تتوالى التصريحات الغربية المشيدة بالدور الجزائري البارز عالميا في مكافحة ظاهرة الإرهاب، وتستمرّ شهادات المسؤولين الغربيين البارزين الذين يثنون على خبرة الجزائر في التصدّي للدمويين، ويشدّدون على ضرورة الاستعانة بها وبخبرتها لوضع حدّ لتنامي الظاهرة العابرة للقارّات· وبعد أيّام قليلة من تصريحات سفير الولايات المتّحدة الأمريكيةبالجزائر، الذي أكّد تقدير واشنطن للدور الذي تقوم به الجزائر في مكافحة الإرهاب، صرّح الجنرال روبين سيربي مستشار الوزير الأوّل البريطاني لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل بلندن بأن الجزائر تلعب دورا محوريا وتمثّل شريكا (أساسيا) بالنّسبة للمملكة المتّحدة في مجال مكافحة الإرهاب· وأبرز المسؤول البريطاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية دور الجزائر في توحيد مقاربة مكافحة الإرهاب لدول المنطقة، وأوضح في هذا الشأن: (أن الجزائر تنسّق العمل من أجل مقاربة شاملة في المنطقة، فمن الأهمّية بمكان العمل سويا من أجل مكافحة هذا التهديد المشترك)، معلنا عن مشاركة المملكة المتّحدة في النّدوة على المستوى الرّفيع حول مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المرتقب عقدها في الجزائر يومي 7 و8 سبتمبر· وأضاف مستشار الوزير الأوّل أن (المملكة المتّحدة تعرب عن ارتياحها لمبادرة الجزائر بتنظيم هذا اللّقاء وتريد من خلال مشاركتها في هذه النّدوة أن تعبّر عن دعمها التام والعلني للجزائر وعن استعدادها للتعاون معها ومع دول المنطقة في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية)، وأضاف أنه سيتمّ القضاء على تهديد ما يسمّى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بفضل العمل المشترك والتعاون الإقليمي، مشيرا إلى أن المملكة المتّحدة تعرب عن ارتياحها للمبادرة الجزائرية التي تندرج في هذا الإطار، كما أكّد أن العلاقات بين المملكة المتّحدة والجزائر تعدّ (ممتازة ومتفتّحة وفي تطور مستمرّ)· وكان سفير الولايات المتّحدة الأمريكيةبالجزائر هنري أنشر قد صرّح قبل أيّام بأنه رغم صعوبة وضع الجزائر بخصوص الأزمة الليبية، إلاّ أن واشنطن تحترم كثيرا دور الجزائر في هذه الأزمة· ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن السفير أنشر قوله: (أحترم كثيرا دور الجزائر في هذه الأزمة ونحن ندرك طبعا أن الجزائر في وضع صعب جدّا لأن ليبيا بلد جارة لها، وبذلك لابد أن نعترف بهذه الوضعية). وأضاف أنشر: (نحن نعترف باحترام الجزائر وتنفيذها للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والأمم المتّحدة، ونعتقد تماما أنها أيّدت هذه القرارات ونفّذتها)· وحول المخاوف التي أبدتها واشنطن بخصوص تداعيات الوضع الأمني في المنطقة بسبب الأزمة اللّيبية، أكّد السفير أنشر: (أنه في الوقت الحالي وفي هذه الفترة الانتقالية يمكن أن نقول إن الوضع خطير، خاصّة عندما نسمع أخبارا عن فتح مخازن الأسلحة)، مشيرا إلى أن عودة الاستقرار في ليبيا (يعتمد على الوقت ومرهون بمدى التزام الحكومة الليبية المقبلة بالديمقراطية)· وقال الدبلوماسي الأمريكي: (إنه من الضروري أن نستغلّ تعاوننا مع الجزائر ومع بلدان أخرى في المنطقة في التعامل مع هذه المستجدات"، متوقّعا أن يتمّ التطرّق إلى هذا الموضوع خلال النّدوة الدولية حول الإرهاب المزمع عقدها بالجزائر بداية شهر سبتمبر القادم· كما أشاد السفير الأمريكي بخبرة الجزائر في محاربة الإرهاب، قائلا: (نحن نحترم الخبرة الجزائرية)، مؤكّدا إمكانية العمل (تحت الرعاية الجزائرية في هذا الموضوع وفي هذه المنطقة)، كما صرّح بأن بلاده مع تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية·