http ://montada.elkhabar.com تضع ”الخبر” صفحة خاصة تصدر كل جمعة، تتضمّن ما جاد به قراء ”الخبر” المشتركون في صفحة ”منتدى الخبر” على الموقع الإلكتروني الرسمي للجريدة. هذا بعض ما كتبه قراؤنا، وتلبية لطلبهم، ها نحن بصدد نشر بعض أفكارهم. وتبقى آراء هذه الصفحة من صنع أقلام القراء ولا تلزم إلا أصحابها. للمشاركة معنا يرجى زيارة منتديات ”الخبر” والتسجيل فيه، فأهلا وسهلا بجميع قراء جريدة ”الخبر”، وإلى أقلامكم: الرابط: الأستاذ عادل زواقري ثانوية نقاوس- باتنة من خصال المؤمن التقي أنه عذب اللسان صحيح المنطق، ومن خصال الفاجر الفاسق أنه قبيح اللسان خاطئ المنطق. عندما يولد الإنسان يترعرع في أحضان أسرته فيتعلم الكلام كباقي الناس، وهناك من يتعلم فن الكلام وهو ليس ككل الناس، وما يتعلمه الفرد في بيئته الأسرية والاجتماعية هو ما يحدد مصيره، وحكم التاريخ عليه في المستقبل، فإما فرد صالح محبوب عند الناس، وإما فرد منبوذ. لقد أدرك أبو حامد الغزالي أهمية اللسان في صلاح الفرد والمجتمع، ولذلك أعطى له أهمية قصوى في كتابه “إحياء علوم الدين”، فنجده قد بسطه وبيّن أسباب انحراف اللسان والعواقب الوخيمة المترتبة عن ذلك، وهذه الأهمية استوحاها من كتاب اللّه عز وجلّ، فقد ورد ذكر اللسان الذي هو آلة النطق والكلام قوله “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد”، فاللسان من أكبر مهلكات الناس عندما يهمشون تهذيبه منذ الصغر. كما أن النبي عليه الصلاة والسلام حذّر من اللسان وما يتعلق به، وجعله معيارا مهما لدخول الجنة أو جهنم و العياذ باللّه، فقال “من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة”. وهذا زهير بن أبي سُلمى الشاعر الجاهلي الذي قال كلاما عجيبا كله حكمة وحلاوة، فقد قال عن اللسان: لسان الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤادُه فلم يبقَ إلا صورةُ اللحم والدم وقديما قالت العرب “مقتل الرجل بين فكيه”، فربما وقعت جريمة قتل بسبب السب والرد بالسب، والواقع لسان الحال وهو خير معبر، فكم من جريمة بسبب اللسان الطويل والعقل الصغير، ونحن من واقعنا نقتنع بهذا الحكم، فإننا نميل إلى ذوي الألسنة الرطبة والتي تنطق كلاما طيبا، ونريد أن نصاحبهم ونجالسهم، فقد انطبق عليهم قول شاعر آخر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ إن من مظاهر التحضر والتقدم الجيد أن يتفنن الأفراد في الخير والتمدن والتعامل، ففي بعض الدول المتقدمة يعاقب من يتلفظ بكلام قبيح أمام الملأ، لأن هذا الأذى يتجاوز الفرد ذاتَه إلى الآخرين، ولذا علّمنا ديننا الحنيف أن نقول الطيب أو نسكت، فقد وجهنا النبي عليه الصلاة و السلام توجيها بيّنا بقوله “من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، والخير هنا معناه الكلام الذي يفيد وينفع في الدنيا والآخرة من علم وذكر ونصيحة. إن المقصود بالتفنن في الكلام ليس معناه التصنع في الكلام والتزين في اللفظ، كما هو معروف في الأدب، ولا معناه الحيلة و«الهف”- كما يقول شعبنا الكريم- فأكثر هؤلاء وقعوا في المدح المذموم المزيف والكذب، وإنما معناه كثرة ذكر اللّه والحديث عن الحق والكلام في العلم والمشاريع الخيرية، وإلا فالسكوت حكمة. فالنبي عليه الصلاة والسلام كان يتفنن في الكلام ولذلك كثر المحيطون به، ألم يقل اللّه عز وجل فيه “ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك”، فالفظاظة في اللسان والغلاظة في القلب، فقد جمع بين الرحمة والكلام العذب. أنا مضطر مرة أخرى لأتحدث عن واقعنا المؤسف الذي نريد أن نغيره ونجعل منه سببا للتحدي والتفاؤل، مهما كثرت المشاكل والأحزان، فما أكثر من لا يعرف فن الكلام، وإذا عرف الكلامَ تكلم بالسفاهة والطيش والقبح، وإن تعْجب فاعجب من إنسان بلغ الستين والتسعين ومازالت تعشعش على لسانه شياطين السب والشتم، وهؤلاء نسأل اللّه لهم الهداية رغم أن التغير عندهم صعب، ألم يقل شاعر الحكمة زهير: وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده إن الفتى بعد السفاهة يَحْلَم والذي لفت انتباهي أن هؤلاء الكبار يؤثّرون في الشباب أكثر من تأثير الشباب في بعضهم البعض، والسبب أن الصغير يتخذ الكبير قدوة ومثالا يُحتذى به، وكم من مربّ وموظف على هذه الشاكلة، لقد رزئنا فعلا بشريحة من الكذابين حقهم النَّطْعُ كما قال الشاعر القديم، لأنهم صاروا يتفننون في الكلام الفاسد، وصاروا يفسدون الشباب الذين هم ذخر الأمة وعزها. وختام القول: إن تهذيب اللسان معناه تهذيب النفس وكم يتداخل الطرفان، فتهذيب أحدهما يقتضي تهذيب الآخر، وهذا يكون بإصلاح كل فرد لنفسه ثم الانتقال إلى الآخرين، بدءا بالواجب الأسري وتربية الأبناء على ذكر اللّه وقول الحق، وليحرص كبار السن على قول الحسَن من اللفظ، وليحرص المثقفون على اللفظ الجميل فإنهم تحت المجهر. فوضى لا هدف لها إلا الفوضى علي مجالدي لقد أورد المؤرخ ديورانت حوارا يمكن أن نعتبر به في المجال السياسي، ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية سترسم مستقبل جديد للجزائر، سواء في اتجاه سلبي أو إيجابي، ونحن نتمنى الأخير، حيث دار حوار بين كونفوشيوس وهو فيلسوف صيني وأحد أتباعه ويدعى تسي كونغ، والذي سأل أستاذه عن السلطة، أجاب كونفوشيوس قائلا: “على السلطة أن تؤمّن أشياء ثلاثة: 1- لقمة العيش الكافية لكل فرد. 2- القدر الكافي من التجهيزات العسكرية. 3- القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم. سأل تسي كونغ: وإذا كان لا بد أن نستغني عن أحد الأشياء الثلاثة بأيها نضحي؟ أجاب الفيلسوف “بالتجهيزات العسكرية”. وسأل تسي كونغ: “وإذا كان لا بد أن نستغني على أحد الشيئين الباقيين بأيهما نضحي؟”. أجاب الفيلسوف “في هذه الحالة نستغني عن القوت، لأن الموت كان دائما هو مصير الناس، ولكنهم إذا فقدوا الثقة لم يبقى أي أساس للدولة”. وبمصطلحات اليوم فالأمن الغذائي والأمن العسكري وشرعية النظام السياسي، مازالت كما عبر عنها كونفوشيوس أساس قيام الدولة الحديثة؛ وبإسقاط الحوار السابق على جزائر اليوم سنجد أن الجزائر تخلت عن أمنها الغذائي منذ عقود خلت، وفاتورة الغذاء السنوية خير دليل على ذلك، أما شرعية النظام السياسي، وأساسها الثقة بين الحاكم والمحكوم، فقط سقطت منذ اهتزاز مفهوم الشرعية الثورية في بداية التسعينيات وإعلان التعددية الحزبية، ودخول البلاد في مستنقع الدماء. قد يفهم القارئ أن فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم مسؤولية فردية تقع على عاتق النظام السياسي الحاكم وهذه ليست حقيقة مطلقة، بل هي مسؤولية مزدوجة بين الشعب والنظام السياسي، وإن كانت بنسب متفاوتة، ولو أن مفهوم الشعب يبدو مفهوما واسعا، والأصح أن نقول الطبقة المثقفة (فكل مجتمع تقوده طبقته المثقفة)، فهذه الأخيرة التي تغرس فيه الفعل وتجنّبه ردات الفعل، فمن مظاهر فقدان الفعل مثلا ما رأيناه من تجمع الجامعة المركزية في ساحة أودان في الجزائر العاصمة، ضد العهدة الرابعة للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، ويمكن اعتبارها عن جدارة فوضى لا هدف لها إلا الفوضى فأراد المتجمهرون المثقفون، من طلبة جامعات وفنانين، مواجهة فوضى تسيير البلاد بفوضى حرية التعبير وفوضى ردات الأفعال. إن التجمهر وحرية التعبير حق محفوظ لكل إنسان، ولكن علينا أولا فهم كيفية تطبيقها، حتى لا نكون مسرفين في الاستعمال. عندما ننتقل من هدم الأديان إلى هدم الإنسان واحسرتاه على المجتمع الذي نعيش فيه كيف لا نتحسر وفيه جلّ التناقضات، وكل آثار الانحلال تفشّت فيه، حتى أصبح الأمر عاديا، فلا الرجال رجال ولا النساء نساء، خصوصا بعدما تمكنت الثقافة الغربية من شبابنا كما يتمكن حليب الأم من جسد الرضيع. نعم إنهم يشبهون الرضع الذين لا حول لهم ولا قوة يأخذون كل ما يقدّم لهم دون البحث في الأسباب أو ما يلائمهم.. المتجول في الشارع يرى عقولا فارغة في أجساد أنيقة، فالمرأة ”المتحضرة” هي التي تواكب آخر صيحات الموضة العالمية، وتتفنن في استمالة وإغواء أكبر عدد من الرجال، وكذا الرجل ”المثقف” و«المتحضر” هو الذي يتشبه بالممثلين، وتتجسد رجولته في هتك عرض العديد من الفتيات ببراعة، مفتخرا بذلك أمام الأصحاب.. هذه هي ثقافة التحضر عند شباب اليوم، والتي تمكن الغرب من الترويج لها بفضل العولمة في مختلف البلدان الإسلامية، وللأسف ضرب شبابنا بالقيم والأخلاق والشرف عرض الحائط، وراحوا يستهلكون كل ما هو مستورد من أكل ولباس وأفكار، وتعد هذه الأخيرة الأخطر على الإطلاق، لأن من شأنها تدمير كيان إنسان. يمكن للمرأة أن تنجح وهي بكامل أنوثتها وشرفها دون تقليد المرأة الغربية والتشبه بالرجال، أو بيع نفسها وشرفها من أجل الحصول على منصب أو باقي ملذات الحياة، وكذلك الرجل تتجسد رجولته الحقيقية في الترفع عن سفاسف الأمور والخوف من اللّه والمحافظة على شرف وعرض الفتاة حتى لو هي عرضت نفسها عليه. هذه حياتنا كما يجب أن تكون، ولطالما أردنا وأسلافنا الحياة الكريمة بعيدا عن الاستعمار، الذي كان في السابق يستخدم أسلحة القتل والتجويع وحتى التنصير المباشر، ولكن في شكله الجديد أصبح التدمير فكريا وأخلاقيا، باستخدام أسلحة أشد فتكا تقوم على إلغاء الفكر الخاص للفرد والتخلي، أو حتى التنكر للثقافة الأصلية والقيم الاجتماعية والأخلاقية ونحن نقترب من محو ثقافتنا وحضارتنا العربية الإسلامية بأنفسنا . فهل يحق لنا بعد كل هذا أن نفرح ونفتخر أمام العالم أننا مستقلون، في حين أننا شعب إمّعة وتبّع. سارة سارة لا شيء يعجبني هشام يرجانة قد يظن بعض القراء الكرام أنني لست متفائلا، فمعظم كتاباتي لا تخرج عن إطار التذمر وكأنني أكره الحياة بما فيها، لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فتفاؤلي “الزائد عن اللزوم” يجعلني في بعض الأحيان أرفع سقف طموحاتي لأصطدم بسقف بيتي الإسمنتي، “عفوا” بسقف الواقع الذي لا مفر منه، لكن ورغم كل ذلك فنحن متفائلون قدوة بنبينا الكريم محمد صلى اللّه عليه وسلم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل، والفأل هو الكلمة الطيبة؛ أن يسمع كلمة طيبة فيُسرّ بها ويمشي في حاجته، ولا ترده عن حاجته، كإنسان يطلب ضالة فيسمع إنسان يقول: يا واجد، أو يا ناجح فيفرح بذلك، أو مريض يسمعه يقول: يا معافَى، أو يا مَشفي، أو ما أشبه ذلك، فيفرح بذلك ولا يرده عن حاجته، وما أشبه ذلك. لكن في هذه الأيام لا أكاد أسمع كلمة تسرني ما عدا قول “لا إله إلا اللّه محمدا رسول الله”، كثر الكلام الفارغ واللغو و«زلات اللسان”، ناهيك عن الأخبار غير السارة من هنا وهناك، ورحمة اللّه عليك يا شاعرنا الكبير محمود درويش الذي قال “لا شيء يعجبني” بالفعل “لا شيء يعجبني”. في بلدي سهيلة في بلدٍ كالذي أعيش فيه، يملك الإنسان كل ما يلزمه ليكون الأفضل، لكن؟؟! في بلدي يحكمنا أناس أقل ما يُقال عنهم إنهم رائعون، أناس يعرفون كل شيء ومن بين ما يعرفونه ”أن الشعب كذلك يعرف عنهم كل شيء”، ولأنهم رائعون فهذا لا يهمّهم، فببساطة يعرفون طبيعة الشعب الذي يحكمونه؟! في بلدي، الشعب يستحق أعظم جائزة قد تُمنح في العالم وذلك لصبره وخصوصا لصمته.. ولكن للأسف جوائز من هذا النوع لم تُخلق بعد.. في بلدي، سنويا ترتفع الميزانية عن سابقتها، وبالموازاة مع ذلك ترتفع معدلات الفقر والبطالة، وكذلك قضايا الاختلاس والفساد.. في بلدي يطالب البرلماني بزيادة في الراتب، وذلك لأن ثلاثين مليون سنتيم ليست كافية، إذ إن ليلة في فندق تكلفه ثلاثة ملايين ولهذا مطلبه مشروع تماما!!؟ ولكن الشباب الذي يطالبون بالإدماج يتقاضون مليونا ونصف مليون شهريا.. هل يمكن أن تكون كافية.. في بلدي قيل إن ”أدونيس” ليس بمثقف ويجب حرق كتبه، وكذلك فإن الطالبات الجامعيات لا يطلبن العلم وإنما هن بائعات هوى، وبذلك فإن حقهن في التعليم أمر يجب إعادة النظر فيه !! في بلدي ما يخصص لوزارة التعليم العالي يكفي لجعلها على الأقل من أفضل الجامعات العربية، ولكن للأسف عبثا اكتشفنا في هذا البلد ”العلم ظلام والجهل نور”. في بلدي يطالب البعض بعهدة رابعة للرئيس الحالي، فليكن هذا أمر مشروع تماما، فلكل الحق في اختيار ما يريد، حتى و إن كان السيد الرئيس هو الغائب الأكبر عن المشهد السياسي الجزائري، ولكن لا داعي للتضخيم، فالرئيس بألف خير ومن حقه الترشح لعهدة رابعة وإن كان لابد فلتجعلوها عهدة مفتوحة فهذا أفضل، من جهة نوفر أموال الحملات الانتخابية وهمومها، ومن جهة أخرى نعفي الشعب من التمثيل مادام لن يربح الأوسكار مهما حاول!!؟ في بلدي، الكلمة جريمة، لا نجاة مع الحق، الكل يكذب، الكل يخدع، الكل يسرق، وذلك البعض الذي لا يمثل الكثير فهو مجرد شعب لا يحرك ساكنا، هو الأضعف في حساباتهم، فمنذ زمن قد اجثث لسانه، وهذا في صالح الجميع، فقط لتعيش الجزائر في سعادة وبله وغباء.. أخيرا أقول ألم يئن للذين تولوا السلطة منذ زمن في هذا البلد أن تستحي ضمائرهم من هذا الشعب. عفوا، ولكن تماما كما قرأت ذات وعي ”يبدو أننا كلنا في الوحل ننعم”.