على الرغم من أن اعتناق الباكستاني شاهد جونسون للإسلام، لم يزد على 45 يوماً إلا أنه يعكس من خلال حديثه وتصرفاته مدى حبه وتعلقه واقتناعه بالإسلام لدرجة أنه صبر على حرب شنتها عليه زوجته الباكستانية المسيحية إذ تركت عش الزوجية في باكستان واصطحبت معها طفلتيهما البالغتين من العمر 10 و11 سنة. هذه باختصار قصة المسلم الأربعيني محمد شاهد، كما اختار أن يسمي نفسه بعد اعتناقه للإسلام في دبي وذلك تأسيا واقتداء بالمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم. يقول محمد شاهد ل"الاتحاد" الاماراتية عن معاناته النفسية قبل الإسلام والتي كانت سببا في إسلامه: عندما كنت في باكستان كان لي أصدقاء وجيران مسلمون وكلما جالستهم حدثوني عن الإسلام وعاملوني بحميمية وكرم أخلاق لم أعهده من قبل، فأحببت الإسلام من محبتي لهم لكنني لم أفكر حينها بأن أعتنق الإسلام بل لم أكن مستعدا لذلك، ومن ثم حظيت بفرصة عمل قبل سنة ونصف في دبي حيث أعمل فنيا في صيانة أجهزة الحواسيب لإحدى شركات الأغذية، وبكوني أتيت للعمل بمفردي مخلفا زوجتي وابنتيَّ فشعرت بغربة وبضيق شديد وبوحدة وتيه وضياع وفراغ وكأن روحي مريضة خاوية لا يوجد ما يغذيها، ففكرت كيف سأخرج مما أنا فيه، فتبادر إلى ذهني كلام أصدقائي وجيراني المسلمين في باكستان وما قالوه عن الإسلام بأنه دين يهذب الروح ويطمئنها ويسري عنها همومها ووحشتها ويعلمها ويؤدبها بالأخلاق الفاضلة.. ويضيف: حينها قررت أن أبحث وأطلع أكثر على الدين الإسلامي لأعرف أسراره، وبماذا يتميز هذا الدين عن غيره وبعد أن قرأت الكثير عبر الإنترنت واشتريت كتبا تجيبني عن بعض ما يجول في خاطري من أسئلة، اتجهت بصديق لي باكستاني مسلم يعمل معي في دبي وقلت له أريد أن أسلم لكن لا أعرف كيف؟ فاصطحبني إلى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي حيث قابلت أحد المرشدين وسألته بعض الأسئلة عن تعاليم الإسلام ونطقت بالشهادتين ومن ثم حصلت على شهادة اعتناق الإسلام من نفس الجهة". ويشير محمد شاهد إلى أن أمر اعتناقه للإسلام كان بمثابة صدمة لزوجته، ورفضت أن تستمع لحديثه وأصرت على موقفها وغادرت البيت بصحبة ابنتيها، أما والداه فرفضا أيضا الاستماع إليه، لكن ذلك كله لم يهز موقفه تجاه الدين الجديد الذي اعتنقه بل زاده إصرارا خصوصا أنه يشعر بأن الله يمتحنه ويختبر إيمانه.. ويضيف محمد شاهد "لم أحزن على فراق زوجتي وموقف أهلي بقدر ما أنا حزين على أنهم لم يعتنقوا الإسلام بعد". يعبر محمد شاهد عن سعادته الكبيرة باعتناقه للدين الإسلامي خصوصا أنه يصوم شهر رمضان الفضيل للمرة الأولى في حياته، وقد وجد صعوبة في الأيام الأولى منه لأنه غير معتاد على ذلك، لكنه سرعان ما تأقلم وشعر بلذة الصيام وروحانيات هذا الشهر الكريم خصوصا مع صلاة التراويح وقراءة القرآن في الحلقات التعليمية المخصصة للمسلمين الجدد في المساجد. * اعتناقه للإسلام كان بمثابة صدمة لزوجته، ورفضت أن تستمع لحديثه وأصرت على موقفها وغادرت البيت بصحبة ابنتيها، أما والداه فرفضا أيضا الاستماع إليه، لكن ذلك كله لم يهز موقفه تجاه الدين الجديد الذي اعتنقه بل زاده إصرارا خصوصا أنه يشعر بأن الله يمتحنه ويختبر إيمانه.. ويضيف محمد شاهد "لم أحزن على فراق زوجتي وموقف أهلي بقدر ما أنا حزين على أنهم لم يعتنقوا الإسلام بعد".