لا يزال سكان قرية معمر 36 كلم جنوب غرب تيزي وزو، والتابعة إداريا لبلدية ذراع الميزان، يجنون حصادا من المعاناة والمشقة اليومية المتكررة نتيجة جملة من النقائص والمشاكل التي تعتري قريتهم، وفي مقدمتها انعدام غاز المدينة ما يجعلهم في رحلة بحث دائمة للحصول على هذه المادة الضرورية، بالإضافة إلى نقص المرافق الترفيهية والصحية، وفي التهيئة الناجم أساسا عن غياب المشاريع الإنمائية على مستوى القرية بسبب سياسة الإقصاء والحرمان المفروضة عليهم· الزائر لهذه القرية يدرك منذ الوهلة الأولى البؤس والشقاء الذي يعانيه قاطنوها والذين لا يزالوا يتجرعون مرارة العيش وصعوبته في ظل انعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة، وحسب سكان القرية، فإن معاناتهم تعود إلى فترة طويلة خاصة أن قريتهم لم تحظى بأي مشروع تنموي من شأنه أن يرفع الغبن الذي طال قريتهم لسنين عديدة، وهو ما استاء له السكان الذين أبدوا تذمرهم من سياسة الإقصاء والتهميش المفروضة عليهم من قبل المسؤولين المحليين الذين لم يبدوا أي اهتمام بانشغالاتهم، حيث يعتبر مشكل توفير الماء الشروب الذي يعد من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية الهاجس الذي يؤرق يومياتهم، حيث يضطرون إلى التزود بهذه المادة الحيوية عن طريق جلبها من الآبار المتواجدة في القرية، وهو ما يشكل خطرا على صحتهم كون هذه المياه غير معقمة وكذا بسبب تواجد معظم هذه الآبار على حافة الواد الذي تستخدمه القرى المجاورة لصرف المياه القذرة والمستعملة، الوضع الذي يهدد صحة السكان ويهدد حتما بانتشار الأمراض المتنقلة عن طريق هذه المياه، فيما تضطر العائلات الأخرى إلى اقتناء الصهاريج مما يزيد من معاناتهم في ظل اغتنام التجار فرصة غياب هذه المادة الحيوية خصوصا في فصل الصيف لزيادة أسعار هذه الأخيرة وهو ما يكلفهم أعباء أخرى إضافية لا سيما بالنسبة لذوي المداخيل الضعيفة والمحدودة، هذه النقائص وغيرها أثارت استياء السكان وتذمرهم في أكثر من مناسبة ودفعتهم إلى رفع عدة شكاوى ومراسلات إلى السلطات المحلية بغية التدخل العاجل للحد من معاناتهم إلا أن لا حياة لمن تنادي، وتستمر بذلك مشاكلهم اليومية، خاصة في ظل النقص الفادح في الضروريات والذي أثقل كاهلهم بسبب غياب التكفل الصحي بهذه القرية التي أضحت التغطية الصحية بها منعدمة، مضيفين في ذات السياق أنهم حرموا من أبسط الخدمات الصحية كالحقن وتبديل الضمادات، حيث يلزمهم الأمر التنقل إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية، والتي تبعد عن قريتهم بحوالي 10 كلم على أقل تقدير، إن تمكنوا من ذلك خاصة في ظل مشكل النقل الذي تعاني منه القرية، حيث يشتكي السكان من الغياب شبه الكلي لوسائل النقل بسبب عدم وجود خط نقل خاص يربط قريتهم بمقر البلدية والقرى المجاورة لها، وهو ما يجعلهم يعيشون في شبه عزلة· وفي ذات السياق، لا يزال سكان القرية يعانون من انعدام غاز المدينة، الذي أضحى مطلبا ملحا من أجل وضع حد لمكابدتهم اليومية المتواصلة منذ سنين عديدة، فهم يستعينون بقارورات غاز البوتان من أجل قضاء الحاجيات الأساسية رغم غلائها في السوق بسبب الندرة وبالأخص في فصل الشتاء لزيادة الطلب عليه· هذا وقد طالب السكان السلطات المعنية بالتدخل العاجل والسريع لمعالجة هذه النقائص الفادحة التي تفتك بقريتهم، وتخصيص برنامج تنموي خاص لرفع الحصار المفروض عليها قصد إخراجها من دائرة العزلة والتهميش·