أكد الرئيس الكرواتي السابق شتيبي ميسيتش القريب من معمر القذافي أمس الثلاثاء أن العقيد الليبي قال له الاسبوع الماضي في "رسالة شفوية شخصية" انه مستعد للانسحاب "كليا" من الحياة السياسية في حال توقفت ضربات حلف شمال الاطلسي. وصرح ميسيتش في بيان أوردته وكالة الانباء الرسمية "استطيع التأكيد ان العقيد القذافي مستعد للانسحاب كليا من الحياة السياسية والعامة مع تعهد حازم بانه لن يكون هناك اي عقبات امام اقامة تعددية حزبية واصلاحات، لكن بشرط مسبق ان تتوقف ضربات حلف شمال الاطلسي". وأوضح مسيتش أن "الرسالة الشفوية الشخصية" لمعمر القذافي تعود إلى "الاسبوع الماضي" وانه ابلغ بشأنها الاثنين السفراء الامريكي والصيني والروسي في كرواتيا. وتابع إن "سلطات طرابلس حاولت إيصال هذه الرسالة عبر كل القنوات الممكنة إلى الدول التي لعبت دورا حاسما في تنظيم وتنفيذ العمليات في ليبيا". وكان ميسيتش رئيسا لكرواتيا من 2000 إلى 2010. وقد قام بزيارة رسمية الى ليبيا في 2003 بهدف التفاوض مع القذافي بشأن مشاركة شركات كرواتية في مشاريع للبنى التحتية. وتربط علاقة صداقة بين الرجلين. وتولى ميسيتش في السبعينات ادارة شركة يوغوسلافية كلفت بناء شقق في ليبيا، وقد انتقد الرئيس اليوغوسلافي السابق ضربات الحلف لليبيا. إلى ذلك، أفادت صحيفة ديلي تليغراف أمس الثلاثاء أن طائرات تجسس واستطلاع تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) تمشّط ليبيا بحثاً عن العقيد معمر القذفي، وسط مخاوف من أنه يستعد للفرار خارج البلاد. وقالت الصحيفة إن طائرة استطلاع من طراز (أواكس) تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تراقب جميع الطائرت المدنية التي تغادر طرابلس ومدناً ليبية أخرى بحال حاول القذافي الهرب عن طريق الجو، فيما تقوم طائرة تجسس اميركية من طراز "رايفت" برصد جميع الإتصالات عن طريق الهاتف النقال أو عبر الأقمار الاصطناعية. واضافت إن سلاح الجو الملكي البريطاني سيستخدم أيضاً طائرة استطلاع مزودة برادار متطور من طراز (أستور) لمراقبة قوافل السيارات المتجهة إلى الصحراء في ليبيا، بعد اعتراف مصادر استخباراتية أن القذافي كان ذكياً للغاية بتجنب استخدام الهواتف كي لا يتم تحديد موقعه. واشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وخلال الاجتماع الذي عقده لمجلس الأمن القومي بحكومته، طلب من الجيش استخدام جميع تقنيات التجسس والاستطلاع المتوفرة لديه للبحث عن القذافي. ونقلت عن مصدر بالحكومة البريطانية "لا نعرف متى يمكننا العثور على القذافي، ولكن على الجميع أن يطمئنوا لأن كل عين تبحث عنه الآن".