مراصد ثقافية إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قبسات من رياض الشعر الحر ترصد أخبار اليوم قبسات من الشعر الحر وتنشرها توثيقا وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم. ***** خليلُ الانكِسَار الشاعر أمين بوشيخي الجزائر صِحتُ مِلء فمي بوَجهِ حيطانِ الأبديّة مهلاً يا زمانُ بي فإني لَستُ نِداً لهوَاك أما عَرَفتني يا زَمَانُ أم لجُرمِكَ تَتَنَكَّرُ أيجهلُ القاتلُ ضَحِيَّتهُ أمْ تُراكَ لا زِلتَ تَزعُمُ أنّ لِلحُلُمِ عَدُوًّا سِوَاك يداكَ تَزرَعُ الموتَ فِينا سِرًّا وبِالعَزَاءِ فُوكَ عَلَينا يَجهَرُ إني خَليلُ الانكِسار ورِيثُ الشِعرِ والبَّوَار قائدُ ثَورةِ الواقعِ الجليّ ضِدَّ اجتيَّاحِ حُلُم سَخِيّْ ابنُ عُشب بربرِي ّ عَرَبيّ وُلِد مِنْ رِمَالِ صَحراء شرقيّة / أين تَكَلَمَ الله / وحبلت العذراء / وأضاء سِراجٌ أركانَ السماء / مِنْ فَجوَةِ خيمة أو غَار رمالُ صحراء شرقيّة / نَثَرَتها رِيّاحُ جُور غربيّة توطيداً لِمُلْكِ الحُزنِ / وتتوّيجاً لِعرشِ الغُبار سَلِيلُ النَدَى أنا والثَرَى حفيدُ الخيبَةِ والرَجَا.. في إقناعِ الشَمسِ أنَّها... محَضُ حَجَر ونَّار لستُ أنا / الراضِخَ للسَّلامِ بِطُعمِ الاستِسلاَم ولا المُدَافِع عنِ الصحراءِ ضِدَّ الغَمَام لستُ أنا / بِالراكنِ لِغَزوِّ الحديدِ واللَّهوِ والتَتَار المُترَنِحِ عَنْ جَوَادِهِ سُكْراً لَيّلَةَ الانتِصَار أنا ابنُ العربيّ يا زَمَان أمشي وظلِّي خَيلاَءَ والنُّورُ مَنفِيٌ وَرَاءَ القُضبان مُتَّهَمٌ أنا بِسَرِقَةِ الخُطى مِنْ الهويّةِ والنِعال أنا ابنُ الجزائرِ يا خِلاَّنْ أنا ابنُ الشُهدَاءِ والشُجعَانْ أُرقِّعُ ثَوبَ الكَرَامَةِ / بِخَيطِ الفَقرِ وقَرنِ الغَزَال أنا البربريُّ أسيرُ حَدوَ الموتِ / لا أهابُ شَبَحَ الزَوالْ فأصنَعْ مَا تَشَاءُ بِكَ وبي.. يَا زَمَان فَلَنْ يَخرُجَ قَلَمُكَ عَنْ صَفحَةِ القَدَر فأنتَ مِثلي عَبدٌ لِله ذي الجلالْ لا أقَلَ... ولا أكثَر. **** زهرات ثلاث الشاعرة نورا تومي الجزائر وفراشة خلاسية اللون لأي شذا تتجه ولا أثر يدل القلب على المعنى لأيما زهرة وعلى أي لون تحط وقد أتعبها البلل؟! عصفور أزرق واهنة رفرفته سقسق أول الظهيرة تحت المطر في العشية كان الولد الشقي يفتش عن قفص أعلى الصفصافة حمامة تضطرب تطير وتحط ثمة قط يتسلق وعش فراخ أرى سحابة صغيرة وحدها في الأفق الشرقي كأنها طفلة ضائعة تمسك بيد الريح وتبكي مطرا! جميلة ووارفة هذه الشجرة بخضرتها الغامقة بالحلول الذي يمارسه المطر معها هذه الخضرة في الحضرة عادة كلما يطل صباح ثمة قمر تحتضنه أمه فلا نراه هذا ما أسرت به ابنتي الصغيرة لأختها!. يمكنك الآن ورود الماء والنزهة عند الشاطئ أيضا يمكنك الآن.. حتى الخلوة كالشعراء دمك الواضح مثل صباح يرسم شمساً حجم الكف ملونة يرسم ضحكة طفل ألعابا وأراجيح حديقة دمك المالح لون الأرض محض حقيقة وحدها أمك لا ترسمها دون ضياء وجهها يختزل الألوان أسمر مثل تجاعيد الأرض منطفئا يوقده زيت الأشجان حمامة دوح دون سماء تهدل أسى تغفو بحزن تنام وتصحو بريش أصفر ما أذبله! وثياب متربة سوداء يمكنك الآن ورود الماء. لك ضحكتي إغماضة العين اليسار إشارة كالهمس تسرقني إليك وتستبيح ولا أرى غير التواءات المسافة في يقظتي أمشي محطمة المنام وكم أغذ ولا أسير فلا مظلة من حرير تطير بي ولا مطار ولا وطن ولا بعض الطريق به انعطافة كتبوا تريث صحت لا يأتي كأني ما دريت وكم قرأت وكم قرأت بكفك المعنى يقارب ضفتين من المجاز إلى المجاز هل اكتفيت أقولها وأفك رمزك مرتين بشفرتين كما الشفاه مبللات بالندى وكالسفرجل وقت ينضج كالصلاة وأتقن اللغة الخرافة أتراني في التأويل بارعة؟! عساي وإنما أنا ومذ عرفتك لا قماش يليق بي ولا قصصت بلا شذاك ولا قميص ولا قيافة لا بحر يكفي للرسائل كي تجيئك في زجاجات صغار ولا زواجل لا ولا حتى مطر وأكاد أفترش السواحل كي أراك ولو غريقا دون عرسك يافتى أكاد أفترس القمر يالوحتي بين اشتباك الراسمين على الرمال ألا تعال ألا تعال وصداك قال: ألا وآل ألا وآل وليس منك إشارة ولا لعطرك من أثر. ***** وهذا الذي قد تبقَّى معي الشاعرة روضة الحاج السودان حنيني وما يُشبه الشوقَ توقي مراقبتي هاتفي في انتظارِكَ والقلبُ أوهنُ من أن يعي وهذا الذي قد تبقَّى معي مكابرتي وادعائي بأنَّي تجاوزتُ أنّي تعافيتُ أنّي شُفيتُ وما زلتُ يا صاحبي أدَّعي! تعلّمتُ كلَّ فنونِ التستُّرِ أتقنتُها لذلك لا يعرفُ الناسُ كيف تحمًلتُ هذي النصالَ وكم ظلٌ منها إلى الآن في أضلعي! وهذا الذي قد تبقّى معي يقيني وصبري وقلبي الذي كلما اختبرته الجراحُ تسامى عليها ولم يركعِ لقد أوجعتني التباريحُ حتى كأنَّ الحياةَ هي الركضُ بالجرحِ من موجِع نشتكيه إلى موجِعِ!! . عام جديد وعمَّا قريب سيدخلُ للأرضِ عامٌ جديدْ! وفي القلبِ ما ظلَّ منتقلاً كلَّ عام معي! وفي الذاتِ ذاتُ الذي كانَ فيها فحتى متى يا زماني العنيدْ؟ سيدخلُ للأرضِ عامٌ جديدْ أهنئ نفسي فها أنا ذي رغم كلِّ الجراحاتِ رغم الأذى والأسى والجحودْ تلبّستُ صبري ولملمتُ عمري ووكَّلتُ أمري وغنيت للناسِ والأرضِ والحبِّ. (عامٌ سعيدْ)!. ***** نصف ورقة للقفار الشاعر قاسم الأمين عبد الرحمان السودان وراء ظلال عيونك احتوتني الأغاني الغريبة يلامس أنفي نسيمك في أول الصبح من دجى وردة شاردة أحتسي قهوتي في شتاء قفارها الباردة أخفي السنا من جنود المظلات تحت شجرة في المطر الموسمي لا تحزني فالخطى عائدة فالجموع الغفيرة في القاطرات تدخل النفق ستنفجر في الواحدة دخلت المدائن ظل مراياك صليت وحدي ومر القطار السريع تاركاً خلفها الأزمنة ومزمارها للقوافل الوافدة بأوتارها قدمتني إلى الريح سهلاً ووقتا حينا إلى البئر ينبع الماء من يد الواردة فكانت بلادي انتصار النشيد على نارهم والخيول صوت الخطى والطبول والفكرة السائدة وراء الظلال يعتلي الشعر تلة في الخيال فتسطع في مهرجان النخيل أغنيات الخليل يفيض الحنين على الشجرة الزاهدة يدخل الوقت في صور الماء وقطب مراياك لآلئ الشفق معقودة على يده كالبيارق نحو السماء والعصافير التي هجرت غصون البلاد سترجع نحوها عائدة. امطري بنشيد وعلى كفيك يفيض الحب وربى الخير تغنت في يديك أي دن قد سقاني واقفاً في حضرة الشباك تملأني الأغاني وظلال البحر طيفك والغمامات نثرن في الأعماق وجدا وتعانقن نشيدا ملأ الأرض حنينا وزماني وأنا المملوء بالذكرى وتصاوير الخريف شجر نام في الضوء وعشق الراحلين وفراش من قواميس المعاني وبلادي كانت الأضواء أوتار الصبابة وحديث للعصافير على اسوارها حلقت فوق المآذن وشراعاتالمواني لا تقولي إن هذا البحر يفصل بيننا لا تقولي إن هذا النهر يعرف سرنا فأنا أخفيتك حتى من رحيق الزهر وأغصان الشتاء وعلى حائط العمر رسمتك كالنقوش على الثواني جئت والليل طريق الغرباء نصف عمري كان أشعار الحقول ونصفه الآخر كان أحزانا وهباء وأنا عازف أشجار أجدادي ولوني صورة للشمس في جيبي أضاءت نصف كوني وزعت جرحي على حزن الربابات وقالت هذه الألحان وقتك لم أجد فيك بداية جئت من تلقاء روحي قد سبقتك ياغيوم العمر في هذي الصحاري امطري بنشيد واحد يضحك في وجه الحياة.