لتقليص مآسي القاتل الصامت.. كاشفات تسرّب الغاز في نجدة الجزائريين * طلب كبير من العائلات.. وعرض محدود تشهد أجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون المنزلية إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين في الآونة الأخيرة فيما يحرص التجار على إرفاقها بالمدافئ في انتظار بداية تزويد المنازل بهذه الأجهزة مجانا من قبل مجمع سونلغاز تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. نسيمة خباجة استعمال أجهزة الكشف عن تسرب الغاز كانت ثقافة غائبة عن بيوت الجزائريين الا انها وجدت مؤخرا الطريق إليها لإيقاف مآسي الغاز والمآتم الجماعية التي باتت تحدث هنا وهناك ما يعكسه الطلب الكبير عليها في الآونة الأخيرة بغية الاستعمال الآمن للمدافئ وسخانات الماء بالبيوت. إرفاق الأجهزة الكاشفة مع المدافئ حسب الانطباعات التي استقتها وكالة الانباء الجزائرية بسوق الجملة والتجزئة بالحميز (العاصمة) أظهر التجار حرصهم على تحسيس المستهلكين بأهمية وجود كاشف أحادي أكسيد الكربون في المنزل مع إرشادهم حول الطريقة الصحيحة لتركيبه وحول أهمية التهوية. وأجمع التجار على تنامي الطلب في الأسابيع الأخيرة على الكواشف ما أدى إلى تراجع المخزون في السوق الذي يعتمد بشكل كبير على الاستيراد من الصين. و لوحظ توفر علامة واحدة مصنعة محليا سعرها في حدود 1300 دج بينما تتراوح أسعار العلامات المستوردة بين 2650 دج و4000 دج بمدة صلاحية من 3 إلى 10 سنوات. و رغم أن مصنعي المدافئ يرفقون تلقائيا الأجهزة الكاشفة بمنتجاتهم ويدخلون أسعارها في السعر الاجمالي للجهاز وفقا لتعليمة لوزارة التجارة وترقية الصادرات صادرة سنة 2020 الا أنه لوحظ أن بعض التجار يضيفون ثمن الكاشف إلى الثمن الكلي للمدفأة ما يدفع بعض المستهلكين إلى الاستغناء عن هذا الجهاز لتخفيض السعر. ولدى التقرب من محلات الكهرباء العامة أوضح التجار أنه يوجد عدة أنواع من الكاشفات فمنها من يشتغل بالبطاريات وأخرى بالكهرباء مع وجود كاشفات تتوفر على منبهات مرئية وصوتية وأخرى تعطي نسبة آنية لانتشار الغاز في المنزل وأخرى تعمل على الغاز الطبيعي والمحروق في الوقت نفسه. و أظهرت نقاط بيع المؤسسة الوطنية لتحقيق وتسيير الصناعات المترابطة سوناريك التزاما كبيرا بتعليمة وزارة التجارة وترقية الصادرات حيث تعرض المؤسسة الكاشف مجانا مع المدفأة كما أنها الوحيدة في السوق التي تقدم الكاشف مع سخان الماء. نحو إنتاج كاشف محلي لمونوكسيد الكربون سعيا من سونلغاز لتنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية وضع المجمع خارطة طريق استعجالية لتصنيع الكاشف محليا حيث سيتم دراسة وتطوير الجهاز بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيما ستتكفل وحدة من سونلغاز بعملية التصنيع حسبما كشفه لوكالة الانباء الجزائرية الناطق الرسمي باسم مجمع سونلغاز خليل هدنة. و تتراوح مدة صلاحية الكاشف المحلي بين 3 و4 سنوات وفق المسؤول الذي أوضح أنه يجري حاليا إعداد دفتر شروط تمهيدا لطرح مناقصة دولية ووطنية من أجل تلبية تدريجية للحاجيات الوطنية على هذه الأجهزة والمقدرة ب 22 مليون كاشف ذي جودة عالية يتم توزيعه مجانا. وبهدف تحسين نوعية المدفآت كشف السيد هدنة أن سونلغاز ستشرف على افتتاح ثلاث مخابر للمراقبة التقنية لمعدات المدافئ في العاصمة وهران وسطيف كعملية استباقية عاجلة ثم بشار ورقلة وعنابة ليتم تعميمها في 58 ولاية لاحقا . وفي هذا الإطار توصل مركز البحث العلمي والتقني في التحليل الفيزيائي والكيميائي ببوسماعيل إلى اختراع جهاز تسيير تسرب الغاز الطبيعي وأحادي أكسيد الكربون حسب ما صرح به لوكالة الانباء الجزائرية المدير المساعد بالمركز شبوط رضوان. ويقوم الجهاز حسب ذات المصدر في المرحلة الأولى بقطع التيار الكهربائي في حال كان الأمر يتعلق بتسرب الغاز الطبيعي ثم يقطع الغاز ويشغل مراوح التهوية لشفط الغاز إلى خارج المنزل. و أوضح السيد شبوط أنه تم تزويد الجهاز بخاصية إرسال إنذار صوتي لصاحب المنزل عن طريق مكالمة هاتفية لإعلامه بتسرب الغاز أو ارتفاع نسبة أحادي أكسيد الكربون وخاصية بعث رسالة إلى الحماية المدنية فيها رقم هاتف المعني وموقع المنزل بدقة ضمانا لسرعة التدخل . وعلى صعيد المتعاملين أوضح رئيس المصلحة التقنية التجارية بالمديرية العامة لمؤسسة سوناريك العمومية قدور سالم شريف أن المؤسسة تنتج مدفآت ذات جودة عالية لكنها تواجه نقصا في الكواشف علما أن وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق كان قد وعد خلال الأبواب الوطنية المفتوحة حول تصدير المنتوجات الكهرو-منزلية والمعدات الإلكترونية (من 29 إلى 31 جانفي) بمعالجة هذا النقص. في نفس السياق كشف نائب المدير العام بمجمع كوندور الذي يعد المصنع الوحيد لأجهزة الكشف عن أحادي أكسيد الكربون محليا محمد صالح دعاس عن توقيع اتفاقية مع مركز البحث في التكنولوجيا المتطورة ببابا حسن الذي ابتكر مستشعرا سيمكن المجمع من رفع نسبة الإدماج في الكاشف الذي يصنعه إلى 100 بالمائة.