جاء قرار منع صلاة المسلمين في شوارع المدن الفرنسية بداية من تاريخ 16 سبتمبر القادم ليضاف إلى سلسلة طويلة من الإجراءات المهينة للمهاجرين في فرنسا عموما، وللجزائريين منهم بوجه خاص، باعتبار أنهم يشكّلون أكبر جالية مسلمة هناك. فحين نعلم بأن الجزائريين يضطرّون حتى في بلادهم إلى الصلاة في الشوارع حين تمتلئ مساجدهم عن آخرها، في مظهر مشرّف يبشّر بالخير، ونعلم بأن عدد المساجد في فرنسا قليل جدّا قياسا بعدد المسلمين، ندرك استمرار التعامل الرّسمي الفرنسي مع جاليتنا هناك وفق منطق (دزّوا معاهم)· وبعد أن صار اجزائري في فرنسا مجبرا على دفع المال في شكل غرامة إن أراد أن تسير زوجته مرتدية النقاب في (دولة ساركو)، أصبح عليه أيضا أن يدفع المال أو يدخل السجن إن اضطرّ للصلاة في الشارع يوم الجمعة أو في أيّ يوم آخر، ولن نستغرب أن يجد الجزائري الذي يعيش في فرنسا نفسه يوما مجبرا على دفع المال مقابل التنفّس أو مقابل اِلتقاط صورة تذكارية قرب برج (إيفل) الذي تحوّل من رمز للثقافة الفرنسية إلى شاهد على عصر القمع والتضييق في دولة ترفع شعار (الحرّية والإخاء والمساواة) ويتصرّف نظامها على النّقيض من ذلك· وحتى تبدو فرنسا محافظة على صورة الدولة التي تحترم حقوق الإنسان بصرف النّظر عن ديانته قامت بتخصيص مقرّ ثكنة قديمة في باريس، قال من زاروه إنه أشبه بالمرأب، لصلاة المسلمين، وهو ما يعكس نظرة فرنسا ساركوزي للمسلمين المقيمين على أرضها· والحقّ أن كلّ هذه الخطوات المهينة للمسلمين بفرنسا عموما والجزائريين منهم بوجه خاص ليست غريبة مادام اليهودي ساركوزي رئيسا للجمهورية الفرنسية، لكن الغريب أن تستمرّ طوابير الجزائريين الرّاغبين في جنسية فرنسا والعيش على أرضها تصنع الديكور اليومي لسفارة دولة ساركوزي بالجزائر، فليس من عادة الجزائري قَبول الإهانة ولو من والده أو جدّه، فكيف يقبلها من دولة قتلت جدّه وعذّبت والده؟!