تشهد هذه الأيام مختلف محلات الألبسة أو الثياب المستعملة بأسواق ولاية بجاية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين من كل الأعمار والجنسين، حيث تراهم يقبلون على أكوام الشيفون بحثا عن قطع تلائم مقاس أبنائهم لأجل العيد، ولأن الأسعار تنافس ما يعرض في محلات الملابس الجديدة الذي أضيف إليه عدد من الأصفار·· فالإقبال على الملابس المستعملة لم يقتصر على الملابس الخارجية، بل تعداها إلى الثياب الداخلية والأحذية والمحافظ المدرسية، فيلجأ أرباب العائلات ذوي الدخل البسيط إلى اقتناء ملابس العيد لأولادهم من الشيفون، هذا وقد حدثنا عن ذلك ربّ عائلة فقيرة أن دخله الزهيد لا يسمح له إلا بشراء كسوة واحدة لأبنائه الثلاثة من المحلات التي تعرض ملابس العيد والدخول المدرسي الجديدة· لاسيما بعد مصاريف رمضان التي قضت على ميزانيته، لهذا فقد سارع إلى الاستنجاد بالشيفون في هذه الأيام بحثاً عن قطع تناسب أبنائه لأنه من المستحيل أن يكسيهم من محلات الملابس الجديدة، خصوصا بعد أن قفزت أسعارها إلى مستويات لا يمكن مجاراتها حتى لو دفع كامل الراتب عليها· هذه المناسبات، وأمام حكم مصاريفها جعلت العديد من العائلات هذا العام عاجزة عن سدها، ومجبرين على الذهاب إلى أسواق الشيفون والثياب المستعملة لانخفاض سعرها·· محاولين من ذلك سدّ جزء بسيط من تكاليف المناسبات التي أثقلت كاهلهم وثقبت جيوبهم، واقفين أمام رغبة أبنائهم في اقتناء ملابس العيد الجديدة في قائمة المستلزمات التي يتوجب على الأولياء شراؤها·· خصوصا أن عيد الفطر المبارك هذا العام تزامن مع الدخول الاجتماعي، وارتبطت الفترة في مجملها بارتفاع الأسعار وبلوغها مستويات يعجز المواطن عن إدراكها· من جهة أخرى، كانت الحكومة قد قررت منع إدخال الملابس القديمة عبر المنافذ الحدويدة البرية، حيث شددت على إجراءاتها في استيراد الشيفون، وحسب مارود في الجريدة الرسمية في عددها الأخير، فإن المستوردين ملزمون بإدخال الملابس المستعملة عبر الموانئ البحرية دون الحدودية الأخرى، وبحسب العديد من الملاحظين، فإن الإجراءات المتخذة لم تأت بجديد، وذلك بالنظر إلى تواجد أطنان من الشيفون بمختلف أسواق ولايات الوطن· هذا، وعلمنا أن مصالح الجمارك الجزائرية بموانئ العاصمة وبجاية وغيرها من الولايات باشرت منذ أسبوع إجراءات رقابة مشددة على الحاويات التي تدخل الميناء محملة بملابس مستوردة موجهة للسوق المحلية يمكن أن تكون مقلّدة· وقد وردت معلومات حقيقة إلى مصالح الأمن ببجاية تفيد وجود شبكات استيراد الملابس الجاهزة تعمل بطرق غير قانونية والتي تقوم بإغراق السوق المحلية بكميات معتبرة من الملابس والأحذية المقلّدة تزامنا مع ومناسبة عيد الفطر المبارك· وأكدت ذات المصادر على وجود شبكات منظمة تعمل على تسويق هذا النوع من المنتوجات مجهولة المصدر، والتي تباع على أساس أنها تحمل ماركات عالمية، حيث باشرت على إثرها عمليات تحري وتفتيش واسعة لجميع الحاويات التي تدخل الميناء مع إخضاع المستوردين للتحقيق من أجل معرفة مصدر السلع التي تروّج في الأسواق، وكشف مصدر مسؤول بميناء بجاية أن عدد كبير من المستوردين الذين يقومون بمهمة الاستيراد فقط دون التصدير متخصصون في استيراد المواد المقلدة· وأشار أنهم يتعاملون مباشرة مع شبكات التجار في السوق السوداء لتمرير منتوجاتهم إلى المستهلكين، حيث تجري منذ أسبوع عمليات مراقبة صارمة من أجل وضع حد لنشاط بارونات الاستيراد الذين يعملون تحت غطاء استيراد الملابس التي تحمل ماركات عالمية دون التقيد بمصدر المنتوج الأصلي ·· وبالتالي ربح أموال طائلة مقابل تسويقها لدى باعة الملابس المستوردة من أوروبا، حيث تم في الآونة الاخيرة بموانئ بجاية والعاصمة وضع اجراءات جديدة مشددة من أجل إحكام القبض على البارونات الذين يحاولون خرق القوانين وإغراق السوق المحلية بمنتوجاتهم غير الأصلية المقلدة·