على الرغم من مرور قرابة ثلاثة أسابيع من حلول فصل الربيع، إلا أن الجزائريين لازالوا ينفقون أموالهم على الملابس الشتوية، هذه الأخيرة التي عرفت أسعارها انخفاضا مغريا وبشكل لافت للانتباه أسال لعاب الزبائن الذين يقتنصون الفرص الذهبية مع نهاية المواسم كل سنة. هذا ما تترجمه موجة ''الصولد'' التي تجتاح أغلب محلات العاصمة في هذه الفترة، الأمر الذي جعل الجزائريين يقبلون عليها بكثرة ولا يفوتون الفرصة. انتهجت العديد من المحلات التجارية هذه الأيام طريقة البيع بالتخفيض بغية استقطاب أكبر عدد من الزبائن، وهي الطريقة التي تدخل في إطار التخفيض الموسمي لسلع الموسم الفارط، إذ بمجرد انتهاء موسم معين حتى تسارع العديد من المحلات إلى تخفيض أثمان الملابس التي كانت تبيعها مما يؤدي إلى تهافت كبير للزبائن الذين تستهويهم هذه الفكرة بغرض شراء ملابس منخفضة الثمن، حتى وإن كانت لا تلبس في ذلك الفصل وذلك لتركها لفصل الشتاء القادم بحكم أن ثمنها عرف انخفاضا كبيرا، خاصة الملابس التي تحمل ماركات عالمية. وبذلك يكون الزبون قد ضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث يستفيد من نوعية وجودة تلك الملابس ولا يدفع فيها الكثير، وهو ما يحصل في هذه الأيام في أغلب المحلات التي اعتاد أصحابها انتهاج صيغة التخفيض الموسمي من أجل الترويج للسلع الباقية حتى لا تبقي مكدسة، وهي الإستراتيجية التي يتبعها التجار بهدف جلب سلع أخرى تتلاءم والفصل وموضة العام، إذ هنالك من التجار من بدأ في عرض الملبوسات الربيعية والصيفية بألوانها الزاهية، كما وضعوا في زاوية من المحل السلع الشتوية مرفقة بملصقة كتب عليها عبارة ''صولد'' أو عبارة ''ثمن خيالي'' بغية بيعها وجني المال. ولإثراء الموضوع تقربنا من بعض المحلات التي انتهجت طريقة التخفيض الموسمي والمتخصصة في بيع الملبوسات والأحذية حيث التقينا ببعض التجار الذين حدثونا عن سر انتهاج هذه الطريقة، فالتاجر عمر الذي يتبع هذه الطريقة مند سنتين حدثنا أن هناك العديد من الزبائن ينتهزون فرصة التخفيض الموسمي من أجل اقتناء بعض الأغراض للموسم القادم سواء بعد انتهاء موسم الشتاء أو بعد انتهاء موسم الصيف على حد سواء، وهو حسب خبرته في ميدان تجارة بيع ملابس النساء، يرى أن هناك تهافتا كبيرا من طرف الجزائريين على الألبسة التي تكون مرفقة بعبارة "الصولد'' خاصة مع تدني القدرة الشرائية للأغلبية وعدم قدرتهم على اقتناء الملابس غالية الثمن التي تعرض في موسمها، وبمجرد تخفيض أسعارها من طرف التجار يسارعون على اقتنائها والاحتفاظ بها إلى الموسم القادم. وأضاف أن البائع مجبر على ترويج تلك الألبسة المتبقية بأثمان بخسة بدل تكديسها للموسم المقبل، وبذلك يزيد من مداخليه التي يستثمرها في جلب سلع جديدة تتناسب مع كل موسم. في حين يرى بعض الزبائن الذين التقينا بهم صدفة في بعض المحلات التي تنتهج هذه السياسة، أن الفرصة لا يجب تفويتها فهذه نوال 21 عاما التي وجدناها تتفقد بعض الملبوسات، قالت إنها دائمة الإقبال على الملابس التي تخفض أثمانها بعدما تكون مرتفعة بحكم أنها طالبة لا دخل سوى المنحة الجامعية، ولذلك ترى أن صيغة التخفيض الموسمي فكرة تمكن الجميع من اقتناء بعض الأغراض التي تستهويهم، وأخبرتنا أنها اشترت ''جينز'' من ذلك المحل المعروض بمبلغ 900 دينار جزائري مع العلم أن الجينز ذو ماركة مشهورة كان يتداول بمبلغ 1900 دينار جزائري في موسم الشتاء. ألقينا نظرة خاطفة على المكان فوجدنا به أغراضا متنوعة بأسعار جد معقولة تختلف بكثير عن تلك الأسعار التي كانت تعرض بها في موسمها خاصة المعاطف القصيرة من نوع "كشمير'' التي سجلت تراجعا كبيراا في الأسعار بحيث كانت تروّج في السابق ب4500 دينار جزائري ونزلت إلى حد 3000 دينار جزائري. وكذا القمصان القطنية النسوية التي كانت تعرض بمبلغ 2000 دينار جزائري وانخفضت إلى حد 1000 دينار جزائري، ناهيك عن الأحذية التي عرفت هي الأخرى انخفاضا جد ملحوظ في جميع المحلات بعدما كانت تعرض بمبالغ خيالية، وبذلك تشهد السلع الشتوية في إطار البيع بالتخفيض هذه الأيام إقبالا منقطع النظير قبيل حلول موسم الصيف.