لتجنب مضاعفات الصيام على صحتهم التأكيد على أهمية توعية المصابين بالأمراض المزمنة
دعا رئيس مصلحة الطب الداخلي للمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية (الأبيار) البروفيسور عمار طبايبية بالجزائر العاصمة إلى ضرورة توعية المصابين بالأمراض المزمنة حول كيفية الصيام خلال شهر رمضان حتى لا يعرضون صحتهم إلى الخطر. خ. نسيمة/ ق.م أكد ذات الأخصائي على هامش الأسبوع التحسيسي الذي نظمته المؤسسة بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للسمنة والأمراض الأيضية بساحة كندي بالأبيار (26 فيفري-2 مارس) أن بعض المصابين بالأمراض المزمنة يصممون على القيام بالصوم ويعرضون أنفسهم إلى الخطر. وحذر بالمناسبة هذه الفئات سيما التي لديها سوابق عائلية مرضية أو يخضعون إلى علاج ثقيل أو مصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض القلب التاجية والسمنة من الصيام دون استشارة طبية مسبقة. وفيما يتعلق بالأشخاص الذين يجهلون مرضهم كشف البروفيسور طبايبية عن تسجيل بعض الحالات التي سجلت ارتفاعا لمخزون السكري بالدم لثلاث أشهر وهي نتيجة وصفها ب الخطيرة جدا سيما وأن السكري --كما أشار إليه-- يعد من بين الأمراض الصامتة التي إذا لم يقم الفرد بالكشف عنها لا تظهر إلا بعد تطورها إلى تعقيدات. وبدورها أكدت الدكتورة نجية بن دادي طبيبة عامة بمصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية أن الخيمة التي تم تنصيبها بساحة الأبيار استقبلت العديد من المواطنين من مختلف الفئات العمرية وتم توجيه بعضهم الذين تم الكشف لديهم عن داء السكري عن طريق التحاليل البيولوجية إلى العيادة المتواجدة بمحاذاة الخيمة للكشف عن أمراض القلب والعيون والشرايين وهي تعقيدات --كما أضافت-- غالبا ما تظهر بعد استفحال داء السكري. وكشفت في ذات السياق عن تسجيل بعض الحالات لديها قابلية للإصابة بالسكري وقد تم تحسيسها حول المرض والوقاية منه وكذا تحذيرها من عدم احترام تغذية صحية سليمة خلال الشهر الكريم. أما الدكتورة مروة عوادي من نفس المؤسسة فقد ركزت على التغذية الصحية لفائدة المواطنين الذين زاروا الخيمة والعيادة مشددة على ضرورة تفادي الإفراط في السكريات والدهنيات والمأكولات المضرة بالصحة. مضاعفات خطيرة الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري - النوع الأول ومرضى السكري - النوع الثاني الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات جلوكوز الدم ومن أكبر مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام الهبوط الخطير في سكر الدم (فرط هبوط سكر الدم أو الهيبوجلايسيميا) والارتفاع الخطير في سكر الدم (فرط ارتفاع سكر الدم أو الهايبرجلايسيميا) والحماض الكيتوني والخُثرات الدموية لدى مريض السكري. فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا) هو انخفاض مستوى سكر الدم تحت المستويات الطبيعية ( أقل من 70 ملغم/ديسيلتر أو 3.9 مليمول/لتر) وأما فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا) فهو ارتفاع مستوى سكر الدم فوق المستويات الطبيعية ( أكثر من 200 ملغم/ديسيلتر أو 11.1 مليمول/لتر) والذي قد يؤدي إلى حدوث الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري) لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري. عندما لا تحصل خلايا الجسم على الجلوكوز الكافي فإنها تبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة وحينما يحرق الجسم الدهون بدلاً من الجلوكوز فإنه ينتج عن ذلك فضلات تسمى الكينونات وهذه الكينونات قد تزيد من حموضة الدم مما يشكل خطورة كبيرة على المريض كما أن الانخفاض الزائد للأنسولين والمبني على فرضية انخفاض كمية الغذاء التي تدخل الجسم في رمضان قد يضاعف من خطر الحماض الكيتوني السكري. علماً بأن مرضى النوع الأول من السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان هم الأكثر عرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري لا سيما إذا تكررت لديهم الإصابة بفرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا) قبل دخول شهر رمضان. صيام شهر رمضان قد يسبب الجفاف لمريض السكري نظرًاً لافتقار الجسم للسوائل والجفاف قد يتسبب في زيادة لزوجة الدم وهي قد تزيد من احتمال الإصابة بالخثرات الدموية ولذا فإنه يتعين على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان أن يشربوا كميات وفيرة من الماء خلال ساعات الليل لحماية أنفسهم من الجفاف وما ينجم عنه من مضاعفات.