بقلم: الدكتورة سميرة بيطام* قيل في زمن خلى أن النجاح متاح للجميع لكن يبدو للبعض أنه لم يفقه هذا المعنى ويرى بديلا لذلك أن يقوم بتكسر غيره ليبدو هو في صورة الفاهم والعالم والمتمكن وهو لا يملك من الرصيد ما يشبه البارع المتميز في ابداعه وعزاؤنا في ذلك مقولة المرحوم عبد الحميد مهري لما قال : نحن في زمن الرداءة وللرداءة أهلها ولك أن تجرب ذلك لوحدك ستفهم أن ثمة عقد عميقة تغلغلت في أوساط المجتمع ولا يمكننا تحديد صنف معين من هذا الطرف الذي ينتمي لهذا المجتمع لكنه يفضح نفسه بنفسه وترفعنا عن سفاسف الأمور يجعلنا ننتقل للضفة الأخرى من التحليل الواقعي لمشاكل الأمة العربية والاسلامية في أنها باتت مشاكل أخلاقية فكرية توعوية بالدرجة الأولى. كثيرة هي أمنيات الشعوب في التحرر من مظاهر العيش الرديئة ومتعددة هي طموحات النخبة التي عانت ولا زالت تعاني في سبيل أن توصل كلمة الحق بإبداع متناهي الأطراف ربما قد نجد غلظة فيمن ليس لهم زاد فكري لأنهم يصرون على التحدي برداءتهم حتى لو أدى بهم الأمر إلى سرقة الأفكار وصيغة الابداع ولا بأس للمبدع الحقيقي أن تنسب له جملة من العيوب كالسرقة العلمية أو أنه لا يصلح لمهمة أو لنشاط ثقافي أو فكري..لا علينا لأننا في آخر الزمان والرويضبة تصر أن تتصدر المشهد السياسي والاجتماعي والثقافي ضاربة عرض الحائط معايير التفوق لأنها ترى في القوة وسلب الحق هو النجاح وظنت هذه الرويضبة أنها تفوقت حين انحاز أهل العلم والابداع والخلق إلى جانب جدار الصمت والتواضع لتكمل نشاطها بثقة ويقين في الله أن الله يميز الخبيث من الطيب وجميع أشكال التقليد هي آيلة للزوال فسرقة الأفكار ونموذج الابداع ليست من خصال المؤمن الحقيقي حتى لا أقول المسلم بل الحفاظ على أفكار الغير وتقليدهم في محاسنهم هي مرتبة نستحسنها لمن نراهم يتوفرون على صفات القوي الشجاع الصبور للوصول إلى القمة لا علينا أن نتتبع العثرة بل علينا أن نترفع عن سفاسف الأمور لأن المتألق له تميزه وله عنوان رغم جميع محاولات افشاله وضرب مصداقيته بشتى الطرق اذ يكفي أن الله يفضحها بسبب أو بآخر ويكفي أن الانسان المستقيم النزيه الشريف منصور من عند الله فلتستمر الرداءة في سباقها نحو العلا ولتكتف الحكمة بالتجاهل فخير النجاح ما لازمه التجاهل والترفع حتى لو عرفنا من هم اللصوص..ولماذا يصرون على المنافسة غير الشريفة.