يفرح الكل بقدوم العيد ويحضرون له من حيث الحلويات، خاصة وأنها عرف ملزم لدى أغلب العائلات الجزائرية إلا أن الوجه السلبي أن الكثير من المرضى، لاسيما من ذوي الأمراض المزمنة كالسكري والسمنة الزائدة وكذا الكولسترول يذهبون إلى الانسياق وراء تلك الأعراف بتذوق كل الأنواع خاصة، وأن دعوات العيد بين الأهل والأقارب تستدعي ذلك وتفرض عليهم تناول الحلويات بكميات زائدة مما يؤدي بهم إلى مضاعفات خطيرة تستدعي دخولهم المستشفيات مباشرة بعد العيد، والسبب وما فيه هو ارتفاع السكر أو حدوث وعكات صحية بسبب الإفراط في تناول الحلويات· الأعراف والتقاليد الجزائرية برغم أنها تعبر عن أصالتنا وعن الجود والكرم الذي تتمتع به العائلات في مختلف الولايات، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، إلا أن بعضها لا يمكن أن ننفي عنه بعض الأوجه السلبية خاصة إذا ما تعلق الأمر بالتأثير في الصحة· ونحن في أيام العيد لا يخفى على أحد منّا امتلاء البيوت الجزائرية بشتى أنواع الحلويات بغض النظر عن تلك الأطباق المهداة بين الأهل والأقارب، مما يجعل الكل يصبون اهتمامهم على الحلويات باعتبار العيد عيداً للحلويات على خلاف عيد الأضحى المبارك الذي يتحول فيه اهتمام الكثيرين إلى اللّحوم ولو أن حتى تلك الأخيرة تؤدي إلى كوارث صحية مباشرة بعد عيد الأضحى· وكذلك الحلويات هي الأخرى لا تبعد عن ذاك الجانب السلبي وتأثيرها بليغ على ذوي الأمراض المزمنة، لاسيما مرضى السكري والكولسترول في الدم وحتى البدانة التي تنقلب بالسلب على المفاصل، وقد تؤدي إلى العطل الكلي عن الحركة خاصة وأن السكريات والدهون الكثيرة التي تحويها الحلويات قد تؤثر على الصحة العامة وسلامة البدن· فالأعراف المتداولة تفرض على الكل تذوق جلّ أنواع الحلويات تبعا لعادة تبادل الأطباق أو خلال زيارات المعايدة وتقديم تبريكات العيد التي تفرض على المرء تذوق بعض الأنواع تلبية لرغبة الطرف الآخر، وللكل أن يتصور الزيارات الكثيرة التي يربطها الأهل والأقارب فيصل عدد الحبات المستهلكة من الحلويات إلى مستوى غير معقول البتة، وإن كان الأمر يؤثر على الشخص السليم، فما بالنا الشخص المريض الذي يحمل مرضا مزمنا· اقتربنا من مصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا الجامعي لرصد الحالات التي عرفتها السنوات الماضية، فحدّثنا الدكتور العام (ن· لقمان) من مصلحة الاستعجالات وقال أنه بالفعل وجب على الكل أخذ الحيطة والحذر بعد انتهاء رمضان خاصة ذوي الأمراض المزمنة وعرج قائلاً أن مصلحتهم ما دأبت عليه هو استقبال الكثير من المرضى خاصة مرضى السكري، وكذا مرضى الكولسترول في الدم الذي يمنع عنهم منعا باتا مضاعفة أكل الحلويات، بالنظر إلى احتوائها على كميات متزايدة من السكر وكذا الدهون، فهي الشبح المميت في حالة ما إذا استعبدتهم شهواتهم للأكل، وتناسوا الحمية التي تفرض عليهم، بذريعة الاحتفاء بالمناسبة على أكمل وجه، وأضاف أن عادات وأعراف العائلات الجزائرية كان لها الدور في حدوث تلك المضاعفات الصحية بالنظر إلى عادات تبادل الأطباق ورغبة تذوق كل الأنواع التي تعرضها العائلات فوق طاولاتها أثناء الزيارات لذلك وجب أخد الحيطة والحذر، لكي لا تنقلب أجواء العيد وكذا حلوياته إلى كابوس يهدد حياة المرضى والمسنين في كل دقيقة· وختم بالقول إنه وجب التذكير باحترام مقاييس النمط الغذائي، خاصة وأن الجسم قد ألف نمطا غذائيا خلال شهر كامل من الصيام، وعلى الكل أن يذهبوا رويدارويدا في تناول الأكل وكذا الحلويات، وليس الإقبال عليها بشراهة حتى يسقط الكل فيما لا يحمد عقباه·