عرفت السنوات الأخيرة تعويض الزيارات العائلية المتبادلة بين الأقارب والأحباب تزامنا مع المناسبات الدينية بالرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف المحمولة، وهي الآفة التي باتت تهدد صلة الرحم في مجتمعنا بحيث حل الهاتف النقال محل الزيارات العائلية، وألقى بظلاله حتى على المناسبات الدينية التي لم يعد فيها الشخص يكلف نفسه عناء التنقل للمعايدة وتقديم تبريكات العيد ولا يسعه إلا تعبئة هاتفه النقال لبعث عشرات الرسائل إلى الأقارب والأصدقاء من بعيد. وذريعة الكل في ذلك هو ضيق الوقت بل مشقة التنقل هي من أبعدتهم عن القيام بالواجب حتى في المناسبات الدينية لكي يفرز الهاتف النقال سلبياته التي باتت متعددة في الوقت الحالي، كيف لا وقد أوشك على إلغاء الزيارات العائلية وعوضتها في ذلك المكالمات الهاتفية المجانية، ومست العدوى حتى الأعياد الدينية التي لم تعد تعرف أجواء حميمة بين العائلات والأصدقاء بحيث ترسل تلك الرسائل الحاملة لنفس العبارات إلى الكل دون أن يكلف المرسل نفسه استبدال كلماتها، وهي على العموم تحمل عبارة عيد سعيد ومبارك أو رمضان مبارك تبعا لطبيعة المناسبة الدينية التي حلت علينا. وقد عرفت محلات "الفليكسي" إقبالا منقطع النظير أياما قبل حلول العيد للاستفادة من بعض العروض المجانية التي أطلقها متعاملو النقال في الجزائر بمناسبة رمضان المعظم وكذا عيد الفطر المبارك من اجل تعبئة الهاتف ناهيك عن بطاقات التعبئة التي عرفت اقبالا قياسيا ونفدت من بعض المحلات في الأسبوع الأخير من رمضان وذلك خصيصا لاستعمالها في يومي العيد وتبادل رسائل التهنئة بين الأصدقاء والأحباب كونها الطريقة التي أضحى الكل ينتهجونها في كل مناسبة خاصة وأنها تبعد عنهم مشقة التنقل فلا يسعه إلا كتابة بعض الكلمات المعبرة للطرف الآخر وذلك اضعف الإيمان. وعن هذا يقول السيد مدني انه بالفعل حلت في السنوات الأخيرة تلك الرسائل محل الزيارات العائلية أضف إلى ذلك المكالمات مما اثر بالسلب على العلاقات الاجتماعية حتى فيما بين الأقارب وقال انه شخصيا لا يقبل على استعمال الهاتف إلا قليلا خاصة وانه يبعد كثيرا عن استعمال تلك الرسائل النصية في الأيام العادية فما باله في المناسبات الدينية العظيمة التي لا يتوانى فيها عن التنقل وعقد زيارات إلى كل الأحباب والأقارب لتبادل التهاني بمناسبة العيد المبارك وكسب الأجر من ذلك كون أن ديننا الحنيف يأمرنا بالتزاور وتمتين العلاقات لا بالتباعد واستبدال العلاقات المتينة بذلك الجهاز الصغير التي تعددت في الوقت الحالي سلبياته وتجاوزت ايجابياته. اقتربنا من محل بالمدنية اختص في تقديم خدمة "الفليكسي" وكذا بيع بطاقات التعبئة لرصد الإقبال عليه تزامنا مع مناسبة العيد المبارك فقال أن الإقبال كان كبيرا أياما قبل العيد بغرض تعبئة الهاتف النقال بمبالغ ضخمة كدليل على الاستعمال الواسع الذي يحظى به الهاتف تزامنا مع المناسبات الدينية وقال أن بطاقات التعبئة نفدت من المحل على غير العادة بسبب الإقبال عليها من طرف الزبائن في الأيام الأخيرة من رمضان المعظم، وكان الكل يستفسر عن العروض المجانية واستمراراها في أيام العيد ذلك ما يؤكد اتجاه الكل إلى تبادل التهاني عن طريق المكالمات الهاتفية وكذا الرسائل النصية القصيرة وهو الوجه السلبي الذي شاع في مجتمعنا في السنوات الأخيرة بعد ظهور وسيلة الهاتف النقال.