شغلت منصب إمام لعهدتين متتاليين في مسجد ألبي التابع لمقاطعة تولوز بالجنوب الغربي لفرنسا. كيف تم التحاقكم بهذا المسجد؟ وماذا عن احتكاككم بالجالية الإسلامية بصفة عامة والجالية الجزائرية بصفة خاصة؟ جئت هنا إلى مدينة ألبي التابعة لمقاطعة تولوز بالجنوب الغربي لفرنسا منتدبا بعد أن أمضيت 35 سنة في وطني الجزائر . لأنه في سنة 1963 أي بعد الاستقلال مباشرة كان التعيين الرسمي للأئمة، أما قبلها كنت إماما متطوعا منذ سنة 1953 بمدينة بوسعادة شرق وسط العاصمة، عندما جئت إلى فرنسا اختاروا لي مدينة ألبي التي تتواجد بالجنوب الغربي من فرنسا من هنا تعرفت على أبناء الجالية المسلمة من جميع الأجناس والتي يفوق تعدادها 8 ملايين نسمة، وأكثرها تنحدر من الأقطار المغاربية الثلاث من الشمال الإفريقي الجزائر والمغرب وتونس، حيث تمثل الجزائر في هذه الديار أكبر نسبة بنحو 3 ملايين نسمة، تليها المغرب في المرتبة الثانية وتونس في المرتبة الثالثة. وهؤلاء المهاجرون أو المهجّرون إن شئت -لأن هؤلاء عانوا وذاقوا الأمرين أثناء الاستعمار المكان الوحيد الذي يجمعهم في ديار الغربة هو المسجد، حيث تجتمع الجالية لتتعارف فيما بينها. وأول مسجد جمع الجالية المسلمة في فرنسا هو مسجد باريس، هذا المسجد المبارك كان هو الوحيد والفريد في تلك الفترة حيث بني في سنة 1922 من طرف جزائري اسمه عبد القادر بن قبريط من مدينة تلمسان توفي في 1954 ودفن في ذات المسجد ضريحه في مسجد باريس إلى جانب زوجته رحمهما الله . لا يخفى عليك أن الجالية المسلمة منتشرة في هذا البلد غربا شرقا وشمالا وجنوبا. وفي الثمانينات بالضبط في سنة 1982 و1983 انطلقت عملية بناء المساجد بفرنسا بعد طلبات وجهت للسلطات الفرنسية ووافقت الدولة الفرنسية عليها واعتمدوا في طلبهم هذا على قانون 1901 من القرن الماضي، هذا القانون يسمح لمواطني المستعمرات الفرنسية بتكوين هيئات ثقافية ودينية. ومن تم شرعت المساجد تبنى هنا وهناك في كل مدينة انطلاقا من المدن الفرنسية الكبرى إلى المدن الصغرى وحتى القرى بها مساجد. والدولة الجزائرية قامت بمجهود كبير وأرسلت إلى هذه الديار كوكبة من المعلمين من التربية والتعليم ومجموعات من الأئمة جاؤوا كمنتدبين إلى فرنسا عينوا في مختلف المساجد، وكان القانون المعمول به أن الإمام المنتدب يبقى مدة 4 سنوات ثم تأتي كوكبة أخرى تستخلفهم وهكذا. وأعتقد أن ما ينقص هذه المساجد هنا بديار الغربة أو حتى في بلادنا افتقادها إلى لجنة خاصة، إذ لابد أن تكون هناك لجنة تقوم بحاجياته منتخبة من طرف المصلين يترأسها شخص يكون بمثابة همزة وصل بين المصليين والسلطات المحلية. لكن ظهر ما لم يكن في الحسبان بعد الموافقة مؤخرا على إنشاء لجنة هنا بفرنسا، حيث ظهر خلاف بين الإخوان المغاربة والجزائريين أدى بهم إلى فتنة أقول إلى فتن بين إخواننا المغاربة والجزائريين. وفيما يكمن هذا الخلاف؟ الخلاف أو الصراع إن صح التعبير نشب بين الإخوان الجزائريين والمغاربة هنا بديار الغربة، بعد أن ظهر للعلن رغبة كل طرف في الظفر بمنصب رئاسة اللجنة، وكما تعلمين ويعلمه الجميع الصراع بين الجزائر والمغرب ليس وليد اللحظة وإنما يمكن القول أن هذا الصراع هو القطرة التي أفاضت الكأس وسبب التوتر من آثار سياسة البلدين تجاه قضايا إقليمية ودولية عديدة، ولاسيما الموقف من قضية الصحراء الغربية .. وربما القانون الذي سنه شارل باسكوا في سنوات مضت يقول ينبغي أن يكون التمثيل في هذه الديار للجنة واحدة يترأسها الشخص. وهنا بدأ أقول الصراع بين الإخوة المغاربة والجزائريين الذين يسعون لأن تكون لهم جمعيات أكثر، لكن المغاربة كانوا مدفوعين بتعليمات ربما ملكية حتى يكون عندهم التمثيل هنا أكثر، ويبقى أن أقول إن المؤمنين كلهم إخوة والمساجد هي مساجد الله وعلينا أن نتآخى ونتعاون على الخير في هذا البيت ونتماسك بمبادئ الإسلام ومبادئ الأخلاق حتى إن شاء الله نكون قوة واحدة هنا بديار الغربة. ما هي أهم المشكلات التي تواجه جاليتنا المسلمة بمدينة ألبي ؟ وما هي أوضاع الإسلام بفرنسا؟ المشكلات هو غياب الاتحاد ..علينا أن نتحد فيما بيننا وأن نعمل بوصايا القرآن الكريم ''واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا'' والوصايا هي أن نمثل هذا الإسلام خير تمثيل حتى يعرف الغرب قيمة ديننا ونشرف أوطاننا، أما هذا التشرذم وما يحدث الآن فلا يخدم ديننا ولا يخدم مصلحة الأمة بهذه الديار. وينبغي أن أذكر من خلالكم أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر قامت بأشياء مهمة جدا، ولولا الوزارة لما كان عندنا أئمة هنا بفرنسا، فهذه الهيئة ساهمت مساهمة فعالة في هذا الشأن بحيث أن الجزائر الحكومة الوحيدة والفريدة التي يتقاضي فيها الإمام المنتدب راتبا عكس ما تعمل به البلدان الإسلامية الأخرى كالمغرب مثلا . لكن العتاب الذي يوجه لوزارة الشؤون الدينية عندنا طريقة اختيارها للأئمة المنتدبين بديار الغربة، إذ أنه اختيار غير صائب. الإمام الذي يأتي إلى فرنسا ينبغي أن يكون متضلعا من ناحية الدين وأن يحسن اللسان الفرنسي حتى يؤدي ويتواصل مع غير المسلمين . تقصدون بقولكم هذا أن الأئمة المنتدبين من طرف وزارة الشؤون الدينية لا تتوفر فيهم هذه الشروط؟ قلة من تتوفر فيهم هذه الشروط، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ''واذهب بلسان قوم''. الإمام المعرب الذي لا يعرف الفرنسية هو إمام طالب على جانب من المعرفة والعلم، لكن أقول حبذ لو يتقن اللغة الفرنسية والحمد لله يوجد هذا الصنف عندنا في الجزائر، فإذا كان هذا الصنف من الأئمة موجودون فهو من باب أحرى وأولى بالانتداب إلى هنا في فرنسا. برأيكم ما هي المعايير أو المقاييس التي تضعها وزارة الشؤون الدينية في اختيارها الأئمة المنتدبين؟ الأئمة المنتدبون أكثرهم ناس فيهم من المستوى العلمي والديني، لكن ربما وزارة الشؤون الدينية تضع ضمن معاييرها شرط السن على أن يكون الإمام المنتدب شابا صغيرا قادرا على المهمة، وأن يكون ضليعا من خلال تكوينه العلمي، في حين غفلت على الجانب الأساسي والمهم وهو جانب اللغة الفرنسية فحبذا لو أن الدولة الجزائرية تراعي اللغة ضمن شروطها ومقاييسها. في جانب إذن فيه من هو مقتدر وموظف في وزارة الشؤون الدينية ويمتلك ناصية اللسان الفرنسي وهو أولى. نتحدث على قضية الحجاب، حيث لم يكد يفق المسلمون من قرار منع الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية الذي أقره البرلمان الفرنسي في مارس 2004 حتى بدأت نذر حرب جديدة تستهدف فرض المزيد من القيود الرسمية على حرياتهم الدينية يتعلق الأمر بمستقبل مسلمي فرنسا في ضوء موقف شركات التأمين الفرنسية الرافض لتأمين المساجد، على اعتبار أن موافقتها تأمينها يعد خسارة بالنسبة لها، ما رأيكم في هذا القرار ولماذا ترفض فرنسا التامين على المساجد؟ وكيف سيكون مستقبل المساجد دون تأمين؟ أولا في مسألة الحجاب، هي مسالة أقرتها الدولة الفرنسية وقوانينها وعلى كل حال هي بعيدة علينا كما يقول المثل الشعبي عندنا ''كما يحب الحي يدير في رأس الميت يديرو''. وربما سمعتم بالضجة التي وقعت مؤخرا بخصوص الحجاب وتكلم العلماء في هذا الباب، وقالوا إن الحجاب فرض في ديننا وليس شيئا مبتدعا من عندنا، وبما أن فرنسا هي بلد الحريات من المفروض أن تراعي هذا الجانب لأن في شعارها ''أخوة ،مساواة ،عدالة'' شعار حملته فرنسا منذ قرون ومن هنا اعتقد أن الحجاب ينبغي أن يكون لبناتنا الحرية فيه . أما بخصوص رفض فرنسا التأمين على المساجد كما تفضلتي، في الحقيقة هذا لم يصل أسماعنا، هذا من الإعلام. اليمين المتطرف بفرنسا قال نحن لا نقبل بالمساجد فضلا عن الصوامع أما المساجد هناك يمين ويسار هناك من هو متعاطف مع قضايانا وديننا وهناك من هو متطرف لا يقبل بوجودنا هنا ولا بوجود المساجد، لكن بخصوص المساجد هناك من وجد صعوبة كبيرة في إنشاء مسجد وفيه من أجازوا لهم البناء. المساجد ترجع إلى أهلها.. إلى المسلمين إذا كان المسلمون بحق سفراء لوطنهم ولبلدانهم وكانوا في المستوى المطلوب المستوى الثقافي والأخلاقي إن شاء الله المساجد تزيد لا تنقص، لكن إذا تشتت المسلمون يمينا وشمالا .. وأرى أن هذا ما يحدث اليوم بين الجاليات المسلمة بفرنسا... لو كنا متوحدين ومتضامنين لقدمنا صورة مشرفة لديننا وبلدنا ولكنا محل احترام وتقدير . قضية النقاب هي الأخرى أثارت سجالا حادا في فرنسا مؤخرا بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي جوان الماضي أن النقاب ليس محل ترحاب على أراضي الجمهورية، إعلان صاحبه تشكيل لجنة برلمانية للبحث في أسباب تنامي ظاهرة النقاب ومن المتوقع أن ترفع اللجنة تقريرها النهائي خلال هذا الشهر هل انتم مع أو ضد حظر النقاب، وما تصوركم لتقرير اللجنة البرلمانية في هذا الشأن؟ طالب أعضاء البرلمان الفرنسي بتشكيل لجنة لمناقشة ظاهرة انتشار ارتداء المسلمات النقاب في الشارع الفرنسي؛ حيث تقدم 57 عضوًا بطلب تشكيل لجنة تحقيق مثل التي شُكلت عام ,2003 وأدت إلى صدور قانون حظر الرموز الدينية في المدارس. وتتساءل وسائل الإعلام هل من الممكن أن يصدر قانون يمنع ارتداء النقاب في ''فرنسا''، كما هو الحال في ''بلجيكا''؟ النقاب كما ذكرتي هو الحجاب نفسه لو كان المسلمون متضامنون لربما استطعنا التصدي لمثل هذا التمييز. ساركوزي قال له شيخ الأزهر أنت حر في تصرفاتك.. يمكنني القول إن الجالية التونسية في فرنسا 5 بالمائة منهم فقط من يرتدين الحجاب، لكن الجالية الجزائرية أكثرهم محجبات في مختلف مجالات العمل في الإدارات والمستشفيات وهم مجبورون على نزع الحجاب في الإدارات والأماكن العمومية وكل الدواوين حسب ما يدعو إليه القانون الفرنسي... نتمنى أن يستوعب رجال الدين هذه المشكلة وأن يتكلموا في هذا الموضوع بهدوء ليس بضجة، جاءتني مؤخرا فرنسية تحضر لأطروحة الدكتوراه اختارت لها موضوع الأئمة تسكن في تولوز وتدرس في جامعة باريس راسلتني وقلت لا مانع لدي، جاءتني وطرحت عليا موضوع الحجاب قلت لها أن الإسلام ليس الأول من فرض الحجاب و أن الحجاب كان موجودا قبل ظهور الإسلام وأسلافكم كن يرتدينه حيث لا تدخل امرأة الكنيسة إلا وهي مغطاة الرأس (محجبة). إذن القضية ليست قضية الإسلام فقط من انفرد بمسالة الحجاب. ونتمنى أن تكون مسودة القرار بشأن موضوع حظر النقاب التي سيصاحبها فتح نقاش برلماني حول القضية عادلة. برأيكم، هل نجح المجلس التمثيلي لمسلمي فرنسا في أن يكون حلقة وصل بين الجالية الإسلامية والحكومة الفرنسية بشكل يمكنه من وقف أو وضع حد للتجاوزات العنصرية التي يتعرض لها المسلمون الجزائريون في مواقف العمل والحياة في فرنسا؟ منذ 15 سنة هنا بمدينة ألبي النائب الذي كان يمثل الجالية الجزائرية المسلمة في الجنوب الغربي من فرنسا كان في باريس جاءنا إلى مدينة ألبي رحبنا به على أساس أن يكون همزة وصل بيننا وبين الحكومة، وإذ به منذ ذلك الوقت لم نراه حتى انتهت عهدته إذ لا يوجد تمثيل لنا وأعتقد أن المجلس التمثيلي لمسلمي فرنسا هيئة شكلية ليس إلا. ونحن مع هذا نأمل في أن يكون لنا هيئة تمثيلية هنا في ألبي، تنظر في قضايانا وتنقل همومنا ومشاغلنا للحكومة الفرنسية.. في الحقيقة الممثلون في هذا المجلس لم يقوموا بواجبهم . الوزير جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج صرح مؤخرا انه سيتم تنصيب لجان مختلفة في التراب الفرنسي ونحن نتفاءل خيرا وإن شاء الله يكون في هذا القرار خير وصلاح لنا وللجالية الجزائرية المسلمة هنا بفرنسا. من المشاكل التي تعاني منها الجالية الجزائرية على غرار بقة الجالية المسلمة بفرنسا إلى جانب البطالة التهميش والعنصرية قضية تمثيل المسلمين في الأجهزة العليا للسلطة والتي أصبحت شبه محرمة على الجيلين الثاني والثالث من أبناء المسلمين، ما تعليقكم؟ لابد أن نشارك وندخل المعترك السياسي الفرنسي لنفرض وجودنا سواء كأعضاء في البلدية أو الولاية أو المجالس الحكومية لما لا..عندي شهادة إقامة أسكن وأعمل، يجب أن نطالب بكل الحقوق إذا أردنا أن نثبت وجودنا وأن نطالب بحقوقنا الدينية والثقافية والسياسية، نحن في الانتخابات مثلا البلدية أو الولائية أو انتخابات النواب يأتي المرشحون يطلبون منك أن تنتخب عليهم بطريقة غير مباشرة بحيث يؤكدون أنهم جاؤوا لتغيير الوضع وو.. أصحاب الجنسية المزدوجة يرفضون الانتخاب والإدلاء بأصواتهم سيما الجيل الجديد ..كيف نريد إذن إثبات وفرض وجودنا في هذا المجتمع. بالنسبة لقرار حظر المآذن بسويسرا، القرار الذي صاحبته ضجة كبيرة مؤخرا ما تعليقكم؟ المآذن ليست هي الشرط الأساسي في صحة الصلاة ولا شرط في صحة المسجد نستطيع أن نبني المسجد ولا نجعل له مئذنة، المئذنة جعلت كعلامة للبلد الإسلامي وحتى يسمع الصوت أكثر الناس واليوم قامت مقامها أشياء أخرى كثيرة... على كل حال أظن أننا نحن المسلمون كان يفترض بنا أن نطالب ونثير ضجة على شيء آخر ليس أن نفتعل من حظر المآذن قضية وإنما نطالب بالتمسك بمبدأ وحق إقامة المزيد من المساجد في مختلف دول العالم. رغم أن المآذن وجدت مع البدايات الأولى لهذا الدين الحنيف؟ صحيح كانت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام لكن مهمتها وجدت لسماع صوت الآذان ليس أكثر، ونحن لدينا في الحكم الشرعي المندوب والسنة، والمندوب ما يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه. ولهذا كما سبق وأن ذكرت بعض الأئمة المنتدبين بفرنسا لا تتوفر فيهم الشروط الأساسية لا يعرفون حقيقة الإسلام، يعني يعرفون القشور ولا يعرفون اللب ..هذا اللب يحتاج لمعرفته ناس لديها ثقافة عالية وعلم واسع .. نتمنى أن يتغير الوضع إلى الأحسن. كيف تنظرون إلى مستقبل الجالية الجزائرية المسلمة في فرنسا في ظل هذه التعقيدات؟ هذه التعقيدات تمر، المسلمون والأئمة هنا بفرنسا لهم هدف واحد لم يتطور أكثرهم يبحثون على الإقامة والعيش في رفاهية في فرنسا لا غير، لا يخدمون الهدف الأساسي الذين جاؤوا من أجله إلى فرنسا هي فئة تمثل الأغلبية لا يهمها إلا العيش والعمل في فرنسا . لا نعمل من أجل تحسين صورة ديننا في الغرب . بطاقة فنية شكيمي محمد بن عبد القادر من مواليد 1934 بمدينة بوسعادة المدينة العريقة بمناظرها وبعلمائها وبسياحتها لقربها من زاوية الهامل المشهورة التي تخرج منها الكثير من العلماء والأدباء وحملة القرآن الكريم وفي 1963 بعد الاستقلال مباشرة عين إماما رسميا في مسجد الصلاح ببوسعادة وفي سنة 1980 عين في البعثة الوطنية للحج وفي 1990 عين إماما مندوبا في مسجد ألبي بمقاطعة تولوز في الجنوب الغربي لفرنسا