على عكس ما تحاول أن تسوقه بعض الأبواق المتمسحة بالجزائر من وجود جزائريين يتركون الدين الحق ويلتحقون بكنائسهم وبكثرة، تشهد مساجد الوطن كل أسبوع تقريبا التحاق عدد من الأجانب والمسيحيين تحديدا بالدين الحق عن رغبة واقتناع وبعيدا عن الأماكن المظلمة والزوايا المشبوهة والدعوات التي تحمل وعود الدنيا.هذه الصورة النيرة من مسيرة الذين يلتحقون بالإسلام عن طواعية. حاولت ''البلاد'' تتبعها عبر عدد من ولايات الشرق التي شهدت خلال الأشهر التسعة الفارطة من السنة الجارية التحاق أكثر من 40 أجنبيا بالإسلام ونطقوا جميعهم بالشهادتين وسط تهليل وتكبيرات المصليين. ئففي ولاية فالمة أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف في لقاء له بجريدة البلاد أن مصالحه أحصت دخول 6 أشخاص في الإسلام منذ مطلع السنة الحالية يدينون بالديانة المسيحية، من بينهم 4 نساء ورجلان من جنسيتين فرنسية وبريطانية. كما كشف المصدر نفسه أن هناك شابا يدين بالمسيحية تعكف مديرية الشؤون الدينية على تجهيز ملفه لتمكينه من الدخول في الدين الإسلامي الحنيف في الأيام القليلة القادمة، وقد تم ذلك خلال محفل ديني بكل من بلديات بوهمدان ووادي الزناتي بالجهة الغربية للولاية، بوشقوف بالجهة الشرقية وكذا عاصمة الولاية فالمة. في حين أحصت الجهة ذاتها التحاق 16 شخصا بالدين الحنيف منذ سنة 2008 إلى غاية شهر أكتوبر .2009 وفي سياق متصل شهدت ولاية برج بوعريريج دخول 7 أجانب في الإسلام فيما وصل عددهم خلال ثلاث سنوات الى 17 معتنقا من جنسيات مختلفة. وقد كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف ببرج بوعريريج، صالح مجاني، ل''البلاد'' أن مصالحه سجلت عبر تراب الولاية منذ بداية السنة الجارية عدة حالات اعتناق أجانب للدين الإسلامي من جنسيات مختلفة وصل فيها عدد المعتنقين للإسلام في مدة لا تتجاوز تسعة أشهر إلى 7 من جنسيات متعددة، حيث تميز شهر جانفي باعتناق الفرنسية ادوكلارك مورساتا التي تبلغ من العمر 65 سنة بعد احتكاكها ببعض الأصدقاء الجزائريين بباريس والتي أعجبت كثيرا بعادات التسامح والمحبة والتراحم التي يحملها الدين الإسلامي وبشخصية مريم العذراء التي قرأت عنها في عدة كتب بالفرنسية واقتنعت في الأخير بأن المخرج الوحيد لها من الأزمات النفسية التي كانت تنتابها بين الحين والآخر هو الإسلام، لتقوم عند زيارتها لبرج بوعريريج مطلع السنة الجارية بإعلان إسلامها بأحد المساجد وسط المدينة ونطقت بالشهادتين مما أدهش جموع المصلين معلنة اختيار اسم امريمب حيث أهدى لها الإمام مصحفا وقامت عدة مرشدات بتلقينها تعاليم الدين الإسلامي وأحكام الصلاة. ليليها في أواخر فيفري الكاميرونيان جمبي دوه بيار لوران وجمبي لوران اللذان أعلنا الدخول في الإسلام في يوم واحد واختارا اسما عربيا فالأول سمى نفسه اعبد اللهب والثاني حملب اسم عبد الكريمب. ويتزايد يوما بعد يوم الإقبال على الإسلام، حيث قام في اليوم الخامس من أفريل الماضي المسمى اكندوميكائيلب شاب فرنسي الأصل من مدينة ليون الفرنسية يبلغ من العمر 25 سنة، أثناء زيارته لمدينة البرج، بإعلان إسلامه بعد أن أدرك عظمة هذا الدين بفضل صديقه الجزائري. وبعد أسبوعين قام الفرنسي اميكائيل شوفاليب البالغ من العمر 33 سنة باعتناق الإسلام وتطليق المسيحية بمسجد عمر بن عبد العزيز بالبرج، مما أدهش العديد من الأئمة والمصلين حول هذا الإقبال المتزايد على اعتناق الإسلام في ظرف وجيز. كما شهد المسجد نفسه السنة الفارطة اعتناق الإيطالي امارتينور وزاريوب للإسلام. وبالعودة إلى الإحصائيات الرسمية التي أعدتها مديرية الشؤون الدينية ببرج بوعريريج فقد تم تسجيل 17 أجنبيا اعتنقوا الإسلام لحد الآن منذ سنة ,2007 وعددهم يتزايد يوما بعد يوم، فبعد تسجيل 4 أجانب سنة 2007 ارتفع العدد إلى 5 في سنة 2008 و7 معتنقين سنة 2009 في ظرف لا يتعدى تسعة أشهر. ومعظم هؤلاء الأجانب من جنسية فرنسية نظرا لاحتكاكهم الشديد بالجالية الجزائرية هناك. وبدورها عرفت مساجد قسنطينة خلال الأشهر الأخيرة هبة واسعة للأجانب على دين الله الحق على الرغم من الحملات المسيئة لشخص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتي شنتها عديد الوسائل الإعلامية الأجنبية، فقد سجلت مصالح الشؤون الدينية والأوقاف للولاية خلال الفترة الممتدة بين شهر جوان وأكتوبر إسلام ستة رعايا أجانب، أعلنوا إسلامهم بعد اقتناعهم بأن هذا الدين هو الحق، لما يشتمل عليه من قيم ومعان سامية. فقد اقتنعت غلاسكوفا أنطا من جمهورية التشيك بهذا شهر جوان الفارط، حيث أشهرت إسلامها بمسجد هارون بحي التوت، لتتبعها ديبال لورانس الفرنسية شهر أوت بمسجد الأمير عبد القادر. فيما اختار الفرنسي روجي بيار جون مسجد بلحداد بالمنظر الجميل لإعلانه اتباع الدين الحق، ويحتفظ مسجد الأمير بصدارة المعلنين الجدد عن إسلامهم من خلال إسلام كل من لييون فرنسيس جون بيار وطان كينج منج الفرنسيين شهري سبتمبر وأكتوبر الحالي على التوالي، وسط التهليلات والتكبيرات. وحسب إحدى المسؤولات بمديرية الشؤون الدينية فإن الإمام يقوم بالحديث مطولا مع الأجنبي غير المسلم الذي يعتزم اعتناق الإسلام حول الدين الجديد والمسؤوليات التي يقبل عليها في حال اقتناعه، لترسخ لديه صورة عامة وواضحة، ويلقن بعدها الشهادتين وما يتوجب عليه من فروض وواجبات ليكون مسلما حقا. ولاية جيجل بدورها لم تكن بمنأى عن هذه الأحداث، فقد شهدت التحاق أكثر من 14 رعية أجنبية بالإسلام خلال سنة ونيف، سبق ل''البلاد'' أن تطرقت بالتفصيل إليهم. كما شهدت مساجد ولاية سكيكدة وعنابة التحاق أكثر من 15 رعية أجنبية بالإسلام خلال الأشهر التسعة الفارطة من السنة الجارية. ويذهب الكثير من المتتبعين إلى أن الحملات المغرضة ضد الإسلام والمسلمين ساهمت في تحريك فضول الكثير من المتعطشين للمعرفة، مما جعل العديد من الغربيين يلتحقون بالإسلام.