المأساة التي يمر بها سكان بعض مناطق القرن الإفريقي، لم تقلب إلاّ "المواجع" لدى الجزائريين وباقي الشعوب العربية والإسلامية، والتي لا تملك بيدها إلاّ الرثاء على صفحات الأنترنات، وتذكر آلامها، وهي تحت الاستعمار، لا هو غريب عنا فنتبرأ منه، ومن نفاقه، ولا منا فيساعد إخواننا لوجه الله. مصطفى مهدي "حراقة إلى الصومال" أو "جمع تبرعات على الأنترنات لضخها في حساب أحد الصوماليين" أو أي فكرة يمكن بها أن نساعد الشعب الشقيق، لا يهم أن تكون فكرة مجنونة، فالمستعمر لم يدع مجالات للتفكير، هكذا علّق بعض الأنترنوت الجزائريين على المأساة الأفريقية، على شعوب تموت جوعا، وأخرى لا تستطيع التخلص من استعمارها، رغم أنّ بعضها ثارت، وحققت القليل من السيادة، في انتظار أن تحذو الأخرى حذوها، وجاءت مأساة القرن الإفريقي لتعمق الجراح، وتشعر الشعوب بالحزن على أطفال، ونساء يموتون جوعا، وعلى رجال يبكون الألم والخيانة، ومن جهة أخرى تشعر بحزن على حالها، وهي التي ترى الحكومات التي استعمرتها تبذر أموالها هنا وهناك، ولكن بالمقابل لا تفعل شيئا أمام شعب الصومال، بل تجدها عاجزة حتى على إرسال معونات لا تمسها أيدي الفساد، كل هذا قاله فريد الذي وضع على صورة "البروفايل" الخاص به طفلا صوماليا يموت جوعا، وكتب على جدار صفحته أنه هو يموت غما وكمدا على حال وصلنا لها، أما سمية فقد راحت تجس نبض المواطنين ورأيهم في ما يحدث، وفي إمكانية وجود فرصة، أو أي طريقة للمساعدة، ولكن تكون مساعدة لوجه الله، يقول لنا حسام: "لا أدري كيف يحلو للبعض تمضية شهر رمضان، هو يرى تلك الصور الفظيعة لأشقائنا في الصومال وإثيوبيا، وغيرها من البلاد إلى تعاني الجوع والمأساة، ولا أدري كيف يبقى البعض الآخر جامدا بدون حراك تحت ويل الاستعمار، لا يثور ولا شيء، لقد ذكرتنا فعلا مأساة الصوماليين بمأساتنا، ولكن ما حلّ عليهم قضاء وقدر، أما ما يحل بنا فمن صنع أيدينا، هم ينامون مرتاحي الضمير، ونحن نتعذب بأنانيتنا ونفاقنا". ولقد غيّر الكثيرون من الصور التي يضعونها على بروفايلاتهم، تضامنا مع الشعب الصومالي، وهذا أضعف الإيمان، وهناك من يعتبر أنّ المساعدات التي تقدها بعض الحكومات العربية شيء جميل على أن تتضاعف، كما تحذر من أن تصير وسيلة للابتزاز، أو التلاعب السياسي، تقول لنا سمية: "إن ما يحدث للشعب الصومالي أكثر من فظيع، ولحسن الحظ فإن بعض المساعدات تأتيهم، ويجب أن لا نسمح لبعض المتاجرين باسم الإنسانية أن يحولوا من مأساة الصومال مآسي أخرى في أوطاننا، إن الحرب هي التي ساهمت فيما وصل إليه الصوماليون، ولهذا فن الحروب هي عدو الإنسان الأول، ولهذا لا بد على كل شعب أن يحافظ على السلم والأمان اللذين يتمتع بهما".