مستشفيات محرومة من الكهرباء ومنازل دمّرتها القذائف التي تطلقها جماعة الحوثي والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الّله صالح على المدنيين وآلاف الأشخاص يتنقلون بحثا عن المياه والمأوى والغذاء.. صور تعكس المحنة الإنسانية في اليمن بعد أشهر من سيطرة الحوثيين عليه، وردّ من تحالف عربي عبر غارات جوية وحصار بحري. فهذه مستشفيات صنعاء التي تعاني من نقص شديد في البنزين لتسيير سيّارات الإسعاف، تطلق نداءات إلى سائقي سيّارات خاصّة لنقل القتلى والجرحى الذين يرقدون في الشوارع. وتفتقر بعض المستشفيات المزدحمة بالجرحى إلى الكهرباء أو وقود المولدات لإجراء جراحة. ويقول مسؤولون طبّيون إن بعض الجثث تخزّن الآن في ثلاّجات تجارية أو تدفن بسرعة عندما لا يتأتّى ذلك. * مائة عام للوراء قالت المتحدّثة باسم اللّجنة الدولية للصليب الأحمر ماري كلير فيجالي إن (سيّارات الإسعاف لا يمكنها السير ولا يوجد قدر يذكر من الكهرباء ولا يوجد وقود يكفي لتشغيل المولّدات، في بلد يعاني من ندرة المياه مثل اليمن فإن هذا يعني أنه لا يمكن حتى استخدام مضخّات للحصول على مياه)، وأضافت: (إنها كارثة.. كارثة إنسانية.. كان الأمر صعبا بما يكفي من قبل، لكن الآن لا توجد كلمات تعبّر عن الحالة السيّئة التي وصلت إليها الأمور)، وأيّدها في ذلك وزير حقوق الإنسان في اليمن عزّ الدين الأصبحي الذي قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية الرياض إن (الصورة باختصار تعيد اليمن السعيد إلى أكثر من مائة عام إلى الوراء بشكل مأساوي وحزين لم ير له التاريخ مثيلا) بسبب دمار البنية التحتية، خصوصا في محافظاتعدن والضالع وتعز. وتقول الأمم المتّحدة إن 12 مليون شخص يفتقرون إلى (الأمن الغذائي) في اليمن أو سيعانون من الجوع، بزيادة نسبتها 13 بالمائة منذ بدء الصراع. وأدّى الحصار إلى خنق واردات الأغذية والأدوية، بينما عرقل القتال إمدادات الوقود لسكان اليمن البالغ عددهم 25 مليون نسمة. يذكر أن السعودية تعهدت بتقديم 274 مليون دولار لتغطية نداء المساعدات للأمم المتحدة بالكامل لليمن هذا الشهر وسمحت لوكالات الإغاثة بشحن مئات الأطنان من الأدوية. * معارك عنيفة في عدن تشهد أحياء في مدينة عدنجنوبي اليمن معارك عنيفة بين المقاومة الشعبية من جهة ومسلّحي الحوثي وقوّات موالية للرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح، في حين دمّرت طائرات التحالف بقيادة السعودية مخازن أسلحة للحوثيين في العاصمة صنعاء. في المقابل، قالت مصادر إن مليشيا الحوثي قصفت حي المنصورة في عدن بالهاون بشكل عشوائي، ما ألحق أضرارا بالمنازل. وأظهرت صور -حصلت عليها الجزيرة- مواجهات عنيفة في عدد من أحياء عدن وحريقا في عدد من المحلاّت التجارية. وتمكّنت لجان المقاومة الشعبية من وقف تقدّم هذه المليشيات الحوثية، واستعادت بعض المناطق من الحوثيين في عدن. وشهدت محافظة إب (180 كيلومتر جنوبصنعاء) اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوّات كانت تتّجه لدعم الحوثيين بتعز. وتعيش محافظة تعز حالة حرب حقيقية، إذ تدور مواجهات عنيفة في العديد من أحيائها. وقد أعلنت المقاومة الشعبية تقدّمها في عدّة مناطق، وردّت مليشيات الحوثيين بقصف عنيف للأحياء السكنية، ما تسبّب في وقوع العديد من الجرحى والقتلى بين المدنيين. * مقتل حوثيين وتدمير أسلحة في وسط البلاد أفاد مصادر بمقتل ثلاثة مسلّحين حوثيين قنصا من قِبل القبائل في منطقة المناسح بمحافظة البيضاء. في المقابل، أفادت بعض مصادر بأن الحوثيين فجّروا منزل القيادي في المقاومة أحمد الشليف في صرواح بمأرب شرقي البلاد. أمّا في العاصمة فقد قالت مصادر يمنية للجزيرة إن مخازن أسلحة تابعة للحوثيين وللقوّات الموالية لصالح في صنعاء تمّ تدميرها بعد استهدافها بقصف كثيف من قبل طائرات التحالف. كما تمّ تدمير معدات عسكرية كانت مليشيا الحوثي تستعدّ لنقلها لمناطق المعارك، حيث شمل القصف مقرّ الفرقة الأولى مدرع سابقا ومعسكر التأمين الفنّي ومعسكر النجدة ولواء النقل الخفيف ووزارة الداخلية.