تعرف قرية »بومراو« التابعة لإقليم بلدية الناصرية شرق ولاية بومرداس جملة من المشاكل التي جعلت قاطنيها يغادرونها إلى أماكن أخرى بحثا عن ظروف عيش أحسن وأكثر أمنا. فالزائر لهذه القرية يدرك منذ الوهلة الأولى البؤس والشقاء الذي يعانيه قاطنوها الذين لا يزالوا يتجرعون مرارة العيش في ظل انعدام أدنى المرافق الضرورية للحياة الكريمة. فحسب هؤلاء السكان الذين تحدثوا إلينا، فإن معاناتهم تعود إلى فترة طويلة خاصة وأن قريتهم لم تحظ بأية مشاريع تنموية التي من شأنها رفع الغبن عنهم، خاصة وأن معاناتهم ازدادت خلال العشرية السوداء بسبب تردي الظروف الأمنية بها، حيث اتخذتها الجماعات الإرهابية معقلا لها وحولتها مسرحا لعملياتها الاعتدائية، فحرمت بذلك سكانها من نعمة الأمن والطمأنينة، ما دفع الكثيرين منهم إلى الهجرة إلى مدن أخرى بحثا عن الاستقرار والأمن، تاركين وراءهم ممتلكاتهم وأراضيهم خاصة بعدما تسبب تردي الوضع الأمني بها في غلق بعض المرافق العمومية التي كانت متواجدة بها على غرار المدرسة الابتدائية الوحيدة المتواجدة على مستواها، بحيث تم غلقها في سنة 1998 ولم تفتح أبوابها لحد كتابة هذه الأسطر رغم تحسين الأوضاع الأمنية بها، وهو ما استاء له السكان الذين أبدوا تذمرهم من سياسة الإقصاء والتهميش المفروضة عليهم من قبل المسؤولين المحليين الذين لم يبدوا أي اهتمام على حد قولهم بانشغالاتهم، ولم يحركوا ساكنا لتوفير أدنى ضروريات الحياة الكريمة خاصة فيما يتعلق بتوفير الماء الشروب الذي يعد من الضرورات الأساسية. وفي ظل غياب هذه المادة الحيوية يدفع بهؤلاء إلى التزود بها عن طريق مياه الآبار المتواجدة في القرية، وهو ما يمثل خطرا على صحتهم كون مياه الآبار غير معقمة، ما يؤدي حتما إلى انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، فيما تضطر العائلات الأخرى إلى شراء مياه الصهاريج وهو ما يزيد من معاناتهم في ظل اغتنام التجار فرصة غياب هذه الأخيرة في زيادة سعر الصهريج الواحد، وهو ما يكلفهم أعباء إضافية أخرى. هذا ومن جهة أخرى، يشتكي سكان هذه القرية من الغياب شبه الكلي وإن لم نقل الكلي لوسائل النقل بسبب النقص الكبير لعدد مالكي الرخص، وهو ما يجعل هؤلاء السكان يعيشون في شبح عزلة تامة. وما زاد الطين بلة حسبهم الاهتراء الكبير للطرق المؤدية إلى قريتهم وهو ما زاد من معاناتهم أكثر فأكثر. لذلك يطالب هؤلاء السكان في ظل هذه المعاناة التي يزاولون بها حياتهم اليومية، السلطات المعنية بالتدخل العاجل والسريع من أجل إنهاء معاناتهم التي طالت كثيرا.