أشاد الجنرال روبين سيربي، مستشار الوزير الأول البريطاني لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، بالدور الذي تلعبه الجزائر في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن بلادنا تمثل شريكا أساسيا بالنسبة للمملكة المتحدة في هذا المجال، كونها ''تنسق العمل من أجل مقاربة شاملة في المنطقة ، ومن الأهمية بمكان العمل سويا من أجل مكافحة هذا التهديد المشترك''. وأبرز الجنرال سيربي دور الجزائر في توحيد مقاربة مكافحة الإرهاب لدول المنطقة، معلنا عن مشاركة المملكة المتحدة في الندوة على المستوى الرفيع حول مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المرتقب عقدها في الجزائر يومي 7 و8 سبتمبرالجاري. وأضاف مستشار الوزير الأول في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بلندن أن ''المملكة المتحدة تعرب عن ارتياحها لمبادرة الجزائر بتنظيم هذا اللقاء وتريد من خلال مشاركتها في هذه الندوة أن تعبر عن دعمها التام والعلني ''للجزائر وعن استعدادها للتعاون معها ومع دول المنطقة في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية''. وأضاف أنه سيتم القضاء على تهديد (تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي) بفضل العمل المشترك والتعاون الإقليمي، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة تعرب عن ارتياحها للمبادرة الجزائرية التي تندرج في هذا الإطار. كما أكد أن العلاقات بين المملكة المتحدةوالجزائر تعد ''ممتازة ومتفتحة وفي تطور مستمر''. ويأتي تصريح المسؤول البريطاني أياما فقط قبل عقد ندوة حول مكافحة الإرهاب التي ستحتضنها الجزائر في بحر هذا الأسبوع والتي ستشهد مشاركة دولية نوعية على رأسها الاتحاد الأوروبي الذي يراهن عليه في تقديم إسهامات فعالة في مجال التصدي لهذه الآفة العابرة للحدود وتعزيز التنمية في الساحل بهدف إيجاد بدائل للجريمة المنظمة والتهريب والإرهاب. وتؤكد شهادة الجنرال سيربي المكانة الدولية التي تحظى بها الجزائر لدى المجموعة الأوروبية في مجال محاربة الآفة، بعد أن تأكد بأنها ظاهرة لا تخص دولة دون أخرى لاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بالولايات المتحدةالأمريكية وما تبعها من اعتداءات إرهابية أخرى ببعض العواصم الأوروبية. فبعد أن كان الوضع الداخلي للبلاد محل شكوك هذه الدول، حيث نشير هنا إلى بريطانيا التي كانت بمثابة القاعدة اللوجيستيكية لتنفيذ المخططات الإرهابية في الجزائر، برز اهتمام المملكة المتحدة وغيرها من الدول الغربية لتعزيز التعاون مع الجزائر في مجال محاربة الإرهاب وإعطائه بعدا دوليا من أجل التحسيس بخطورته وإرساء أطر فعالة لاجتثاثه. وقد ظهرت فعالية التعاون بين الجزائر ومختلف الشركاء الذين أبدوا اهتمامهم بهذا المجال خلال السنوات الأخيرة ولا أدل على ذلك من تصريحات المسؤولين الغربيين الذين كثيرا ما يعترفون بالدور الذي تؤديه الجزائر في مجال التنسيق الأمني وتعزيز العمل الاستخباراتي. ففي هذا الصدد أقر تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب في سنة 2010 بنجاح السلطات الأمنية الجزائرية في الحد من تدفق الأموال للعناصر الإرهابية، مما أفشل تنفيذها للعديد من العمليات الإجرامية وأدى إلى تقليص نشاطها مقارنة بالسنوات السابقة، بالإضافة إلى العمل الميداني الذي تؤديه قوات الأمن الجزائرية التي تمكنت خلال سنة 2010 من وضع حد لنشاط 1175 عنصرا إرهابيا، منهم من تم اعتقاله ومنهم من تم القضاء عليه، إلى جانب إلغائها استفادة 120 إرهابيا من إجراءات العفو المقررة بموجب الميثاق من أجل السلم والمصالحة الوطنية، وذلك بسبب الاشتباه في عودتهم إلى النشاط الإرهابي. وبما أن الحديث يتركز حاليا على ندوة الإرهاب المقرر عقدها بقصر الأمم فإنه لم يتم إغفال أهمية الجهود التي تبذلها الجزائر في مكافحة الآفة في منطقة الساحل الإفريقي، ولا سيما ما تضمن منها سعيها إلى إنشاء آلية إقليمية للتعاون والتنسيق مع بلدان منطقة الساحل، وعقد عدة اجتماعات لمسؤولي هذه الدول ورؤساء أركان جيوشها، وإقامتها لمركز عسكري في تمنراست في عام ,2010 تبعه إنشاء مركز لتبادل المعلومات الاستخباراتية بالجزائر. وفي مجال التعاون الجزائري البريطاني فقد حظي بالاهتمام في المدة الأخيرة، ونذكر هنا الزيارة التي قام بها الجنرال سيربي إلى الجزائر نهاية جويلية الماضي وتحادث خلالها مع المسؤولين الجزائريين حول الاجتماع الثالث لمجموعة الاتصال الثنائية المزمع تنظيمه بالجزائر العاصمة في نهاية شهر أكتوبر القادم. ويجمع المتتبعون على أن العلاقات بين الجزائر وبريطانيا في المجال الأمني والعسكري، قد تدعمت في أعقاب زيارة وزير الدفاع السابق بوب أينسوورث إلى الجزائر في أكتوبر 2009 التي تم خلالها التوقيع على اتفاقية لتدعيم العلاقات القائمة سابقا بين قوات دفاع البلدين.