تحت ضغط موجة جديدة من الانشقاقات وجه الزعيم الليبي مُعمر القذافي الدعوة مُجددا إلى وقف إطلاق النار خلال محادثات مع وسيط إفريقي لكن لم تبدر عنه أي علامة على انه سيذعن لمطالب يقودها الغرب كي يتنحى عن الحكم وقال الوسيط رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما بعد زيارته، أمس الأول، أن القذافي يريد هدنة تتضمن وقف حملة القصف التي يشنها حلف شمال الأطلسي وهي شروط رفضتها من قبل المعارضة الشهر الماضي بعد مُهمة وساطة سابقة قام بها زوما. واضاف زوما قوله دونما إسهاب “ناقشنا ضرورة إعطاء الشعب الليبي الفرصة لحل مشكلته بنفسه”. وبعد ساعات من رحيله قال التلفزيون الليبي أن طائرات لحلف شمال الأطلسي استأنفت شن الهجمات لتغير على منطقة الجفرة الصحراوية التي تبعد 460 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من طرابلس. وقال التلفزيون أن طائرات التحالف أغارت أيضا على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في حي تاجورا بالعاصمة. ويقول الزعماء الغربيون الذين يشنون الحملة الجوية التي يقودها حلف الأطلسي أن قواتهم لن تتوقف عن القصف حتى يتنحى القذافي. ظهور القذافي يخلط أوراق المعارضة وظهر القذافي في لقطات التلفزيون وهو يستقبل زوما ومسؤولين آخرين ثم وهو يمشي معهم في ردهة. وعرض التلفزيون لقطات للقذافي ووفد زوما وهم جالسون في مقاعد بيضاء في غرفة كبيرة. ولم يذكر التلفزيون أين عقد الاجتماع. وكانت هذه ثاني مرة يزور فيها زوما ليبيا منذ بداية الصراع في فبراير شباط لمحاولة التوصل نيابة عن الاتحاد الإفريقي إلى هدنة. ولم تحقق زيارته السابقة نجاحا يذكر حيث رفض القذافي التخلي عن السلطة. وقالت المعارضة أن رحيله شرط مسبق لأي اتفاق لوقف إطلاق النار. وزاد تواتر هجمات حلف شمال الأطلسي الجوية على طرابلس وتعرض مجمع باب العزيزية مقر إقامة القذافي في وسط المدينة، للقصف بشكل متكرر. وشاهد صحفيون تمت مرافقتهم إلى باب العزيزية بعد وصول زوما مجموعة تضم نحو 160 زائرا إفريقيا يهتفون بشعارات مؤيدة للقذافي ويلوحون بأعلام دول من بينها تشاد والنيجر وغانا. ونفي القذافي مهاجمته للمدنيين. ويقول أن قواته اضطرت للقتال للتصدي لعصابات مُسلحة ومتشددين موالين للقاعدة. ويصف القذافي تدخل حلف شمال الأطلسي بأنه عمل استعماري يستهدف الاستيلاء على الاحتياطيات النفطية الكبيرة التي تملكها ليبيا. الأممالمتحدة: “نتوقع نفاذ الإمدادات في مناطق يسيطر عليها القذافي” قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا، أمس، أن إمدادات الأغذية والأدوية المتناقصة هي “قنبلة موقوتة“ في المناطق التي يسيطر عليها الزعيم الليبي معمر القذافي وأن بعض المخزونات قد تبدأ في النفاد خلال أسابيع. وقال بانوس مومتزيس لرويترز “لا أعتقد أن هناك مجاعة أو سوء تغذية. لكن كلما طال أمد الصراع كلما بدأت مخزونات الطعام في النفاد، إنها مسألة أسابيع قبل أن تصل البلاد إلى موقف حرج” قال جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا يوم الثلاثاء أن الزعيم الليبي معمر القذافي غير مستعد لمغادرة ليبيا، لكنه مستعد للسعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع الدائر في البلاد. وقال زوما في بيان صدر عقب أن اجتمع مع القذافي في طرابلس يوم الاثنين أن الزعيم الليبي طالب بإنهاء حملة القصف التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي. وجاء في البيان الذي أصدرته الرئاسة في جنوب إفريقيا “أكد عدم استعداده لمغادرة بلاده رغم الصعوبات. السلامة الشخصية للعقيد القذافي مثار قلق”.