يعرف سوق المدينةالجديدة هذه الأيام اقبالا غير عادي للمتسوقين القادمين من مختلف ولايات الوطن قصد شراء مختلف المستلزمات بما في ذلك المواد الغذائية، ملابس العيد والأدوات المدرسية إذ أن تعدد المناسبات خلال هذه الفترة بين شهر رمضان وعيد الفطر والدخول المدرسي حتم على جميع الأولياء الخروج للتسوق قصد شراء مختلف هذه الإحتياجات في وقت واحد وبذلك فإن سوق المدينةالجديدة ونظرا لكثرة المحلات به وبالتالي كثرة العرض ومن تم اختلاف الأسعار ومنح مجال أكبر للإختيار يعتبر من أكثر الأسواق جلبا للزوار والمتسوقين حتى أنه يشهد خلال هذه الفترة إكتظاظا منقطع النّظير اذ تصعب كثيرا حركة المرور به وسط المتسوقين المتجولين ضمن أروقة غير منظّمة فالبعض منهم ينظر ويختار والآخر يشتري ومنهم من يسأل عن الأسعار ومع كثرة التجار »الفرّاشة« أصبح السير بشوارع المدينةالجديدة هذه الأيام معاناة تضاف الى معاناة الأولياء مع اضطرارهم الى إخراج مصروف آخر لتغطية تكاليف شراء ملابس العيد والأدوات المدرسية غير أن ما لا حظناه من خلال تجوالنا بهذا السوق أنه وعلى الرغم من معاناة المتسوقين مع الإكتظاظ وسط ارتفاع درجة الحرارة والعطش وتعب الصيام إلا أنّ الإقبال على هذا السوق لم يتراجع يوما بل انّه يزداد يوما بعد يوم خاصة خلال مثل هذه المناسبات ممّا جعل من سوق المدينةالجديدة سوقا جهويا ان لم نقل وطنيا فهو سوق معروف ويشهد إقبالا كبيرا لزوار قادمون من مختلف ولايات الوطن ولاسيما الولايات المجاورة ذلك أنّ كثرة العرض تلبّي جميع الأذواق وتتناسب مع الإمكانيات المالية لمختلف الطبقات الإجتماعية. تجارة لايطالها الكساد لم يعرف هذا السّوق بشهادة تجار ممن كان لنا معهم حديث خلال جولتنا هذه كسادا في تجارته إذ أن الأموال تتداول بسهولة والتجارة به رائجة خلال كل أشهر السنة ولاسيما خلال المناسبات التي يصبح فيها سوق المدينةالجديدة سوف تروّج فيه الملايير بين أموال الشراء والبيع وبين قيمة السّلع المعروضة ومداخيل البيع وأرباحه لأن التجارة بهذه السوق ضخمة جدا ورائجة بشكل كبير فلا يطالها الكساد ولا تعرف الخسارة الا نادرا فحتى السلع القديمة وتلك التي تجاوزتها الموضة أو المنتوجات غير الأصلية وغير المطابقة وحتى المواد الغذائية التي قاربت مدّة صلاحيتها أن تنتهي كل ما يمكن أن لا يباع في مكان آخر من السهل جدا تسويقه بالمدينةالجديدة سوق تجد به كل شيء من مواد غذائية الى ألبسة الى أحذية الى مواد تجميل الى أفرشة الى مواد تنظيف الى مصوغ وأدوات مدرسية كلّ السّلع تباع بهذا السّوق بدون استثناء وبأسعار قد تكون معقولة مقارنة بأماكن أخرى لأن التجار غالبا ما يفضلون عدم رفع السّعر لتسهيل تسويق سلعهم مع كثرة الطلب الذي يزيد من أرباحهم فكل محل بالمدينةالجديدة قد يضمن نشاطا تجاريا بحجم سوق في مكان آخر وهو ما ساهم في رفع أسعار كراء المحلات بهذا السوق والتي قد تصل الى 10 و15 مليون سنتيم في الشهر لاسيما في حالة شساعة المحل ورواج نشاطه فإن كنا نتكلم عن إلتزام واحد من إلتزامات التاجر وهي مبلغ الكراء الذي قد تصل قيمته الى هذا القدر فماذا عن الأرباح ومن تم حجم الأموال الطائلة التي تتداول بهذا السوق يوميا وفي كل ساعة من ساعات نشاطه المستمر على طول أيام الأسبوع مع كثرة المتسوقين القادمين من كل حدب وصوب كما أن هذا هو حال السوق باستمرار غير أن النشاط التجاري يزدهر به أكثر فأكثر خلال المناسبات فيعج بالمتسوقين الذين يقصدونه لشراء ما يحتاجونه وفي كل مرّة يتأهب التجار لاستقبال مثل هذه المناسبات فمثلا ومع اقتراب عيد الفطر المبارك والدخول المدرسي معا غيّر بعض التجار من نشاطهم اذ تحوّل أغلبهم الى بيع الألبسة وخاصة ألبسة الأطفال نظرا لتزايد الاقبال عليها بحلول هذه المناسبة كما أن الطلب تغيّر مع دخول الأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك كالطّلب على المواد الغذائىة والخضر والفواكه بشكل كبير الى الطلب على ألبسة العيد على الرغم من كون سوق المواد الغذائىة لايزال هو الآخر رائجا ما دمنا في شهر رمضان دائما وقد أكد لنا في هذا السياق العديد من التجار بأن تجارة الألبسة خلال هذه الفترة تتبوأ المرتبة الأولى من حيث الأنشطة التجارية الرائجة والمريحة حتى أننا اكتشفنا من خلال جولتنا بسوق المدينةالجديدة إفتتاح بعض المراكز التجارية الجديدة المتخصصة في تجارة الألبسة وبالأخص ألبسة الأطفال وهي مراكز افتتحت خلال الأيام الأخيرة فقط إذ لم تكن موجودة سابقا غير أن أصحابها فضلوا استغلال فرصة العيد لمزاولة نشاطهم وتحقيق أرباح مع تزايد الطلب. من جانب آخر وما لاحظناه بهذا السوق هو الإقبال الكبير على التجار الفوضويين والمعروفين بالفراشة وهذا لإنخفاض الأسعار التي يبيعون بها مقارنة بالمحلات حتى أن أصحاب هذه المحلات أبدو لنا استياءهم من منافسة هؤلاء مفسرين انخفاض الأسعار بعدم تحملهم لأي إلتزامات كتكاليف الإيجار والضرائب وغيرها وبالتالي تمكنهم من البيع أقل لأن هامش الربح يكفيهم ما دامو لا يستحملون أي إلتزامات. وفي حديثنا عن الأسعار ولأن الإقبال يكثر في هذه الفترة على ملابس العيد فقد لاحظنا فعلا وجود مجال واسع جدا للإختيار بهذا السوق فمثلما يجد المتسوق طاقم لباس للأطفال بما بين 2000 وحتى 4000 دينار وحذاء ما بين 1500و350 دينار كما يجد أيضا طاقم منتوج محلي بما بين 1000 و2000 دينار وحذاء ما بين 300 و1000 دينار وبالتالي فإن المشتري بسوق المدينةالجديدة لا بد وأن يجد ضالته وما يناسبه حسب السعر الذي في استطاعته أن يدفعه خاصة إذا كان على الأولياء أن يشتروا أكثر من طافم واحد كما أن الدخول المدرسي يفرض عليهم مصاريف أخرى وقد بدأ عرض الأدوات المدرسية بهذا السوق يزداد يوما بعد يوم مع اقتراب الدخول المدرسي الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أياما معدودات من جهة أخرى تزداد اليد العاملة بهذا السوق خلال هذه المناسبات سواء التجار أو العاملين لديهم إذ يلجأ هؤلاء إلى تشغيل عمال مساعدين لكثرة الإقبال وتزايد عمليات البيع كما يزداد عدد التجار الفوضويين وخاصة بائعي السلع المناسباتية فحجم النشاط التجاري بهذا السوق يعبر عنه بوضوح عدد التجار إذ يوجد نحو 20 محلا وأكثر من 50 تاجرا فوضويا بكل شارع من هذا السوق أما تصنيف السلع الأكثر طلبا خلال هذه الأيام حسب تصريحات التجار وحتى المتسوقين فتأتي تجارة الألبسة والأحذية في المرتبة الأولى تليها تجارة المواد الغذائية والخضر والفواكه ثم تجارة الأدوات المدرسية وبعدها تجارة الأفرشة والأدوات المنزلية والأواني لتأتي بقية الأنشطة في المراتب الموالية. لتسويق التجار لسلعهم بسهولة أكبر خاصة مع تزايد الإقبال لاحظنا أيضا من خلال جولتنا بهذا السوق لجوء بعض التّجار الى وضع لافتات »صولد« على واجهات محلاتهم لاستمالة المشترين لذا يضعون أسعار محددة لمنتوجاتهم بعد أن يخفضوا نسبيا من سعرها الذي يصبح غير قابل للنقاش وثابتا وبهذه الطريقة يجلبون المشترون فيزيد البيع ومن تم الأرباح ومن جانب آخر وفي وقت راجين فيه أكثر الأنشطة التجارية بسوق المدينةالجديدة لحلول رمضان واقتراب عيد الفطر وكذا الدخول المدرسي هناك بعض الأنشطة التي تراجع الإقبال عليها نسبيا ونخص بالذّكر تجارة الذهب ويعود ذلك إلى انشغال العائلات في المصاريف الأخرى ولكن الغريب في الأمر أن سعر الغرام الواحد من هذه المادة لم يتراجع ولم يتأثر بتراجع الطلب خلال هذا الشهر. وأخيرا يبقى سوق المدينةالجديدة في خضم هذا النشاط التجاري الضخم والأموال الطائلة التي تسوق به يوميا من أكبر وأشهر الأسواق التجارية التي تعرف حركة غير عادية طوال أيام السنة فتجده يعج بالمتسوقين حتى في الأيام الممطرة كما في الأيام الحارة وإن كانت في شهر الصيام وسط ضجيج وحركة مرور تكاد تكون مستحيلة لكثرة المتسوقين حتى أنه من المنتظر أن يتواصل به النشاط التجاري حتى بعد الإفطار خلال العشرة أيام الأخيرة من هذا الشهر المبارك.