استنفار عسكري وسط غضب شعبي هكذا سترد الصين على زيارة بيولسي.. تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي الصينية بعبارات حماسية تدعو الجيش لسحق العدو وعدم السماح بالمساس بالخطوط الحمراء . ويقول مغردون إن هذه الخطوط لن تظل قائمة إذا تهاون الجيش الصيني في الرد على أي تجاوزات. ق.د/وكالات تصدَّرت وسوم الجيش البطل و رحلة إلى النصر مواقع التواصل الاجتماعي الصينية خاصة موقع ويبو الشبيه بموقع تويتر كما أعاد المغردون نشر جملة نفعل ما نقول التي تكررت في خطاب الجيش والخارجية الصينية تعليقا على الزيارة المرتقبة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي وتقول الصين إنها إقليم خاص بها. وصعَّدت الصين حملة التهديدات والمناورات الحربية في محاولة لثني المسؤولة الأمريكية عن الزيارة وحذرت بكين علنا من إجراءات مضادة قوية قد تصل لإمكانية الرد العسكري في حين تحاول الولاياتالمتحدة قياس إذا ما كانت هذه التهديدات ستتطور لحرب مع بكين. *صدام في مضيق تايوان يقول مدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة فودان بشنغهاي وو شينبو في تحليل نقلته الصحافة المحلية إن الزيارة في حال حدوثها ستفجر صداما في مضيق تايوان يتجاوز الأزمة التي وقعت بين عامي 1995-1996 مضيفا أن القدرات العسكرية للصين تفوق بكثير تلك التي كانت موجودة قبل 26 عاما . ويرى تينغ هونغ الخبير في الشؤون العسكرية أن اللغة التي تستخدمها الصين لا تحتمل تفسيرات متعددة وأنها تهديد مباشر لاستخدام القوة لمنع هذه الزيارة. وأضاف تينغ أن القدرات العسكرية الواسعة للصين ستسمح برد فعل أكثر تنوعا على زيارة بيلوسي مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية المخاطرة بالانخراط في حرب محدودة. ويشير تينغ إلى أن الجيش -مدفوعا بضغط شعبي- يطالب بعدم السماح بتجاوز الخطوط الحمراء وحماية أمنه والحفاظ على سيادة الدولة الصينية. في حين يرى آخرون أن الاستخدام المحدود للقوة من قبل الصين الآن قد يعزز مرشحا أكثر راديكالية وتأييدا للاستقلال في الانتخابات الرئاسية المقبلة بتايوان عام 2024. ويقول المحلل العسكري في شنغهاي ني لي شيونغ في مداخلة لصحيفة أجنبية إن الانتقام الصيني قد يتراوح بين إرسال طائرات حربية ومضايقة طائرة بيلوسي وتزويد روسيا بالأسلحة. وأضاف يجب أن تكون الخطوة كبيرة بما يكفي لتخويف الخصم مع إحكام السيطرة لمنع نشوب نزاع مسلح. *سيناريوهات مطروحة مقابل التوتر في بكين قال مسؤولون في تايوان إن الطائرات الحربية الصينية يمكن أن تعبر خط الوسط في مضيق تايوان وهو الخط النظري الذي يفصل بين الجانبين والذي عبره جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) مرارا وتكرارا خلال العامين الماضيين ويطير مباشرة إلى المجال الجوي السيادي التايواني. وبموجب سيناريو آخر ناقشه المسؤولون التايوانيون قد يلجأ الجيش الصيني إلى فرض حصار على جزيرة براتاس الواقعة على بحر جنوبالصين التي تسيطر عليها تايوان ويمنعها من إرسال الإمدادات الحيوية أو حتى الهبوط إلى جانب إمكانية احتجاز الجنود التايوانيين المتمركزين هناك. *تأثير فظيع ويصر مجلس الأمن القومي الأمريكي على أن بيلوسي لها الحق في زيارة تايوان في حين تقول الصين إن زيارة المسؤول الثالث بالحكومة الأمريكيةلتايوان ستؤدي إلى تأثير سياسي فظيع وفقا للخارجية الصينية. وتحمل الصين ضغينة تجاه بيلوسي التي تمتلك تاريخا طويلا من العداء للصين وسياساتها تجاه قضايا حقوق الإنسان خاصة ففي عام 1991 بعد عامين من سحق الحكومة الصينية للاحتجاجات الواسعة النطاق في بكين التي تمركزت في ميدان تيان آن مين زارت بيلوسي حين كانت نائبة عن ولاية كاليفورنيا الميدان خلسة من مرافقيها الصينيين ورفعت مع اثنين من زملائها لافتة تُكرّم ضحايا قتلوا على أيدي القوات الصينية. كما تخشى الصين أن مرور الزيارة سيفتح الباب أمام مسؤولين أمريكيين أرفع مستوى لزيارة تايبيه. *تحرك على الأرض وأجرى الرئيسان الصيني والأمريكي مكالمة هاتفية من أجل تهدئة التوترات الدبلوماسية التي كانت قائمة منذ بعض الوقت ولكنها تصاعدت نتيجة هذه الزيارة المحتملة من بيلوسي. وفي الفترة التي سبقت الاحتفال بذكرى تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني (الأول من أوت) أجرى الجيش الصيني تدريبات بالذخيرة الحية بالقرب من جزر بينجتان قبالة مقاطعة فوجيان التي تبعد عن العاصمة التايوانية تايبيه نحو 170 كيلومترا. وحثّ مقطع فيديو أعدته قيادة المسرح الشرقي بجيش التحرير الشعبي الصيني الذي أظهر مشاهد من التدريبات والاستعدادات العسكرية ونشرته وسائل الإعلام الحكومية مساء الاثنين القوات على الوقوف في حالة تأهب والاستعداد للقتال ودفن جميع الوافدين الأعداء . *أكثر من 350 ألفا يتتبعون طائرة نانسي بيلوسي وفي السياق أظهرت بيانات ملاحية أن عدد متتبعي حركة طائرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي بلغ قرابة 300 ألفا في ظل التوترات بين الصينوالولاياتالمتحدة الناتجة عن زيارتها المحتملة إلى تايوان. وأظهرت البيانات الملاحية لموقع فلايت رادار (Flightradar) مرور طائرة نانسي بيلوسي في الأجواء الإندونيسية أثناء جولتها في شرق آسيا. وتظهر بيانات الموقع الشهير بتتبع حركة الملاحة الجوية أن عدد متابعي الطائرة بشكل مباشر قرابة 300 ألف متابع وهي الطائرة الأكثر متابعة عالميا الآن وكان العدد قد تجاوز في وقت سابق 350 ألف متابع. تتبع حركة طائرة بيلوسي لمعرفة ما إذا كانت ستتوجه إلى تايوان في ظل التهديدات الصينية فلايت رادار وترفض بكين أي زيارة محتملة لبيلوسي إلى تايوان في حين تؤكد الإدارة الأمريكية أن رئيسة مجلس النواب لديها الحرية فيما يتعلق بإجراء الزيارة أو إلغائها. ومنذ أيام تصدر الصين تحذيرات إلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وتهدد بعواقب وخيمة إذا مضت بيلوسي في زيارة تايوان. وفي السياق هدد الجيش الصيني بالتحرك إذا مضت بيلوسي في خطتها.