جثث مشتّتة ودمار هائل دوامة الحرب تحرق الخرطوم مئات الجثث على قارعة الطرق بعضها يسبح في الدماء والبعض الآخر بدأ في التحلل وتنبعث منه روائح مزعجة وأكثر من 60 بالمائة من المباني السكنية والخدمية تعرضت لدمار كامل او جزئ فالشوارع خالية من المارة ولا يسمع فيها إلا أصوات البنادق والانفجارات ولا يرى فيها غير الآلاف من السيارات المحروقة او المعطوبة وارتكازات المقاتلين المخيفة. ق.د/ وكالات تزايدت خلال الساعات الماضية موجات النزوح الجماعي للسكان خصوصا من أحياء جنوب وشرق ووسط الخرطوم ووسط وغرب أم درمان بسبب احتدام القتال والقصف الجوي لتلحق بالأحياء الأخرى التي أفرغ بعضها تماما منذ بداية الحرب كأحياء المطار والعمارات والمعمورة والصحافات في الخرطوم ونحو 70 بالمائة من أحياء الخرطوم بحري. *استمرار المواجهات وأجبر القتال والقصف الجوي المستمر نحو مليوني شخص من سكان الخرطوم على الفرار وترك منازلهم بحسب احصائية جديدة للأمم المتحدة فيما يواجه العالقون أوضاعا أمنية وإنسانية صعبة للغاية وسط مخاوف كبيرة من تعرض الآلاف للموت إما بوابل الرصاص والقصف الجوي أو جوعا في وقت تضاءلت فيه فرص وقف الحرب المشتعلة منذ منتصف أبريل والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص حتى الآن. *كارثة وشيكة في ظل تزايد أعداد الجثامين الملقية في الطرقات وتلك التي تدفن داخل الأحياء وفناءات البيوت يحذر مختصون من كارثة صحية وبيئية كبيرة. وتوقعت نقابة أطباء السودان تزايدا كبيرا في إعداد الوفيات بسبب تفشي الامراض الناجمة عن الآثار الصحية والبيئية الناجمة عن الحرب في ظل صعوبات كبيرة تواجه القطاع الصحي الذي يعاني من خروج أكثر من 60 بالمائة من مستشفياته عن الخدمة إضافة إلى نقص حاد في المعينات الطبية والأدوية المنقذة للحياة وانقطاع مستمر في التيار الكهربائي. *خسائر ضخمة مع استمرار القتال يزداد حجم التدهور الاقتصادي المريع خصوصا في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والاقتصادية والأحياء السكنية والأضرار الكبيرة التي لحقت بالقطاع المصرفي. وألحقت الحرب خسائر ضخمة باقتصاد البلاد وذلك بسبب تركز معظم المؤسسات الانتاجية والاقتصادية في العاصمة. وقدرت دراسة أعدتها اللجنة الاقتصادية في حزب الأمة القومي الخسائر التي لحقت باقتصاد البلاد منذ بداية الحرب بنحو 50 مليار دولار. وأشارت الدراسة إلى ان حجم الإنفاق العسكري اليومي والخسائر الأخرى الناجمة عن الحرب الدائرة لا تقل عن نحو نصف مليار دولار يوميا. وتتمثل الآثار الاقتصادية للحرب في تدمير البنية التحتية وتدمير القطاع الصناعي وانكماش النمو وفقدان الوظائف وتدهور الأوضاع المعيشية للسكان.