تهتم السيدات بديكور المنزل باعتباره مملكتهن الخاصة فلهذا تجدهن مهتمات بأخر صيحات الموضة في مجال الستائر والأفرشة، وحتى في شهر رمضان فالطبخ لا يأخذ كل وقتهن، بل تجدهن أيضا يهتممن بالديكور، خاصة وأنه لا يفصلننا عن العيد الكثير، وقد أخذ الصالون المغربي شهرة واسعة في السنوات الأخيرة ، حيث سارعت النسوة إلى اقتنائه والعمل على تجديده مع اقتراب الأعياد والمناسبات، غير أنه وعلى غرار التنوع الحاصل في مجال تجارة الأفرشة والستائر من منتوجات محلية وأخرى مستوردة يجد التجار الشرعيون أنفسهم محاصرين من طرف أصحاب التجارة الموازية. أثناء تنقلنا في شوارع وأزقة الأحياء الشعبية بالعاصمة لاحظنا ذلك الانتشار الواسع لتجارة مختلف الأقمشة على رأسها الستائر التي يجمع من ورائها أصحاب التجارة الموازية أرباحا طائلة تضاهي أرباح أصحاب المحلات الذين فرضت عليهم المنافسة مع تجار غير شرعيين احتلوا الأرصفة وفرضوا منطقهم. في الوقت الذي تمنع فيه وزارة التجارة وجود هذا النوع من البيع الفوضوي وتسعى في كل مرة إلى محاربته. فهذا سوق باش جراح الشعبي قد امتلأ عن آخره بكم هائل من لفائف قماش الشورى والستائر التي تعد بالقناطير، ويعد أصحابها الفوضويون بالعشرات، وهذه ساحة الشهداء وسوق ميسونيي بالعاصمة يعرفان نفس الظاهرة. ومازاد الطين بلة حسب أصحاب المحلات الذين تحدثنا معهم بشارع عبان رمضان بالعاصمة هو كون حنكة الشراء قد فلتت من النساء في ظل انتشار التجارة الفوضوية، فكثيرات أصبحن لا يميزن بين السلع الأصلية ذات الجودة في الدكاكين، وتلك المقلدة المعروضة على قارعة الطريق، بل إن بعضهن لا يميزن بين بائع مؤهل يمكن لهن الاستفادة من نصائحه بشأن صناعة الديكورات والخياطة عموما، وبائع فوضوي يجهل كل أبجديات هذه الصناعة بدءا بالمقاييس والبيع ولا يهتم سوى بجانب الربح. كما أكدوا أن هناك نسوة تقصد محلاتهم من أجل أخذ فكرة عن القماش وجودته والكمية المطلوبة لصناعة صالون من الصالونات المعروضة للبيع ثم يتوجهن إلى التجار الفوضويين ويقتنون من عندهم هذا ما يثير قلقهم كما أشاروا أن القماش فيه أنواع وبدرجات مؤكدين أن ما يباع في الأسواق الموازية ليس أصلي والسعر هو البرهان، فالأسعار المنخفضة التي تسيل لعاب السيدات تغطي الغش والتلاعب الموجود بالسلعة المعروضة للبيع ومن جهة أخرى أكدت بعض الزبونات أن إقبالهم على التجار الفوضويين راجع إلى السعر لأن أسعار المحلات مرتفعة ولا تناسب إلا الطبقة الغنية فالمهم أن تحصل السيدة على صالون مغربي أو جزائري أصيل كما أشارت إحدى السيدات أنها تدرك تماما أن السلع المعروضة ليست ذات نوعية جيدة لكنها تعمد إلى شراءها لأنها تدرك تماما أنها ستغيرها مع أول مناسبة أو عيد لهذا فهي لا تهتم بنوع قماش الستائر والشورى فالمهم أن تقوم بخياطته لدى امرأة محنكة في مجال التصاميم والديكورات.