خطوات عاجلة في رواندا والكاميرون موجة الانقلابات تهزّ إفريقيا اتخذت الكاميرون ورواندا خطوات استباقية بإعادة تشكيل المناصب العسكرية بعد ساعات من تنفيذ الانقلاب العسكري في الغابون عقب إطاحة جنود بالرئيس علي بونغو الذي حكمت عائلته الدولة الغنية بالنفط منذ أكثر من 5 عقود ويرى مراقبون ومختصون في الشؤون الإفريقية أن قرارات الكاميرون ورواندا السريعة تأتي لتجنب عدوى الانقلابات العسكرية في القارة الإفريقية حالياً خاصة أن رئيسي البلدين ظلا في السلطة لعقود طويلة وبالتالي يتحوطون من أي تفكير مستقبلي لتكرار التجربة في بلادهم. ق.د/وكالات أعلن قادة الانقلاب في الغابون أن مراسم تنصيب الجنرال بريس أوليغي نغيما رئيساً انتقالياً ستقام في الرابع من سبتمبر أمام المحكمة الدستورية بعدما أطاحوا بعلي بونغو أونديمبا. ووُضع بونغو البالغ 64 عاماً قيد الإقامة الجبرية كما تم توقيف أحد أبنائه بتهمة الخيانة العظمى وفق الانقلابيين. وحضت المعارضة في الغابون أمس العسكريين على إنهاء فرز بطاقات الاقتراع في الانتخابات التي شهدتها البلاد للاعتراف ب فوز مرشحها. كذلك دعت المعارضة قوات الدفاع والأمن إلى مباحثات بهدف تقييم الوضع في إطار وطني ومسؤول وإيجاد الحل الأفضل بين (المواطنين) الغابونيين للسماح للبلاد بالخروج من هذا الوضع . وأعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي أنه قرر تعليقا فوريا لعضوية الغابون معرباً عبر منصة أكس عن تنديده الشديد باستيلاء عسكريين على الحكم . كما حذّرت نيجيريا من استبدادية مُعدية في قارة شهدت اعتبارا من عام 2020 استيلاء العسكر على السلطة في ستة بلدان. وأدانت المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا إكواس الانقلاب بشدة وحثت الكتلة في بيان السلطات في الغابون على اتخاذ كافة الإجراءات من أجل العودة السريعة إلى النظام الدستوري . كما أعلنت الكتلة عن انعقاد وشيك لمجلس السلام والأمن التابع لها لبحث هذه القضية دون تحديد موعد معين. وشدد بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الخميس أن الولاياتالمتحدة تعارض بشدة الانقلاب العسكري أو التغيير غير الدستوري للحكومة. فيما أعرب بيان صادر عن الخارجية البريطانية عن إدانته للانقلاب العسكري في الغابون. وفي ألمانيا قالت الخارجية إنه ليس من مهمة الجيش التدخل بالقوة في العملية السياسية. *تطورات النيجر وفي النيجر أعلن العسكريون أنهم أمروا أجهزة الشرطة بالعمل على طرد السفير الفرنسي في نيامي الخميس بعدما انتهت الإثنين مهلة أعطيت للدبلوماسي الفرنسي لمغادرة البلاد. وجاء في الرسالة الصادرة عن وزارة الخارجية النيجرية والمؤرخة الثلاثاء أن قرار الطرد لا عودة عنه مؤكدة سحب الحصانة الدبلوماسية من السفير الفرنسي سيلفان إيتيه. وحذر المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الفرنسية الكولونيل بيير غوديير الخميس من أن القوات العسكرية الفرنسية مستعدة للرد على أي تصعيد للتوتر من شأنه أن يقوض الوجود العسكري والدبلوماسي الفرنسي في النيجر وأنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذا الوجود. وتعيش منطقة إفريقيا الغربية والساحل توالي الانقلابات حيث وقعت خمسة ما بين 2021 وحتى الأربعاء الماضي وشملت كلا من غينيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجروالغابون. ويبقى المشترك بين هذه الدول أنها مستعمرات سابقة لفرنسا. في الوقت ذاته تأتي هذه الانقلابات كرد فعل على ارتفاع الفساد في الطبقة المدنية الحاكمة وتزوير الانتخابات. وبدأت موجة الانقلابات تزرع الفزع في صفوف الرؤساء الذين عمروا كثيرا أو الذين يرغبون في تغيير الدستور للبقاء في السلطة. في هذا الصدد أقدم الرئيس الكاميروني بول بيا الذي يرأس البلاد منذ 1982 الأربعاء الماضي على تعيين قيادة عسكرية جديدة شملت قيادة القوات المسلحة وسلاح الجو والمفتشية العامة لقوات الدرك حسب بيان نشر في صحيفة كاميرون تريبيون التابعة للدولة. كما جرى إعلان تعيينات في البحرية والأمانة العامة وغيرهما من هياكل وزارة الدفاع.. وكان الرئيس السينغالي ماكي سال قد أعلن خلال شهر جويلية الماضي عدم ترشحه لولاية رئاسية ثالثة واستبعد تعديل الدستور من أجل هذه الغاية وذلك بعد أن كانت نيته التقدم للانتخابات الرئاسية المقبلة الأمر الذي تسبب في اضطرابات في البلاد خلفت عشرات القتلى. *ماذا حدث في الكاميرون ورواندا؟ الى ذلك أعلن عسكريون على شاشة التلفزيون الرسمي الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما قائد الحرس الجمهوري رئيسا للبلاد بعد عزل فوز الرئيس علي بونغو أونديمبا الذي فاز مؤخرًا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأسبوع الماضي والتي يقول مواطنون ومراقبون إنها شهدت مخالفات وانتهاكات وتفتقر إلى الشفافية. أجرى رئيس الكاميرون بول بيا تغييرات كبيرة داخل مناصب وزارة الدفاع حيث عيّن رؤساء إدارات جدد بما في ذلك قيادة القوات المسلحة وسلاح الجو والبحرية والمفتشية العامة لقوات الدرك. وصل بيا إلى رئاسة الكاميرون عام 1982 بعد تنفيذ انقلاب عسكري بيد أن تقارير حقوقية تحدثت عن انتهاكات جسمية في سنواته الأولى في السلطة على الرغم من أنه سمح لاحقا بإجراء انتخابات متعددة الأحزاب في البلاد. على نفس المنوال وبعد وقت قصير من انقلاب الغابون قالت قوات الدفاع الرواندية على موقع إكس إن الرئيس بول كاغامي أذن بتقاعد 83 ضابطا كبيرا بمن فيهم جيمس كاباريبي كبير مستشاري الرئاسة في القضايا الأمنية. شملت قرارات كاغامي تقاعد 6 ضباط في مناصب متوسطة و86 من كبار ضباط الصف مع تسريح 160 عسكرياً بدواع طبية مع ترقية وتعيين ضباط آخرين ليحلوا محل أصحاب المناصب المنتهية ولايتهم. لم يتم تفسير التقاعد المفاجئ للعسكريين في الكاميرون ورواندا لكن يعتقد الخبراء أنها محاولة لوقف الموجة الحالية من الانقلابات العسكرية التي تجتاح القارة الإفريقية. بسبب التغييرات الدستورية التي تم إجراؤها في عام 2015 لكاغامي أن يستمر في السلطة حتى عام 2034 بعدما بات واحدًا من أطول الرؤساء في إفريقيا إذ تولى منصبه منذ عام 2000. سبق أن قال كاغامي البالغ من العمر 64 عاما إنه يفكر في الترشح لمدة 20 عاما أخرى .