لقيت ليلة أوّل أمس في حدود الساعة العاشرة إلاّ ربع ليلا الضحّية (إ· زهية) البالغة من العمر 55 سنة، حتفها إثر تلقّيها عدّة رصاصات في مناطق متفرّقة من جسدها أردتها قتيلة في عين المكان وهي عائدة من جنازة إحدى جاراتها وذلك بوسط مدينة فريحة الكائنة على بعد 31 كيلو مترا شمال مدينة تيزي وزو· الرّصاصات القاتلة اخترقت جسم الضحّية التي مرّت بسلام من 4 نقاط عبر مسلك ترابي يعتمده سكّان القرية لاختصار الطريق، وقد نقلت جثّتها من طرف أفراد الجيش إلى داخل ثكنة قريبة من موقع الحادث وبعدها إلى مستشفى تيزي وزو دون تحديد الوِجهة مصلحة الجثث كانت أو مصلحة الاستعجالات الجراحية، وقد تنقّل أحد أقاربها إلى مكان الجريمة لإنقاذها والاطّلاع على وضعها إلاّ أنه تلقّى ضربا مبرحا حسب ما أفاد به الضحّية· الضحّية وهي أمّ ل 14 طفلا 9 بنات و5 ذكور سادسهم توفّي في حادث مرور، ذهبت لحضور جنازة وعادت إلى منزلها في النّعش مقتولة بعد أن تنقّلت رفقة زوجتي سلفيها المدعوّتين (ق. وردية) و(ق. باية) لحضور جنازة إحدى الجارات في نفس المنطقة وفي دشرة لا تبعد عن مقرّ سكناها إلاّ بقليل، قبل عودتهن إلى المنزل عبر مسلك للرّاجلين بمحاذاة إقليم كتيبة المظلّيين المغاوير، وهو المسلك الذي اعتاد السكّان ومنذ زمن بعيد سلكه في جميع الأوقات، وكان الموت في انتظارها. حيث كانت الضحّية حسب ما صرّحت به رفيقتاها ل (أخبار اليوم) تتقدّمهما، إذ سرن الواحدة خلف الأخرى نظرا لضيق المسلك، وقد عبرتا قبلها 4 نقاط مراقبة تابعة لنفس الثكنة ومصطفّة الواحدة تلو الأخرى على مسار واحد. وصرّحت إحدى الشاهدتين بأنهنّ سمعن الجاني وهو يشدّ الزناد بالنقطة التي رمين منها وهي تبعد عنهنّ بحوالى 100 متر قائلة: (قد يصوّب نحونا)، إلاّ أن الضحّية المقتولة أجابتها بالنّفي كون القرية برمّتها معتادة على سلك الطريق، كما أن المكان كان مضاء بضوء القمر من جهة والإنارة العمومية من جهة أخرى، قبل أن يتفاجأن بإطلاق وابل من الرّصاص صوبهن وصرخات تخاطبهن (قف، قف). وقد انبطحت المرأتان، غير أن الضحّية ولكونها كانت في المقدّمة أصيبت برصاصات عديدة في مناطق متفرّقة من جسدها· وأضافت الشاهدتان أنه وخلال إطلاق الرّصاصات الأولى تعالت صرخات الجنود المتواجدين في نقاط المراقبة السابق المرور عليها وهم يقولون: (لا تطلقوا.. إنهنّ نسوة)، ولمّا حاولت إحداهما إسعافها وجدتها غارقة في دمائها. وقد قامت الشاهدتان بعد وصولهما إلى المنزل العائلي بإبلاغ أفراده بإصابة الضحّية بجروح ورصاصات، ومع انتشار الخبر الصاعقة تجمّع عدد غفير من المواطنين أمام مقرّ الثكنة للاطّلاع على حقيقة ما جرى ووضع الضحّية التي نقلت على جناح السرعة من طرف العسكريين إلى داخل الثكنة ولم يتمّ الإفصاح عن وضعها إلاّ بعد ساعتين أين استقبل قائد الثكنة فردين من عائلتها وأخبرهما بمفارقتها الحياة، وتمّ تشييع جنازة الضحّية بعد تسليم جثّتها ظهيرة أمس· وذكر أفراد عائلة الضحّية الذين تحدّثت إليهم (أخبار اليوم) أن مصيرها بقي مجهولا طيلة ليلة الرّعب التي عايشوها، حيث لم يستلموا الجثّة بعد إخبارهم بوفاتها ولم يعلموا بالوجهة التي نقلت إليها، إلى أن سلّمت لهم داخل نعشها قادمة من مصلحة حفظ الجثث بالمركز الاستشفائي الجامعي (محمد النّذير) الذي حوّلت إليه من طرف عناصر الجيش، حسبهم· وقد شيّعت مساء أمس جنازة الضحّية وسط حشود غفيرة من سكّان المنطقة التي اهتزّت على وقع الحادثة التي أثارت الرّعب والهلع، وذلك بمسقط رأسها بحضور السلطات الولائية المدنية والعسكرية وعلى رأسهم والي ولاية تيزي وزو·