"بحث عن خادمة بيت تُحسن كل شيء" و "بحث عن امرأة تحسن خدمة البيوت، الشكل مقبول، قادرة على المبيت خارجا" وغيرها من الإعلانات التي تبدو للبعض بريئة، ولكنها تخفي تحتها كلمات سرية، بل لغة لا تفهمها إلاّ من بحثت عن عمل عبر الجرائد، فمرت بتجربة قاسية أدخلتها عالم الانحراف. يستغل الكثيرون حاجة الآخرين إلى النقود، أو إلى العيش الكريم لكي يبتزوهم في شرفهم، أو ليقحموهم في عال الانحراف، ويستعملون لذلك الكثير من الطرائق أغربها، أو أحدها أن ينشروا إعلانات على الجرائد، كما لو كانوا يبحثون عن عمال، وعادة ما تكون الخادمات هنّ المستهدفات، حيث ينشرون كلمات قصيرة، ولكنها تحتوي على معاني كثيرة، قد تفهمها بعض الفتيات، فيقبلن بها بذريعة أنهن "مضطرات"، خاصّة إن أضيف تحت الإعلان:"الأجرة مغرية" وهو الأمر الذي يجعلهن يقبلن بكل شيء من أجل الهروب من الفقر، ولكن أخريات لا يفهمن من تلك الإعلانات إلاّ أنها إعلانات للبحث عن خادمات فعلا، ويتصلن بالرقم الموضوع، أو يذهبن إلى العنوان المسجل على أمل العثور على عمل شريف، ولكنهن يفاجئن بأنّ الإعلان لم يكن إلاّ حيلة لاصطيادهن وأن صاحب الإعلان لا يبحث إلا عن فتيات للتسلية، وهو الأمر الذي يقد يصدمهنّ، ولكنهن ينتهين بأن يقعن في الرذيلة مكرهات". "بحث عن فتاة شكلها مقبول لتنظيف جدران بيت محترم، الأجرة مغرية" هذا الإعلان الذي نُشر قبل مدة في إحدى الجرائد، ورغم أنه عادي إلاّ أن كثيرين لا يفكرون بأنها إشاراتٌ فقط من صاحبه إلى كل فتاة مستعدة إلى أن تتخلى عن شرفها مقابل مبلغ مغري فالفتاة التي شكلها مقبول هي فتاة تكون جميلة وتتحلى بصفات تجعلها مطمع الرجل، وتنظيف الجدران، أو طلاؤها بالعامية يعني ممارسة الدعارة، أي أنّ الفتاة المنحرفة يقال عنها أنها تحسن "صبغ الحيطان" والبيت جد محترم، هو بالعكس من ذلك تماما بيت "ديكي" وفي العادة يقال "بيت عائلة محترمة" والمبلغ المغري هو الأجرة التي ستنالها الفتاة بعد سهرة أو سهرات حمراء. وشبيه بهذا العرض ذلك الذي قرأته سميّة على جريدة قبل أشهر، واتصلت بصاحب الرقم معتقدة أنها فعلا ستعمل عملا شريفا، ورغم أنّ لهجة الرجل الذي حدثها كانت غربة، إلاّ أنها لم تفكر في أنّ البحث عن العاهرات قد يكون بهذه الطريقة، وعندما اتجهت إلى البيت، وقابلت الرجل، راحت تحدثه في تفاصيل العمل، وكان يحدثها بالإشارات فلم تفهم، فاضطر إلى أن يصارحها، بل ويقترب منها، ويحاول لمسها، ولكنها صرخت وهربت، ولما قصت على صديقة لها عما وقع لها، أخبرتها عن سر تلك العروض المشبوهة". آخرون يعمدون إلى محاولة اصطياد الفتيات الشريفات لأنّ الإيقاع بهن يستهويهم، ولذلك يختلقون قصة من يبحث عن عاملة، لكي يختلون بهن، وقد يفكرون حتى في اغتصابهنّ، لهذا وجب الحذر.