مراصد ثقافية إعداد:جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي قطاف من أشعار الكُتَّاب ترصد أخبار اليوم ما يُكتَب من أشعار وتنشرها توثيقا وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم. الشاعر عمار ضيف–الجزائر: غَرِيبٌ! غَرِيبٌ أَنَا!... مَا عَادَ لِي وَطَنٌ!... أُحِسُّ فِيهِ بِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ!... وَلاَ عَادَ لِي أَهْلٌ.. وَلاَ خِلَّانٌ!... أُحِسُّ بَيْنَهُمْ بِالْحَنَانِ!... أَنَا اَلْغَرِيبُ اَلْفَاقِدٌ لِلاِطْمِئْنَانِ!... فَكُنْتِ لِي اَلْوَطَنُ الَّذي حَلِمْتُ بِهِ مُنْذُ كُنَّا طِفْلاَن ... غَرِيبٌ أَنَا!... وَفِي غُرْبَتِي أُحِسُّ... أَنَّكِ مَعِي فِي كُلِّ مَكَان !... فَإِذَا مَا بَكَيْتُ يَوْمًا... كُنْتِ لِي اِبْتِسَامَةً!... وَإِذَا مَا ضَاقَتْ دَرُوبِي لَحْظَةً... كُنْتِ لِي السَّلاَمَةَ!... وَإِنْ غَشَتْ أُفُقِي سَحَابَةٌ... أَضَاءَتْ لِي عَيْنَاكِ مَا خَلْفَ اَلْغَمَامَة!... فَأَنْتِ الشَّيْئُ اَلْوَحِيدُ... الَّذِي لَمْ تُسَاوِرْنِي فِيهِ النَّدَامَةُ!... غَرِيبٌ أَنَا!... فِي بُعْدِكِ أحْيَا خَارِجَ الزَّمَن... وَخَارِجَ اَلْكَوْنِ... حَائِرًا.. مُنْذُ أَنْ خَلَى مِنْكِ اَلْمَكَانُ!... فَصِرْتُ جُثَّةَ مَنِ اِغْتَالَهُ قِلَّةُ الْحَنَانِ!... هَكَذَا أَنَا.. حَائِرٌ مُنْذُ زَمَان !... مَا اسْتَكَانَ قَلْبِي لِأَيِّ إِنْسِان !... وَلاَ رَاقَتْ لِي صُحْبَةُ خِلّ .. مِنَ اَلْخِلاَّنِ!... فَأَنْتِ نَبْتَةٌ أَنْبَتَهَا الرحمان... بَيْنَ حَنَايَا هَذَا الْقَلْبِ اَلْوَلْهَانِ... يَصْعُبُ.. يَصْعُبُ أَنْ يَمْلَأَ مَكَانَكِ أَيَّ إِنْسَان !... غَرِيبٌ أَنَا!... مَا عَادَ لِي وَطَنٌ كَأَي ّ إِنْسَان !... وَلاَ أَحْسَسْتُ يَوْمًا بِالْأَمْنِ وَالْأَمَانِ... فِي أِيِّ مَكَان !... وَلاَ مَعَ أَيِّ إِنْسَان !... وَلَمْ َيَعُدْ يَسْتَهْوِينِي شَيْئٌ!... مَهْمَا غَلَتْ بِهِ اَلْأثْمَانُ!... فَقَدِ اِسْتَبْدَلْتُ كُلَّ دُنْيَتِي!... وِكُلَّ الَّذِي كَانَ فِي حَوْزَتِي!... بِمَا عِنْدَكِ مِنْ لُطْف .. وَمِنْ حَنَان ... هَكَذَا أَنَا يَا.. يَا وَطَنُ اَلْأَوْطَانِ... لاَ اَعْلَمُ بَعْدَكِ أَشَبَحٌ أَنَا... أَمْ إِنْسَانٌ...؟. الشاعر إدريس زايدي –المغرب: سيد الماء يا سيد الماء كيف اكتويت بنار البلاغة البعيدة وأيقظت شراشيف الغابة في ليالي الحب عطشا بأسارير الفصول والفصول نسيَت دولاب الحروف مشرعة للريح والريح تلقّفتها أنابيب القصب لتكتب في الناي معنى هاربا يهرب من أرشيف تمرد على الرئتين فاختلت موازين الغناء وفرّ كل ذي حاجة لحاجته: رجل مثقوب الجوارب والعبارات راع بلا غنم يسوي ألحان الزفرات وعاهرة تمتشق خطى العربات إلا بابٌ غُلِّقتْ عن آخرها... لها عينان تتلعثمان الأكسجين وحروفا منسية في صواع العزيز كل ذاك... لم يطمئن حكايا العاشقين ولم يحاصر غربة الحديقة بزقزقة الطيور كلٌّ يؤذن في الناس كي يأتوا رجالا إلى مواسم النعمان أو على كل ضامر صوب السماء الزرقاء جدا بدم النجمة البلهاء ولا زهرة التوليب البرية تغمز للظهيرة الشمطاء ولا أنا حركتُ أشجاني بحقنة اليقين كي أشرب من سرّ المعنى تفسيرا جديدا لابن سيرين أقرأ أشعار الموتى وهم ينتظرون الحرائق الحمقاء هل يعودوا برماد ثقيل؟ شهادة على لغة تُغرد للحب وللكمين فوق أوراق شجرة الدفلى عاشقة تسأل عن ربيع وتكتب للمخاض رسالة بتراء: أقِلَّ اللوم عني فأنا من رائحة التراب أجَئتُ لأخبر أني كتابٌ مليئ بأخطاء النحو فمحوتُ في البيت عينيك حرفا حرفا ومما تبقى أدركني فيك أسماء الأشياء التي علمنيها أغاني الرثاء وعبَرتُ إليها قبل أن يصاب كلامي بعاهة العشرين فلم يتحلل الماء بعدُ في قصيدة الألفين لتعرى ربما تُميتُ المداد وتُحيي كما الماء ينصهر في ضحى الشمس ليضرى يقلّد الشعراءَ ولايةً أخرى فأخرى. الشاعرة دعاء محمود الشنهوري– جُمهورية مصر العربية: في زمن التط(التنطع)بيع انقش على قبر الحقيقةِ ذكرَ أيامِ اللئام واكتب على جسد هزيل نام في جوفِ العظام أسطورةَ الوهم الملبدِ بالدمارِ وبالحطام من ألف عام ..مات فينا ألفُ عام مزِّق وشاحك ياعلم وانثر حروفك ياقلم واخفض جناح الظلمِ عن قلب الهرم ********* الوقتُ سيدةٌ طوىٰ أيامها زيفُ الغرور والحلمُ طفلٌ غاب في عينِ الحضور والسنبلاتُ تجيئ من جوف الغيوم تموت في غورِ الصدور والأرضُ... آه ثم آه الأرضُ حتفٌ للزهور ******** كلٌ توارىٰ...في الضباب سكب الزمانُ علىٰ خُطاهم ألفَ معنىٰ للسراب غابت ملامحهم هناك وبين طيات الكتاب ********* سبعون عاما واثنتين اختفىٰ فيها المغامر اختفى خلف المخافر... مات قهرا في رداء الحزن من أوسلو ..ف طابا والمعابر والملوك مقامر قرب المقامر ********** باعوا الدماءَ وقايضوا عرشَا بدم كي تبقىٰ العروشُ تعمدوا قتل الحمائم أغرقوا كل المدائن واستبدلوك أياأخي... واستبدلوا صوت الحرائر سرقوا أزهارك..علقوها زينة المبكى كلٌ هنالك كان خائن العرشُ غاب... والملكُ غاب.. والليلُ مهترئُ الثياب ********* صوتٌ بعيد.. في كفِّهِ تبدو الإشارة والضياء قد جاء كي يبني الصمودَ .. يقيمُ من عز جدارَه لم يبقَ إلا صوتُهم أصواتُ أطفال الحجارة لم يبقَ إلا حلمهم أن يستعيد الطيرُ دارَه ******** ياآخرَ الأبطالِ في زمن الدمار من ألفِ عام عيني يسكنها العوار فاغسلْ ثيابَ القدس من دنسِ الحصار واصنع من الورق الملون مدفعا ليزيل عن أرضي البوار لتحارب الطاغوتَ... تمحو زيف أغطية وعار ..... الآن يازرقاء قلبي مقعدٌ فيه العذاب هل غبت أيتها اليمامة بين أنواء الضباب أم أنهم عصبوا عيونك؟ أوقعوا فيك العذاب ما يزال يعوي صوتهم.. مثل الذئاب قالت: الحلم نار في العيون والدمع يخترق الجفون صَبَّوا على عيني الحزينةِ كل أوجاعِ الوطن صَبَّوا على عيني الحزينةِ أغرقوني بالمحن فالجرحُ صمتٌ نازفٌ...والصمتُ جرحٌ مرتهن .... في سبتهم كانوا هناك كانوا جميعا يعقدون حوارَهم من أجلِ تمزيقِ الملاك قد باركوا التطبيعَ حتى يحقنوه بالهلاك... ....... في وجهِ من تلقىٰ الحجارة في وجهِ من عارك وعاره هذي البسوسُ استسلمت راياتها..ثم ارتدت ثوب الخسارة ***** خانوك ياطفل الحجارة بل إنهم باعوك جهرا قاتلوك...هم ذابحوك قد ارتدوا تاج الإمارة تاجا يُرصع..بالخديعة..والرذيلة..والتنطع عن جدارة *********** صوتٌ ينادي من بعيد... ينادي أصوات القبيلة صوتٌ ينادي... في صداه ذِكرُ أحلام جميلة ويريد أن يمحو الرذيلة صوتٌ يشده الأزر... ويدعم الكف الهزيلة :(لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة! )*. *ما بين الأقواس للشاعر الكبير أمل دنقل ********* الشاعرة زينب مناصرية– الجزائر: رئة الأوراس خلف الغصون العجاف وجنب أشجار البلوط والصنوبر ولدت مفردات الكفاح وصارت نشيدا بكل اللغات لكن! الحريق يعانق جبال الأوراس حط في ساحة الديار تحت جفون عين ميمون تبختر وأرخى جوانحه واستراح حتى جاء الضحى لتداهمه النيران أدمته حتى استحال إلى حفنة من الرماد حفنة نسيت عبق الاخضرار فوق الجبال نيران وخلف الأوراس أحزان لون الحزن كالشفق رأيته يحمل ليلا في عينه مغتربا يحتضن لهيبا يغازلني يرمقني بعيون توقدها النيران لأنشد ترتيلة ألم لعروس الأوراس أنتظر! المياه الماطرة لأخلق طفلة ثانية باكية ضاحكة فعنادها اللامجدي يفتك بالغابات المحمية من جوفها الملتهب تعبر كالعاصفة تخرج من بلاد أجدادي وتنطلق صوب فؤادي. البحر أربع موجات تتراقص على شاطئ البحر خاطبها نسيم الخريف وهو حذر *** قال مداعبا الأولى: أصبو إليك وإلى مرآك وإلى أمواج زادت محياك إلى زرقة استأسرت بصري إلى حب المكان الذي يستلقي على كتبي لأمضي في الأفق كالمسحور من جَمال الزرقة المنثور *** فردت الثانية: أراك كالحبيب لا يطيق فراقي وما يزال قلبه ينبض بالحنين الراقي *** رد على الرابعة متجاوزا الثالثة: إن اشتياقي له لا يعني خضوعي وحنيني لا يعني رجوعي يابحرا يغرق ضلوعي فيك أحلامي التي تزين أضواء الشموع. الشاعرة غادة الحسيني– العراق: ما زلت أنتظر اللقاء ما زالت الأشواق جمرا في طريقي رغم صبري وانصهاري وارتعاش الكف في كفيك منذ لقاك يشهد أنني ما زلت أنتظر اللقاء ما زلت رغم الخوف في قلبي تراتيل الغناء ما يزال طيفك موقظي عند الصباح وفي المساء ما غبت عني والجوى والشوق نار أشعلت برد الشتاء والشعر روضة عابد معبوده ذاب اشتياقا في هنيهات النداء وكأنه طفل طليق راح يلهو في الفضاء مازلت احلم بالوعود وبالعهود وبالكلام العذب من فمك الندي على منصات الهباء ما زلت أذكر جرحك المنسي في قلبي يباغت فرحتي كلما غنى الهزار على شجيرات الوفاء ما زلت أرقب دمعتي الحيرى تسابق فرحتي كلما طلع النهار معانقا ضوء