تدفع حرارة شهر أوت بعض العائلات إلى الذهاب إلى شاطئ البحر حتى في شهر رمضان، ربما للسباحة، وربما للجلوس وتناول وجبة الإفطار، هذا ما عشناه مع بعض العائلات العاصمية، التي أبت إلاّ أن تزاوج بين متعة الإفطار، وإستنشاق هواء نقي. مصطفى مهدي جو طبيعي، وهواء نقي، ومائدة شهية، كان يحضرها أفراد أسرة مشطي المتكونة من خمسة أفراد، الأب، الأم، وأطفال ثلاثة، والذي يسكنون بزرالدة، غير بعيد عن الشاطئ، أتوا إلى المكان لكي يمضوا وقتا جميلا، وهم يتناولون وجبة الإفطار، خاصة وأن التيار الكهربائي ينقطع باستمرار، وهو الأمر الذي جعلهم يفكرون في بداية الشهر أن يتجهوا إلى البحر لكي يفطروا، يقول لنا الأب إسماعيل: "في الحقيقة فكرنا في هذا في رمضان من السن الماضية، وكان جيراننا يفعلون نفس الشيء، ولكن انتظرنا حتى هذه السنة لنجرب، وفعلا إنها فكرة مبتكرة، خاصة وأننا نسكن بالقرب من المكان، والشاطئ خال، وليس هناك أحد يزعجنا، إلاّ بعض الشباب الذين يأتون بعد دقائق من آذان الإفطار، لكي يدخنوا السجائر، وأنصح بهذا كل العائلات، خاصّة تلك التي تسكن على شاطئ البحر، وحتى تلك التي تسكن بعيدا، لا بأس أن تأتي بالسيارة، ونحن نرحب بالجميع" لكن هذه العادة، أو الفكرة يرى البعض أنه لا يمكن تطبيقها في بلادنا، وذلك لظروف أمنية، ولكثرة اللصوص، وربما المتطفلين الذين لا هدف لهم سوى إزعاج غيرهم من البشر، مثل حسام، الذي قدم رفقة خطيبته مرة، واستأجر طاولة وكرسيين، وكان قد أحضر الأكل معه، ولكنه عرض إلى بعض التحرشات من بعض الأشخاص الذين وجدوا أنّ جلسته تلك ليست عادية، وكاد يتشاجر قبل الإفطار بدقائق، لولا أنه استغفر ربّه، وعاد وهدأ، ولكنه قرر أن لا يعود إلى المكان مرة ثانية، ويوضح قائلا: "الكثير من البشر لهم ذهنيات قديمة، ولا هم لهم إلاّ التطلع إلى الآخرين، لا يفعلون مثلنا، ولا يتركوننا لحالنا، لا بدّ أن يتغيّر الوضع، فهذا الإفطار على شاطئ البحر ليس إلاّ الشيء القليل للتمتع بما نملكه في بلادنا من ثروات سياحية، ومناطق جميلة، ولكن إنعدام الأمن، ولا أقول قلة الأمن، من شأنه أن يجعل حتى العائلات الجزائرية تحجب عن الإستمتاع بذلك كله، وهو لمر مؤ سف حقا، ولا بدّ من إعادة النظر فيه" عائلات أخرى تكتفي بتمضية بعض الوقت على شاطئ البحر، ولكن في السهرة الرمضانية، حيث تحضر الحلويات، والمأكولات، وتجلس إلى الشاطئ، تكون مرفقة بأبناء يحبون البحر، ويحبون السباحة ولو ليلا، وهو ما يجعل العائلات أحيانا مُجبرة إلى أن تذهب إلى البحر، وإلى الشاطئ ليلا، ولكنها متعة لا تضاهيها متعة، وهو ما أخبرتنا به بعض العائلات، التي كانت مستمتعة في شاطئ "لابيروز".