يلجأ الكثير من الجزائريين إلى تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك عبر الهاتف النقال، بدلا من تبادل الزيارات خصوصا لدى اعتماد بعض الشبكات تقديم خدمات مجانية في ساعات معينة، بل وهناك من اكتفى بإرسال الرسائل القصيرة ''أس أم أس'' إلى أحد أقاربه بل وأقرب مقربيه يقول له فيه باختصار''صح عيدكم وكل عام وأنتم بخير''· ويبدو أن خدمة الرسائل القصيرة صارت ضرورية في الأعياد والمناسبات، ولم يعد باستطاعة الأشخاص الاستغناء عنها بحجة قلة التكاليف وعدم وجود الوقت لزيارة كل الأقارب· وفي هذا الشأن تعترف جازية 28 سنة أنها اعتادت تبادل الرسائل للتواصل مع بعض الأقارب والأصدقاء خاصة أيام العيد وكافة المناسبات، بحجة أنها أقل تكلفة ومن جهة أخرى أكثر عملية، وتستطيع إرسالها في أي وقت· وقد وافق رحيم جازية الرأي، إذ يقول إن الأسر في العيد ما عادت متفرغة لزيارات كل الأقارب والمعارف كما كان حال الأسر قديما، حيث إن الزوج والزوجة يعملان وليس لديهما الوقت الكافي لزيارة كل الأقارب فيلجآن لزيارة أقرب المقربين ويكتفيان بتهنئة البقية عبر الهاتف، بل حتى أن هناك من يكتفي بإرسال الرسائل القصيرة للتهنئة بالعيد، وأضاف ''بفضل الهاتف صار بإمكان الواحد منا الاطمئنان على أقاربه المغتربين والتواصل معهم وبأقل تكلفة ممكنة''· نعيمة أشارت إلى أهمية ما وفّرته خدمة الرسائل القصيرة للتواصل مع المعارف والأقارب في الأيام العادية وعند الضرورة، لكن استنكرت في ذات الوقت أن يصبح الهاتف النقال وسيلة للتواصل في المناسبات وحتى بديلا عن التزاور في أيام العيد· وقالت إن البعض اختزل فرحة العيد وبهجته في الرسائل القصيرة الجافة والتي لا تعبّر عن مشاعر الشخص، وهناك من لم يكلف نفسه حتى إعادة كتابة رسالة لكل شخص ويقوم بإرسال نفس الرسالة إلى عدة أشخاص· وأشارت إلى أن فرحة العيد لن تكتمل إلا بتبادل الزيارات، وما العيد إلا فرصة للالتقاء الأهل والاطمئنان عليهم، حيث يشعرون بدفء الروابط الأسرية التي تجمعهم، ولابد أن يكون ليوم العيد خصوصيته عن طريق الاحتفال وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء بعد الانشغال عنهم بأعباء الحياة اليومية·