تعرف محلات العاصمة هذه الأيام، إقبالا كبيرا من طرف الزبائن بعد أن شرعت في تخفيض الملابس تبعا لطريقة الصولد وهي الطريقة التجارية التي تتبعها اغلب المحلات مع خروج موسمي الصيف أو الشتاء، بحيث تشرع في تخفيض أثمان الملابس القديمة للتخلص منها وجلب دفعات جديدة تتلاءم والموسم الجديد. مع اقتراب انتهاء موسم الصيف ودخول الخريف باعتباره فصلا يجمع مناخه بين الاعتدال تارة وبين تساقط الأمطار والبرودة تارة أخرى، قامت الكثير من المحلات بالشروع في عملية تخفيض أثمان الملابس بما يتوافق ونهاية الموسم مما أدى إلى تدافع الزبائن من اجل الاستفادة من تلك التخفيضات المعتبرة، التي مست حتى الملابس المستوردة المعروفة بجودتها وخصوصياتها المميزة من حيث التفصيل ونوعية القماش. وراحت اغلب المحلات عبر اغلب المقاطعات العاصمية تعلن شروعها في الصولد لجذب الزبائن، وعلق أصحابها في واجهات محلاتهم تلك القصاصات الكبيرة التي تعرض الأثمان والتخفيضات المغرية التي تسيل لعاب العابرين، وما لاحظناه هو التهافت الكبير للزبائن على تلك المحلات لا سيما وان الكل غايته الحصول على ملابس وأحذية ذات جودة عالية وبأسعار ملائمة، ومست أسعار الصولد الملابس الصيفية بكل أنواعها والخاصة بالجنسين معا ناهيك عن الأحذية الصيفية التي عرفت هي الأخرى تخفيضات مغرية. وانتشرت تلك المحلات خاصة بالمقاطعات التي يقبل عليها الزبائن بكثرة على غرار حي بلكور العتيق الذي شرعت اغلب محلاته في عملية الصولد وغيرها من المقاطعات العاصمية الأخرى. بشارع محمد بلوزداد اقتربنا من بعض المحلات التي عرضت المقتنيات الصيفية بأثمان منخفضة وفق نظام الصولد فوجدنا أن الإقبال هو كبير سيما مع تلك القصاصات التي بينت نسب التخفيض ولحقت إلى نسبة خمسين بالمئة بحيث عرضت السلع بنصف ثمنها الذي كانت تتداول عليه في بداية الموسم مما جعل التهافت كبيرا من طرف الزبائن للاستفادة قليلا من اللباس ثم الاحتفاظ به إلى السنة المقبلة، وهو ما وضحته اغلب الزبونات اللواتي التقينا بهن في محل ببلكور مختص في عرض الألبسة النسوية. إحدى السيدات قالت أنها اغتنمت فرصة الصولد لاقتناء بعض الملابس التي أعجبتها كثيرا وأثمانها الباهظة لم تتح لها فرصة اقتنائها وبمجرد أن سمعت بالشروع في عملية الصولد هبت إلى المحل لغرض اقتناء بعض القمصان النسوية التي انخفضت إلى 800 دينار بعد أن فاقت في الأول 1500 دينار جزائري، سيما وأنها مستوردة ومن النوع الرفيع فلم تتوان على اقتناء قميصين منها يختلفان في اللون وفي طريقة التفصيل، ومن ثمة تستفيد منهما في الفترة المتبقية من موسم الحر وتحتفظ بهما إلى السنة المقبلة إن شاء الله. اقتربنا من صاحب المحل فأعلمنا أن الإقبال كبير لا سيما مع التخفيضات التي أعلنتها اغلب المحلات وفق نظام الصولد كنظام تجاري تعمده المحلات مع انتهاء المواسم بغرض التخلص من السلع وعدم بقائها مكدسة من جهة واقتناء ملابس توافق الموسم الجديد من جهة أخرى. وما لاحظناه أثناء جولتنا أن هناك العديد من الزبائن من راقتهم تلك التخفيضات بدليل اندماجهم معها وإقبالهم الكبير على السلع بعد التخفيض من أثمانها، إلا أن هناك من ابتعدوا عن السلع الصيفية بعد أن شارف موسم الحر على الانتهاء وشرعوا في اقتناء ملابس الشتاء وكذا الأحذية وحجتهم في ذلك أن كل موسم ينفرد بملابس معينة يقتنيها المرء في وقتها.