أكد شيخ المدربين الجزائريين عبد الحميد كرمالي ل"الفجر" أن المنتخب الوطني أبلى البلاء الحسن في المواجهة الكبيرة التي جمعته بالمنتخب الإنجليزي الذي لم يتمكن من اختراق دفاع الخضر بقيادة بوڤرة، رغم وجود عدة أسماء لامعة في كتيبة المدرب الإيطالي فابيو كابيلو الذي اعترف بقوة المنافس الجزائري الذي وقف الند للند لرفقاء روني وفي سياق الحديث قال عبد الحميد كرمالي: "الملاعبية" أدوا مقابلة في المستوى وذكرونا باللعب الجزائري المتميز باللعب السريع والتمريرات القصيرة التي أمتعتنا كثيرا"، مؤكدا أن الإرادة والحرارة التي لعب بها الخضر في مقابلة أول أمس أمام أحد المرشحين للظفر بكأس العالم هي التي صنعت الفارق من دون التقليل من إمكانيات الناخب الوطني الذي استطاع أن يؤطر اللاعبين داخل المستطيل الأخضر وإعطاء تعليمات صارمة بشأن شل كل تحركات نجوم الإنجليز، وأستطيع القول أن رابح سعدان مدرب قدير ومحنك". وعن حظوظ المنتخب الجزائري في المرور إلى الدور الثاني، قال كرمالي إن كل شيء ممكن في كرة القدم، وتبقى المباراة الفاصلة للخضر يوم الأربعاء كفيلة بتحديد هوية المنتخبين اللذين سيمران إلى الدور القادم. التقني عز الدين آيت جودي من تونس "أدينا مقابلة في المستوى العالمي ويبقى العقم الهجومي يطاردنا" قال المدرب عزالدين آيت جودي، المتواجد حاليا بتونس من أجل تحليل مقابلات كأس العالم على قناة نسمة ل"الفجر": "حقيقة نشكر كل لاعبي المنتخب الجزائري على هذا الأداء الراقي والمستوى العالمي، صراحة لقد قدموا مقابلة كبيرة أمام أحد عمالقة الكرة العالمية، رغم نقص الخبرة والتجربة لدى العديد من لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، إلا أن ذلك لم يمنعهم من لعب المواجهة من دون عقدة أمام نجوم الإنجليز". وأشار آيت جودي في سياق حديثه أن العقم الهجومي يبقى هاجسا أمام أشبال سعدان لاسيما أن مهاجمي الخضر صائمون عن التهديف لمدة طويلة، لكن ذلك لم يحجب رؤية تحركات جيدة لمطمور ولعب أنيق للمتألق بودبوز". خالد.ش توفيق قريشي "لاعبونا كانوا أكثر حضورا" قال المدرب توفيق قريشي في تعليق على مباراة الجزائر أمام إنجلترا: "لقد قام المدرب الوطني رابح سعدان خلال هذه المباراة بعدة تغييرات على المستوى التكتيكي والتقني. وأعتقد أن إقحام رياض بودبوز والحارس رايس مبولحي جاء بالإضافة للمنتخب. لقد كان لاعبونا في المستوى وحاضرين في الميدان، ولو كان الحظ إلى جانبنا لسجلنا هدفا في مرمى الإنجليز. سيكون اللقاء ضد الولاياتالمتحدة صعبا ويتطلب تركيزا كبيرا". مصطفى بسكري "الخضر أظهروا وجها مقنعا" اعتبر المدرب مصطفى بسكري أن رفاق مجيد بوڤرة قدموا صورة قوية في الانسجام والتفاهم. وأضاف: "لقد ظهر المنتخب الوطني بوجه مقنع ضد أحد المرشحين للفوز بكأس العالم. لقد كان إقحام بودبوز كأساسي ورقة رابحة نظرا للإمكانات الفردية التي يتمتع بها. لقد لعب عناصر المنتخب دون عقدة وبصفة منظمة. لقد لعبنا دون أي مهاجم صريح، لكن هذا لم يمنعنا من خلق بعض الفرص. الآن يجب التأكيد أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية واللعب بنفس الإرادة والعزيمة". مصطفى كويسي "لقد سيطر الخضر على الصراعات الثنائية" اعتبر اللاعب الدولي السابق مصطفى كويسي أن الدفاع الجزائري كان قويا في مباراة إنجلترا، مستطردا: "اليوم لقد سيطر المنتخب الوطني على نظيره الإنجليزي خاصة في الصراعات الثنائية. لقد كان اللاعبون متمركزين بصفة جيدة وكانت التغطية الدفاعية جيدة خاصة بفضل الدور الكبير ليبدة ولحسن وقادير. إنها نتيجة إيجابية بعد التعثر أمام سلوفينيا". محمد شعيب "شاهدنا مباراة راقية" أوضح اللاعب الدولي السابق محمد شعيب بأن لقاء الجزائر أمام إنجلترا كان راقيا من حيث المستوى، مضيفا: "لقد شاهدنا لقاء عالي المستوى من الجانب التكتيكي. والمدرب رابح سعدان أظهر الوجه الحقيقي للكرة الجزائرية. لقد أقلق التمركز الجيد للعناصر الوطنية كثيرا المنتخب الإنجليزي. لقد أدينا لقاء جديا كان ينقص فقط تسجيل الأهداف.
لهذه الأسباب تألق الفريق الوطني لا يختلف إثنان على أن الفريق الوطني الجزائري ممثل العرب الوحيد في مونديال جنوب إفريقيا أدى مقابلة كبيرة أمام أحد عمالقة كرة القدم في العالم، منتخب إنجلترا الذي يعج بنجوم كثيرا ما صنعوا أفراح عشاق الكرة المستديرة ليس في إنجلترا فحسب بل في كافة المعمورة، فلا أحد ينكر كفاءة روني وجيرارد ولامبارد الكروية. الفريق الوطني الجزائري أبهر كل المتتبعين بروحه القتالية ولعبه المنظم، بعيدا عن الارتباك حتى ولو كان الخصم إنجلترا أول المرشحين للظفر بالتاج العالمي قبل انطلاق أول مونديال إفريقي. فبعد الهجوم الكاسح على كل التشكيلة ومدربها الشيخ سعدان الذي لا يجب أن ننسى رغم سلبياته، أنه أهل الفريق إلى المونديال بعد غياب دام قرابة ربع قرن، وكان بإمكانه أن يعود بالكأس الإفريقية الأخيرة من أنغولا لولا بعض الأخطاء التي تحصل في كرة القدم، قلت هجوما وإن كان مبررا من قبل أنصار الخضر والتقنيين الجزائريين الحالمين بظهور مشرف في نهائيات كأس العالم ومن حقهم ذلك، فإنه كان لاذعا وعنصريا من قبل بعض الأطراف الأجنبية كصحيفة ليبراسيون الفرنسية، فكان رد اللاعبين إيجابيا فوق الميدان وأسكتوا مرة أخرى كل المشككين والمتآمرين، وأبانوا للعالم أن البلد الذي أنجب مخلوفي ولالماس وغيرهما كثير وماجر وبلومي وأبهر العالم في نهائيان 82 بإسبانيا قادر على إنجاب شبان جدد متمرسين يحبون بلدهم وكرة القدم النظيفة.. فتحية لرفاق بوڤرة الذي سبق له أن وعدنا في لوكاستيلي بفرنسا قبل التنقل إلى أنغولا أن هذا الفريق الشاب قادر على رفع التحدي أمام أكبر المنتخبات العالمية وقد صدق.. سؤال كبير يطرح في الساحة الكروية مفاده: لماذا تألق الخضر أمام الإنجليز ؟ والإجابة رغم أنها تختلف من محلل إلى آخر ولدى التقنيين والمتتبعين، إلا أن هناك قواسم مشتركة، أراها شخصيا تكمن أساسا في الروح القتالية ورفع التحدي في المناسبات الكبرى، إلى جانب تحرر اللاعبين، والدفاع بكتلة واحدة وتركيز ومحاولة الاعتماد على الهجمات المعاكسة واللعب القصير ميزة الكرة الجزائرية، فمنذ مدة لم نشاهد نسوجا كروية على الطريقة الجزائرية والاعتماد على واحد - اثنين واللمسات الجميلة، فمقابلة سلوفينيا التي لم يكن فيها فريقنا الوطني سيئا، بل الهزيمة كانت نتيجة هفوات والاعتماد على خطة دفاعية في الغالب، غير أن النسوج الكروية غابت والارتباك والتسرع كانا واضحين.. الفريق الوطني تألق أمام إنجلترا كذلك باللعب الجميل ومحاولة التحكم أكثر في الكرة، وهو ما تبرزه نسبة الاستحواذ على الكرة التي كانت لصالحنا ب52 في المائة، وذاك شيء أكثر من رائع أمام عملاق اسمه المنتخب الإنجليزي بقيادة كابيلو.. الفريق الوطني تألق أيضا، عندما تيقن الناخب الوطني أن منصوري الذي قدم الكثير للمنتخب الوطني لم يعد مجديا اليوم شأنه شأن صايفي، وكذلك سقوط ورقة غزال الذي كثيرا ما راهن عليها سعدان ودافع عن هذا اللاعب ليجني الجحود والمقاطعة وعدم الاحترافية.. وكل التوفيق للخضر أمام فريق أمريكي قوي يطمح هو الآخر إلى التأهل إلى الدور الثاني..