الفصائل الفلسطينية توقع على إعلان الجزائر لتحقيق الوحدة يوم تاريخي.. س. إبراهيم تُوجّت أشغال مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية الذي احتضنه الجزائر بالتوقيع يوم الخميس على إعلان الجزائر الذي سيكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية وهو أمر دفع الرئيس تبون إلى وصف يوم الخميس باليوم التاريخي معربا عن أمله في قيام الدولة الفلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس قريبا. وتمت مراسم التوقيع بقصر الأمم تحت إشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وبحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وتداول قياديو وممثلو الفصائل الفلسطينية الواحد تلو الآخر على المنصة للتوقيع على إعلان الجزائر للم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية. الوحدة الوطنية كأساس لمقاومة الاحتلال أكد إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الذي وقعت عليه الفصائل الفلسطينية يوم الخميس بالجزائر العاصمة على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية كأساس للصمود ومقاومة الاحتلال الصهيوني لتحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني. ويأتي إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من اجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية المنعقد بالجزائر العاصمة من 11 إلى 13 أكتوبر تجسيدا للمبادرة السامية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بعد التشاور والتنسيق مع رئيس دولة فلسطين ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته إلى الجزائر في الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2021. وأكد إعلان الجزائر على تكريس مبدأ الشراكة السياسية بين مختلف القوى الوطنية الفلسطينية بما في ذلك عن طريق الانتخابات وبما يسمح بمشاركة واسعة في الاستحقاقات الوطنية القادمة في الوطن والشتات و اتخاذ الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية عبر إنهاء الانقسام وكذا تعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ولا بديل عنها . كما نصت ذات الوثيقة على انتخاب المجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن بنظام التمثيل النسبي الكامل وفق الصيغة المتفق عليها والقوانين المعتمدة بمشاركة جميع القوى الفلسطينية خلال مدة أقصاها عام واحد من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان . وبهذه المناسبة أعربت الجزائر عن استعدادها لاحتضان انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الجديد والذي لقي شكر وتقدير جميع الفصائل المشاركة في هذا المؤتمر. وحث إعلان الجزائر على الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وفق القوانين المعتمدة في مدة أقصاها عام من تاريخ التوقيع على هذا الإعلان كما حث على توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية وتجنيد الطاقات والموارد المتاحة الضرورية لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار ودعم البنية التحتية والاجتماعية للشعب الفلسطيني بما يدعم صموده في مواجهة الاحتلال الصهيوني. وتضمن ذات الإعلان التأكيد على تفعيل آلية الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لمتابعة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة السياسية الوطنية على أن يتولى فريق عمل جزائري-عربي الإشراف والمتابعة لتنفيذ بنود الاتفاق بالتعاون مع الجانب الفلسطيني وتدير الجزائر عمل الفريق . وأكدت كل القوى التزامها بتطوير المقاومة الشعبية وتوسيعها وحق الشعب الفلسطيني في المقاومة بأشكالها كافة. كما قدم المشاركون في مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على مبادرته ورعايته للمؤتمر وصولا للنتائج التي تمخضت عنه. الرئيس تبون: نتمنى قيام الدولة الفلسطينية قريباً وصف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يوم التوقيع على إعلان الجزائر بين الفصائل الفلسطينية بالتاريخي كونه شهد عودة المياه إلى مجاريها مقدما شكره إلى كافة الفصائل التي استجابت لتطلعات الشعبين الجزائريوالفلسطيني. وأشار رئيس الجمهورية إلى رمزية هذا الحدث التاريخي الذي ينعقد كما قال في نفس القاعة التي تم منها الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس من طرف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1988. وهنأ رئيس الجمهورية الشعب الفلسطيني متمنيا تحقيق قيام الدولة الفلسطينية في حدود 67 وعاصمتها القدس قريبا. وأشرف رئيس الجمهورية يوم الخميس على مراسم التوقيع على إعلان الجزائر بين الفصائل الفلسطينية في مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بقصر الأمم بنادي الصنوبر. قطر ترحب بتوقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر رحبت دولة قطر بتوقيع الفصائل الفلسطينية على إعلان الجزائر المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية واصفة الخطوة بالإيجابية في طريق الوحدة الوطنية. وأشادت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها هذا الجمعة بالخطوة مشددة على أنها إيجابية في طريق الوحدة الوطنية وترسيخ المشروع الوطني لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . وفي السياق أكدت الخارجية أن دولة قطر تدعم كافة الخطوات الرامية إلى إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية باعتبارها مصلحة عليا وشجعت كافة الأطراف الفلسطينية على الحوار لتجاوز الخلافات و المضي قدما لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني الشقيق في مقاومة الاحتلال لنيل حقوقه المشروعة . وأعربت الوزارة عن تطلع دولة قطر لاستدامة روح الوحدة والشراكة بين الأشقاء الفلسطينيين معربة عن تقديرها البالغ للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لدورها في رعاية المحادثات . البزار: إعلان الجزائر سيؤسس لتاريخ جديد للقضية الفلسطينية أكد الكاتب الصحفي الفلسطيني هشام عبد الله البزار أن التوقيع الرسمي على وثيقة المصالحة الفلسطينية برعاية جزائرية يعتبر بمثابة التأسيس لتاريخ جديد للقضية الفلسطينية. وقال هشام عبد الله البزار لدى نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح للقناة الأولى للإذاعة الوطنية يوم الخميس إن وقوف الجزائر على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية يتيح لها قيادة جهود إقامة الدولة الفلسطينية في ظل التشتت العربي . كما أضاف أن الجزائر تعتبر شقيقتنا الكبرى وأدركت مدى أهمية وضرورة تحقيق هذه المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية من أجل مصلحة القضية الفلسطينية . كما اوضح أنه سيتم تسجيل تاريخ جديد في ملف القضية الفلسطينية بفضل التوقيع على إعلان الجزائر الذي يعتبر بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية التي حققت توافقا غير مسبوق خلال هذا المؤتمر . في سياق متصل اعتبر المتحدث أن المؤتمر كان ناجحا وسمح على طي صفحة الخلافات التي دامت قرابة 15 سنة والتي أثقلت كاهل الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي عان ولا يزال يعاني الويلات من جرائم الإحتلال الصهيوني كما أردف أن هذه الخلافات أيضا أضعفت الموقف الفلسطيني ليس فقط في مواجهة إسرائيل بل على المستوى العربي والدولي . من جانب آخر إعتبر الكاتب الصحفي أن نتائج اشغال مؤتمر لم الشمل سيكون له انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية مؤكدا أن التحدي الأكبر يتمثل في تطبق هذه المصالحة على أرض الواقع وترجمتها عمليا وإيجاد الآليات والقوانين التي تسمح بإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة متينة من أجل إزاحة الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية .