمل بمخطط ''دلفيين'' وتكثيف الحواجز وتواجد عناصر الدرك الوطني بالأماكن التي تشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطن، كالأسواق ومحيط مقرات المساجد الكبرى، بالإضافة إلى تأمين ومراقبة حركة المرور، لاسيما في الفترة الليلية·