الألعاب الشعبية في الجزائر.. موروث عريق مُهدّد بالزوال * دعوة إلى ضرورة جمعها وتثمينها في خضم الثورة التكنولوجية والألعاب الرقمية والالكترونية غابت الألعاب الشعبية التي كانت تشكل موروثا عريقا يسرد حقبة من الزمن الجميل.. هي ألعاب شعبية عشقها الكبار والصغار كانت تُنمّي روح الجماعة والذكاء وتسلي النفوس فهي مبعث للطمأنينة والأمان وعلى الرغم من وسائلها البسيطة إلا أن أهدافها كانت سامية وتوارثتها الأجيال إلا أنه في السنوات الأخيرة تراجع حضورها وباتت مهددة بالزوال. نسيمة خباجة صار كثير من الأشخاص ومن مختلف الأعمار صغار وكبار يبحرون في عالم الألعاب الالكترونية على حساب الألعاب الشعبية التي صارت موروثا مهددا بالانقراض على الرغم من تشبث البعض بها والتسلي بها في السهرات الرمضانية وليالي الصيف الطويلة وينصح اغلب المتخصصين في فنون الألعاب الشعبية إلى ضرورة العودة اليها وإحيائها لما لها من اهداف نبيلة وسامية في تنمية روح الجماعة وبناء المجتمعات لاسيما في ظل ما تخلفه الألعاب الرقمية من آثار سلبية في تنمية العنف والانتقام وعواقبها الوخيمة على فئة الأطفال. من بين تلك الألعاب لعبة السيق التي واحدة من أقدم الألعاب التقليدية في الجزائر وينقسم لاعبو السيق إلى فريقين يتراوح عدد أعضاء كل فريق من شخصين إلى 4 أشخاص ويتمّ إجراء قرعة فيما بينهم لتحديد الفريق الذي سيبدأ اللعب حيث تعتمد اللعبة على 6 قطع خشبية باطنها أبيض وظاهرها ملوّن بالإضافة إلى مستطيل يتم رسمه وتقسيمه إلى 3 خطوط على الطول و12 خانة أو أكثر على العرض وتبدأ المجموعتان بترتيب حجارة صغيرة مختلفة عن بعضها البعض في الخط الذي يواجهها فيما يُترك خط الوسط فارغا تتحرّك فيه الحجارة ويتمسك بهذه اللعبة كبار السن لتمضية وقت الفراغ. هناك ايضا لعبة لاماغين وهي لعبة خاصة بالبنات فقط وتبدأ برسم 6 أو 8 خانات متساوية على الأرض وتأخذ الخانة السابعة أو التاسعة شكل نصف دائرة حيث تقوم إحدى البنات برمي حجر في أول خانة وتبدأ بركله أثناء حجلها إلى الخانة التي تليها وهكذا حتى تصل الخانة الرابعة حيث يحق لها الاستراحة قليلاً ثم مواصلة اللعبة إلى أن تنتهي في الخانة الأخيرة وإذا وضعت قدمها على الأرض أو وصل الحجر على أحد الخطوط المرسومة فإنّها تخرج من اللعبة. إلى جانب لعبة الدومينو الاكثر شعبية في الجزائر التي يعشقها الشباب وحتى الشيوخ بحيث يجتمعون حول أحجار الدومينو في الشوارع ويتسلون بها إلى ساعات متأخرة من الليل إلى جانب ألعاب أخرى ك الغميضة التي غابت ولا تحضر الا نادرا بين جماعات الأطفال تلك الألعاب من الواجب إحيائها والعودة اليها كونها موروث شعبي ضارب في الأعماق ويسرد حقبا زمنية غابرة. ملتقى دولي حول تثمين الألعاب الشعبية ستحتضن ولاية تلمسان ملتقى دوليا حول الألعاب الشعبية التقليدية في الجزائر بين ضرورة الجمع والتثمين حسب ما علم لدى المنظمين. ويهدف هذا اللقاء إلى إبراز أهمية هذا الشق من مكونات التراث الشعبي ودوره في تماسك لبنات الهوية الثقافية والوطنية وإعداد ورقة طريق لكيفيات الجمع الميداني والتوثيق المنهجي والعمل على إرساء قاعدة مهرجان وطني للألعاب الشعبية والتسريع بعمليات جمع المادة الإثنوغرافية من كبار السن بإعتبارهم الحافظ والمكنز الحقيقي لكل معطيات التراث الشعبي الجزائري وفق ما صرحت به لوكالة الانباء الجزائرية رئيسة الملتقى نسيمة حميدة. ويُنتظر أن يتم التطرق ضمن هذا الملتقى المنظم من طرف المركز التفسيري ذي الطابع المتحفي للباس التقليدي والفنون الشعبية لتلمسان بالتنسيق مع عدة مخابر للبحث في التراث الشعبي بجامعتي غرداية وتمنراست إلى أربعة محاور وهي ماهية الألعاب الشعبية و تقسيمات الألعاب الشعبية التقليدية وفنونها و الألعاب الشعبية التقليدية الطقسية و الألعاب الشعبية التقليدية الرياضية والفكرية استنادا لنفس المصدر. وسينشط هذا الملتقى العلمي أساتذة وباحثون من جامعات جزائرية وآخرون ممثلون لهيئات متخصصة في الانثروبولوجيا الثقافية والتراث اللامادي وأساتذة من جامعات مصر وموريتانيا وتونس وألمانيا والعراق والبحرين والسودان ولبنان كما أشير إليه.