يجمع التقنيون الجزائريون على أن أداء المنتخب الوطني في جنوب إفريقيا كان مشرّفا للغاية بالنّظر إلى الرّوح القتالية التي لعب بها زملاء مبولحي، سيّما أمام إنجلترا والولايات المتّحدة الأمريكية. حيث ظهر اللاّعبون بمستوى خارق للعادة من حيث العزيمة والإرادة أبهرت كلّ من شاهد المقابلتين السالفتي الذّكر، وهو الأداء الذي أخلط أوراق مدرّب إنجلترا فابيو كابيلو. هذا الأخير اعترف بقوّة التشكيلة الوطنية شأنه في ذلك شأن مدرّب أمريكا برادلي الذي تنفّس الصعداء بعد تمكّن دوفانون من تسجيل الهدف الوحيد بصعوبة كبيرة في مرمى الحارس رايس مبولحي. هذا الأخير رشّحه كلّ التقنيين ليكون الحارس الأوّل ل »الخضر« في المواعيد القادمة بالنّظر إلى الوجه الرّائع الذي ظهر به في المقابلتين اللتين لعبهما، عكس الحارس شاوشي الذي حمّلوه مسؤولية الإقصاء بسبب الخطأ الفادح الذي ارتكبه في مواجهة سلوفينيا بإهدائه هدف الفوز لهذا الأخير بطريقة ساذجة جدّا. *** عبد الحميد كرمالي: "سنكون أفضل في المواعيد المقبلة" يعتبر عبد الحميد كرمالي حصيلة »الخضر« في جنوب إفريقيا إيجابية بالنّظر إلى الأداء البطولي الذي ظهر به اللاّعبون أمام إنجلترا والولايات المتّحدة الأمريكية، وهو الأداء الذي يجب أن يفتخر به كلّ العرب وليس الجزائريين فقط. وأضاف كرمالي قائلا: »صحيح كان بإمكاننا اقتطاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني لو لا الخسارة القاسية التي تكبّدناها أمام سلوفينيا نتيجة الخطأ الفادح الذي ارتكبه الحارس فوزي شاوشي الذي يتحمّل مسؤولية كبيرة في الهزيمة«. ويرى مهندس تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا لسنة 1990 أنه من الضروري الاحتفاظ بالمدرّب رابح سعدان على رأس العارضة الفنّية للحفاظ على استقرار المجموعة، سيّما وأن تصفيات كأس أمم إفريقيا على الأبواب لأن تغيير المدرّب من شأنه أن لا يخدم التشكيلة الوطنية. وحسب كرمالي فالذين يطالبون بإبعاد سعدان ليسوا على صواب، مرجعا ذلك إلى كون هذا الأخير المدرّب الجزائري الوحيد في الوقت الحالي المؤهّل لقيادة »الخضر« وهذا دون التقليل من قيمة كفاءة باقي المدرّبين. وختم كرمالي قائلا: »أنا ضد إبعاد سعدان وجلب مدرّب أجنبي، لكن من الضروري تدعيم العارضة الفنّية بأعضاء جدد لإعطاء قوّة إضافية لطاقم التدريب«. *** رابح ماجر: "الجزائر ضيّعت فرصة بلوغ الدور الثاني" أرجع رابح ماجر تضييع المنتحب الوطني لتأشيرة العبور إلى الدور الثاني إلى الخطّة التكتيكية التي انتهجها النّاخب سعدان في المباريات الثلاث، لأنه حسبه كان من الأفضل إعادة النّظر في بعض الأمور على أساس أن المشكل يكمن في عدم وجود تكامل بين الخطوط الثلاثة، وكذا الاعتماد على خطّة دفاعية زادت من ثقة المنتخبات المنافسة، سيّما في المواجهة الأخيرة أمام أمريكا. حيث يرى ماجر أن سعدان ارتكب خطأ لا يغتفر بإقحامه لاعبين كانوا بعيدين كلّ البعد عن المستوى الذي كان منتظرا منهم، بالمقابل تمّ تهميش لاعبين شبّان يملكون مؤهّلات عالية جدّا، منهم على وجه الخصوص اللاّعب رياض بودبوز الذي كان بإمكانه صنع الفارق وتقديم الإضافة اللاّزمة للخطّ الأمامي. ويرى النّاخب السابق رابح ماجر أنه من الأفضل إعادة النّظر في بعض الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفنّي ليكون المنتخب الوطني في مستوى المنتخبات العالمية، مؤكّدا أن الجزائر تملك ترسانة من اللاّعبين الشبّان الذين يملكون المؤهّلات الكافية التي تؤهّلهم لحمل المشعل والدفاع عن الرّاية الوطنية في أكبر المحافل الكروية العالمية، لأنه كما قال ماجر الرّوح القتالية التي تحلّى بها اللاّعبون في جنوب إفريقيا هي من المؤشّرات الإيجابية التي ستزيد من قوّة »الخضر« في المواعيد المقبلة. وبشأن مستقبل العارضة الفنّية، حسب ماجر القرار الأوّل والأخير في يد رئيس »الفاف« محمد روراوة لأنه من الضروري التفكير جيّدا في مستقبل هذا المنتخب الشابّ قبل اتّخاذ أيّ قرار. وختم رابح ماجر قائلا: »من حقّنا كجزائريين أن نفتخر بالأداء البطولي للاّعبين أمام إنجلترا وأمريكا، سيّما في المواجهة الأخيرة التي كانت بمثابة اكتشاف للحارس رايس مبولحي الذي أعتبره شخصيا الحارس الذي كان ينقص المنتخب الوطني«. *** نصر الدين دريد: "يجب إعادة النّظر في التركيبة البشرية للطاقم الفنّي" حسب نصر الدين دريد، فإن إعادة النّظر في التركيبة البشرية للطاقم الفنّي للمنتخب الوطني أمر لا مفرّ منه، مرجعا ذلك إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها النّاخب سعدان من النّاحية التكتيكية، لكن هذا لا يعني التقليل من حنكة سعدان الذي كان من المفترض عليه تدعيم طاقمه بمدرّب أو اثنين في المستوى لكون مباريات كأس العالم ليست بالمقارنة مع مباريات كأس أمم إفريقيا. ويرى دريد أن التشكيلة الوطنية تعاني من بعض النّقائص، سيّما على مستوى الهجوم، وكذا عدم وجود صانع ألعاب حقيقي، بالمقابل حسب دريد المنتخب الوطني كسب حارس مرمى بارع وذا مستوى عالمي ويتعلّق الأمر بالحارس المتألّق مبولحي الذي سيزيد من قوّة »الخضر« على المستوى الخلفي في المواعيد القادمة. وبخصوص مستقبل النّاخب سعدان على رأس العارضة الفنّية، فحسب دريد من الضروري عدم الوقوع في نفس الأخطاء السابقة بالتفكير جيّدا في هذا الجانب، مؤكّدا بطريقة غير مباشرة أن سعدان فشل في المهمّة التي أسندت إليه ومن الأفضل الاستنجاد بمدرّب أكثر صرامة وشجاعة من سعدان، لأن بقاء هذا الأخير لن يخدم المنتخب الوطني على حدّ قول دريد الذي يرى أن ماجر يملك المؤهّلات التي تسمح له بقيادة »الخضر« إلى برّ الأمان. وأضاف دريد في ختام تصريحه: »يجب على كلّ العرب الافتخار بالأداء البطولي لزملاء مبولحي أمام أمريكا وإنجلترا لأنه ليس من السّهل على أيّ منتخب عربي أن يصمد أمام قوّة هذين المنتخبين«. *** لخضر بلومي: "إبعاد سعدان من عدمه من صلاحيات روراوة" »حسب رأيي الشخصي فرئيس الفاف محمد روراوة هو الوحيد الذي على دراية تامّة بما يحدث داخل بيت المنتخب الوطني، وبالتالي فمواصلة تجديد الثقة في سعدان أو العكس من صلاحيات رورواة، لأن إحداث تغيير على مستوى العارضة الفنّية في الوقت الرّاهن قد لا يخدم المنتخب، لا سيّما وأن الشروع في تصفيات كأس أمم إفريقيا القادمة ستنطلق بعد شهرين فقط، لهذا يتوجّب على المعنيين عدم التسرّع في اتّخاذ أيّ قرار«. وحسب بلومي فالمنتخب الوطني، وبالرغم من أنه ضيّع فرصة التأهّل إلى الدور الثاني إلاّ أنه يسير في الطريق الصحيح بفضل السياسة الجديدة المنتهجة، والتي أعطت ثمارها بتحقيق إنجاز كبير، لأن تأهّلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا يعدّ بمثابة الانطلاقة الحقيقية للكرة الجزائرية بعد الفترة الصّعبة التي مرّت بها الكرة الجزائرية، والتي جعلت المنتخب الوطني يغيب لمدّة 24 سنة كاملة عن أكبر موعد كروي على المستوى العالمي. وقال اللاّعب الدولي الأسبق لخضر بلومي: »صحيح كان بإمكاننا التأهّل إلى الدور الثاني، لكن لابد أن نعترف بالأداء الرّجولي للاّعبين أمام إنجلترا وأمريكا، ممّا يحتّم على السلطات المعنية الوقوف إلى جانب هذا المنتخب الشابّ والتفكير بجدّية في المواعيد التي تنتظرنا، لأننا ربحنا منتخبا متكاملا مدعّما بعدد كبير من اللاّعبين الشبّان أظهروا مؤهّلات عالية جدّا، على غرار الحارس البارع مبولحي الذي كان شجاعا في مواجهة أمريكا وأثبت ميدانيا أنع الحارس رقم واحد للمنتخب الوطني. *** عامر منسول: "لابد أن نفتخر بأداء التشكيلة الوطنية" قال عامر منسول: »الذين يطالبون برحيل سعدان ليسوا على صواب«، مرجعا ذلك إلى كون سعدان قدّم الكثير للكرة الجزائرية وهو المدرّب الأنسب لقيادة المنتخب الوطني لمدّة أطول، لذا يجب الوقوف إلى جانبه وعدم تحميله مسؤولية الإقصاء في الدور الأوّل. وحسب المعني، من الضروري الاحتفاظ بالتركيبة البشرية للتشكيلة الحالية وتدعيمها ببعض اللاّعبين الجدد في المستوى لخلافة العناصر التي لم تتمكّن من فرض نفسها في المونديال بسبب تقدّمهم في السنّ، على غرار اللاّعب رفيق صايفي الذي كان من الأفضل له وضع حدّ لمشواره مع »الخضر« من الباب الواسع وليس بالطريقة التي خرج بها. وأضاف منسول في ذات السّياق قائلا: »المنتخب الوطني تطوّر بشكل ملفت للإنتباه من مباراة إلى أخرى، أي منذ انطلاق التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وأمم إفريقيا، ويعود ذلك إلى العمل الكبير الذي قام به رابح سعدان والتخطيط الإيجابي لرئيس الفاف محمد روراوة، ما يحتّم على الجميع الوقوف إلى جانبهما وعدم المطالبة بإبعاد سعدان، لأنه في حال اتّخاذ قرار إقالة هذا الأخير سيكون لذلك أثرا سلبيا على مستقبل الخضر«. وفي ختام حديثه، قال المدرّب عامر منسول: »أنا كجزائري جدّ فخور بالأداء الرّجولي والبطولي للاّعبين في جنوب إفريقيا أمام منتخبات قوية من العيار الثقيل«. *** عبد الحقّ بن شيخة: "عدم وضع العاطفة في مستقبل الخضر" »بطبيعة الحال، كلّ واحد لديه نظرته الخاصّة في مستقبل المنتخب الوطني، وأنا شخصيا ضد رحيل النّاخب سعدان وذلك رغم الأخطاء التي ارتكبها في جنوب إفريقيا من النّاحية التكتيكية، والتي حرمتنا من الوصول إلى الشباك، سيّما في المواجهة الأخيرة أمام أمريكا. حيث ارتكب الطاقم الفنّي بعض الأخطاء في التغييرات التي قام بها بإقحام لاعبين ليسوا في مستوى الحدث عكس ما كان منتظرا، حيث لم يتمّ الاعتماد على اللاّعب المتألّق بودبوز وعبدون لأنه حتى لو فرضنا أننا تمكّننا من إنهاء المباراة بالتعادل فإن ذلك لا يخدمنا، لذلك كان من المفترض الاعتماد على خطّة هجومية وإقحام لاعبين أكثر جاهزية«. وحسب بن شيخة، فالنّاخب سعدان قدّم الكثير للكرة الجزائرية ومن الضروري الوقوف إلى جانبه، مؤكّدا حتمية الاحتفاظ به لمواصلة العمل الكبير الذي قام به، سيّما وأن المنتخب الوطني تنتظره تصفيات كأس أمم إفريقيا بداية من شهر سبتمبر المقبل. وختم المدرّب الحالي للمنتخب الوطني المحلّي قائلا: »يجب التفكير في مستقبل المنتخب الوطني بوضع العاطفة على الهامش لأننا ربحنا منتخبا شابّا سيكون له مستقبل زاهر«.