من المعروف أن شهر رمضان الفضيل يتميز بين أشهر السنة عند المسلمين بنكهة خاصة، إذ تحتفل العائلات بقدوم هذا الشهر الكريم بفرحة كبيرة، وتبدأ بتحضير وإعداد ما يتطلب من لوازم تليق بهذا الشهر العظيم، إلى جانب أعمال العبادة والإحسان، إذ يحظى هذا الشهر بمكانة خاصة لدى المسلمين وبه تنشط الأسواق ويصبح ليله نهاره، وكله حيوية وحركة في أجواء من المشاعر الدينية، بينما تتربع على عرش المائدة بين الأطباق وجبة الحريرة وطاجين الحلو والبوراك، وغيرها من أنواع المأكولات التي تتفنن فيها المرأة التيارتية على غرار الحريرة وهي الوجبة الأساسية للعائلة التيارتية التي تستخرج مادتها الأولية من الشعير وهي ما تعرف بالدشيشة التي يتم تحضيرها أياما قبل حلول شهر رمضان، ثم تأتي على بداية تغيير ديكور المنزل أو البيت والتنظيف الشامل والكامل للجدران مع اقتناء بعض الأواني الجديدة، كما تكون التوابل من الأولويات المعروفة برأس الحانوت، حيث تشم رائحة زكية للأجداد والآباء قديما ويعود بك الحنين إلى عروبتك المميزة بتقاليد وطقوس تختلف عما كنت تراه في الأيام الماضية مع فرحة كبيرة وترحاب بالشهر الكريم. ...ولأن الصيام الأول للطفل يستحق الاحتفال تحتفل العائلات عند إقدام أطفالها على الصوم لأول مرة وسط بهجة وفرحة كبيرة مع تزيين مكان الجلوس للصائم الصغير وتزيين المائدة بأشهى ما لذ وطاب من المأكولات المختلفة مع أخذ صور له وهو يبدأ بالإفطار، حيث تكثر فيه العزائم وتتبادل الزيارات بين العائلات والأهل والأقارب وسط أجواء الفرحة تعم الأسر. ومن سمات هذا الشهر العزيز كثرة التحابب والكرم، بالإضافة إلى العادات الأساسية من العبادة والإحسان والكرم التي تعرف به العائلة التيارتية، من جهة أخرى إنتعشت الأجندة الثقافية بالولاية تحت تنظيم اللجنة المكلفة بالولاية بتنظيم نشاطات وتظاهرات ثقافية وفنية منها المحلية والوطنية للشهر الفضيل 2010 وتنوعت بعروض مسرحية سوبر مير، مع المسرح الجهوي لتيزي وزوو مع حفلات فنية ساهرة احتضنتها دور الثقافة بالولاية مع وجوه لفنانين جزائريين من العاصمة والتي لقيت حضورا كثيفا للمواطنين وتبقى الأجندة الثقافية متواصلة إلى غاية ال26 من الشهر الصيام. فيما يتحول ليل تيارت إلى نهار تشهد مدينة تيارت بعد فترة الإفطار والصلاة، حركة دؤوبة للمواطنين بعد أن تكتظ شوارعها بالمارة لتبادل الزيارات بين الأهل والأقارب، كما تعرف المقاهي إقبالا كبيرا هذا على غرار مقاهي الأنترنت التي تتزاحم بالشباب ويدوم السهر إلى غاية وقت السحور، كل هذا يعكس فترة ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر ومع ارتفاع في درجة الحرارة تلاحظ فتورا ملحوظا وملموسا، بعد أن تخلو الشوارع لكن سرعان ما تدب الحياة من جديد، وينشط الناس بعد دخول وقت العصر خصوصا بالأسواق لشراء المستلزمات الخاصة بالإفطار كالحلويات والفواكه. المساجد الجديدة ...حلة شهر الصيام بتيارت تدعم قطاع الشؤون الدينية بتيارت بإنجاز مسجد جديد بمدينة الدحموني بحي 50 مسكنا الذي استقبل عشرات المصلين في هذا الشهر المبارك، حيث قد شهد هذا الصرح الديني الذي كان بأمس الحاجة إليها سكان الحي ومدينة الدحموني بعد الاكتظاظ الذي عرفه المسجدين بعد التوسع الكبير العمراني الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة، أنجز هذا المعلم الديني بهندسة معمارية متطورة في ظرف بضع سنوات فقط، كما أن هذا الصرح لم تنتهي به بعض الروتوشات والتبليط للإنتهاء من أشغاله كلها، حيث عمت الفرحة الحي عند فتح أبوابه للمصلين بعد أن صنف كثالث مسجد يستقبل صلاتي التراويح والعيد. الغلاء الفاحش ...الوجه الثاني لرمضان تيارت شهدت أسواق تيارت هاته الأيام وابتداء من الشهر الكريم التهاب فاحش لنار الأسعار في مختلف المواد الاستهلاكية وكان التوافد كبيرا حتى ضاقت بهم الشوارع والأسواق بسبب غلائها وارتفاع أسعارها الجنوني تحت جشع المضاربين والمحتكرين وهو ما جعل الزبائن ينقصمون إلى فئتين الأولى مثلت ذوي الثروة والجيوب العامرة اقتنوا ما طاب ولذ دون سؤال عن السعر والفئة البسيطة التي تحوم كم مرة حول السوق حسب ما استطاع. ...ومصالح المراقبة وقمع الغش بالمرصاد صرح المفتش الولائي للبيطرة بولاية تيارت أن مشكل اللحوم الحمراء التي كانت تباع على مستوى السوق القديمة بمدينة السوقر وحتى بالنسبة للحوم البيضاء أصبحت هاجسا لهم، أين تم في هذا الإطار القيام بالعديد من بعمليات التفتيش والمراقبة وهذا بغية السيطرة على مثل هاته الأنشطة في هذه السوق وصحيح أن هذا المكان لا يحتوي لا على شروط النظافة أو حتى شروط البيع، أين كان لمفتشية البيطرية أن طرحت هذا الإنشغال في العديد من المرات ومنذ سنين على المسؤولين المحليين، كما تم اقتراح فتح سوق حمداني مليكه لتجهيزه بكافة الشروط على أن يحتوي على مسمكة ومحلات لبيع اللحوم البيضاء وهذا كبديل جيد عن السوق القديم والذي لا يحتوي على شروط النظافة وهذا من أجل القضاء عليه نهائيا، إلا أن هذا النداء بخصوص هذه السوق بدائرة السوقر لم يحرك السلطات المحلية لمدينة السوقر. إذ أنه ولغاية اليوم لم نعرف سبب ذلك وعلى إثر هذا فإن نداء مفتشية البيطرية لولاية تيارت قد أسمعته للسلطات في انتظار إيجاد حل سريع. وقد علمت مفتشية البيطرية مؤخرا أنه قد تم تجهيز قطعة أرض على مستوى السوق القديمة خاصة ببيع الخضر والفواكه ولكن الأمور تعدت إلى أكثر من ذلك وتم بيع بهذه السوق موادا أخرى سريعة التلف منها اللحوم، ولطمأنة المواطنين، تمكنت مفتشيه البيطرية من السيطرة على كل أنواع اللحوم الحمراء، حيث لم يعد يباع على مستوى الطرقات بفضل المراقبة التي تتم كل يوم وخاصة من الشهر الفضيل سواء من طرف المكتب البلدي أو المفتشية البيطرية بالتعاون مع مصالح الأمن، ولكن تبقى الحلول الممكنة لتفادي هاته التجارة الفوضوية لغاية اليوم مجرد حبرا على ورق. وفي هذا الصدد أكدت السلطات المحلية لبلدية السوقر أنها قامت بعمليات تخص تنظيف هذه السوق بعد الرمي العشوائي للنفايات من طرف التجار، هذا وقد تم نهاية الأسبوع الماضي توقيف شخص بسوق الفولاني بمدينة تيارت كان يمارس نشاط بيع اللحوم الحمراء بطرق مشبوهة، مما أدى به إلى الاعتداء بالضرب وإشهار سلاح أبيض في وجه عون مراقبة وقمع الغش كان في إطار دورة بالسوق التي تعرف اكتظاظا بالباعة وإقبالا كبيرا للمواطنين بغية اقتناء لوازم الشهر الفضيل، حيث مثل هذا الأخير أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة تيارت الذي أمر بإيداع المتهم الحبس الإحتياطي إلى غاية محاكمته. من سموم السوق إلى سموم عقارب قصر الشلالة تعرف بلدية قصر الشلالة التي تبعد عن عاصمة الولاية ب120 كلم شرقا صراعات متواصلة في الشهر الكريم مع لسعات العقارب التي انتشرت بالمنطقة، حيث لفظ طفل في العشرة الثانية من الشهر أنفاسه وهو ذو 10 سنوات بعد إصابته بتسمم عقربي، كما استقبل المستشفى المحلي بالمدينة عشرات الإصابات وصلت من 500 إلى 600 حالة مع الإرتفاع الكبير في درجة الحرارة الذي شهدته ولاية تيارت هاته السنة على غرار ولايات الوطن. ...واستفحال ظاهرة السرقة والاعتداءات تشهد مدينة تيارت في الأيام الأخيرة، خاصة مع اقتراب عيد الفطر استفحال ظاهرة السرقة من طرف مجموعات اللصوص للسطو على المنازل، وكذا الإعتداءات على المواطنين أغلبهن النساء بالأسواق والمحلات، حيث سجلت ليلة أول أمس إقدام مجموعة من اللصوص على سرقة منزل والاستلاء على مبلغ مالي وبعض المجوهرات لإحدى العائلات بوسط المدينة، بعد أن استغلت هذه المجموعة ذهاب رب الأسرة إلى صلاة التراويح وقامت بتقييد الزوجة وسرقة ما كان بالمنزل، إلى جانب اشتباكات بالخناجر، اعتداءات على الأصول. العزوف عن صنع حلويات العيد وتفضيل شراء الجاهز منها تعرف ولاية تيارت هذه الأيام إقبال العديد من العائلات على اقتناء لوازم العيد من ألبسة للأطفال إلى اللعب والهدايا ولعل أبرز ما تقتنيه تلك العائلات هي الحلويات المختلفة وبكل أنواعها، إذ أننا نلاحظ الحركة الكبيرة والكثيفة نحو محلات بيع الحلويات التي تزدهر بها التجارة خلال الأيام الأواخر من شهر رمضان. ومن الملفت للانتباه هو امتناع النساء التيارتيات عن صنع الحلويات بالبيوت وتفضيل شرائها من المحلات المخصصة لذلك لأن ذلك حسبهم يقلل من تكاليف صنع الحلوى، إذ باتت المواد الأولية في صناعة الحلوى تعرف ارتفاعا كبيرا في أسعارها إبتداء من مادة الفرينة إلى اللوز والبيض والزبدة والسكر، إذ يعرف أن العائلات محدودة الدخل والفقيرة لا يمكنها تلبية حاجياتها من هاته المواد الأساسية لصناعة الحلوى، إذ بلغ سعر مادة الزبدة ال100دج للرطل الواحد، أما سعر البيض فقد وصل إلى حدود 250 دج، وهو ما يضع المواطن في مأزق صنع الحلوى أو اقتناء ألبسة العيد أو حتى شراء الأدوات المدرسية تحضيرا للدخول الاجتماعي الذي تزامن مع هاته الأيام المباركة. وفي حديثنا مع أحد ربات البيوت من أمام محل لبيع الحلويات بحي طريق السوقر، أكدت لنا أن شراء الحلويات من المحلات هو أرحم من صنعها بالبيوت، إذ بلغ سعر الحلويات ومن كل أصنافها مبالغا تتراوح بين 290 دج للكلغ الواحد و340 دج للكلغ، إذ بلغ سعر الحلوى المعروفة بالمقروط حوالي 330 دج للكلغ، بينما بلغ سعر حلوى التشاراك مبلغ 340 دج كلغ، أما حلوى البقلاوة فقد وصل سعرها إلى 350 دج وتختلف هاته الأسعار حسب نوعيتها ويفنن أصحابها في صنعها وربما تكون منخفضة في بعض المحلات وهذا من أجل كسب أكبر عدد من الزبائن. أحمد من دائرة الدحموني يعمل رفقة أفراد عائلته بالبيت لصنع الحلويات ثم يعاد بيعها في إحدى المحلات التجارية بالدائرة عن طريق الميزان، إذ تتنوع هاته الحلوى من أشكال وألوان، كما يقول لنا بأن تكاليف هاته الحلوى قد يكون رخيصا نظرا للكمية التي يعمدون لصنعها وهي عبارة عن حلويات خفيفة لا تستهلك المواد الأساسية كثيرا، كما أنها ممتازة لأصحاب السكري والكوليسترول، إذ تعتبر في حد ذاتها من الحلويات التي تذوب في الفم بمجرد أكلها، كما لاحظنا الإقبال الكبير على مثل هاته الأنواع للحلوى، كما يعمد أغلب الأطفال في اقتحام هاته التجارة المربحة خلال الأواخر من الشهر الفضيل، بحكم أن أغلب العائلات التيارتية تكون مرتبطة بالدخول المدرسي الجديد والتحضير له.