توفيت ليلة الأحد إلى الاثنين المدعوة "إ.زاهية" زوجة "قاسي" البالغة من العمر 55 سنة، متأثرة بجروح بليغة بعد إصابتها عن طريق الخطأ برصاص أطلقه أفراد كتيبة المظليين المتواجدين بالثكنة العسكرية الواقعة بقلب مدينة فريحة بدائرة عزازقة بتيزي وزو. * وحسب المعطيات التي تحصّلنا عليه خلال تنقلنا لعين المكان فإن تفاصيل هذه الحادثة التي هزّت أركان مدينة فريحة ليلة أول أمس، وراحت ضحيّتها ربة بيت في العقد الخامس من عمرها وأم ل9 بنات و5 أطفال، حيث تعرّضت الضحية مع امرأتين أخريين من عائلتها حينما كن عائدات من جنازة بأحد المنازل المجاورة لموقع تواجد الثكنة السالفة الذكر، تعرّضن لوابل من الرصاص أطلقه عن طريق الخطأ جنود ساهرين على المداومة بمراكز المراقبة المحيطة بالثكنة. * وأضاف أفراد عائلة الضحية في شهاداتهم للشروق أنهم حاولوا التقرب من موقع الحادثة مباشرة بعد توقف الرصاص من أجل تقصّي مصير الضحية، إلا أن أفراد الجيش منعوهم من الاقتراب منها ومن محيط موقع الحادثة. * مرافقات الضحية (ق.ف) البالغة من العمر 48 سنة والسيدة (ق.و) البالغة من العمر 41 سنة، أكّدتا في شهادتهما للشروق أنهن كن عائدات برفقة الضحية من منزل الجنازة في حدود الساعة العاشرة من ليلة أول أمس، على الطريق الاجتنابية التي تجاور الثكنة العسكرية، وهي الطريق التي اعتدن المرور بها منذ سنوات، وقد مررن على طول هذه الطريق على ثلاث نقاط مراقبة من دون أي مشكل يذكر، ولدى وصولهن نقطة المراقبة الرابعة تضيف الشاهدات أنهن سمعن صوت عملية حشو للسلاح، وحينها نطقت إحداهن محذّرة الأخريات بأن الجنود سيطلقون الرصاص عليهن، الضحية وحسب رواية الشاهدات نطقت حينها بآخر كلماتها قائلة: "لا تخفن، لن يطلقوا الرصاص علينا، لم يطلقوه علينا من قبل ليطلقوه الآن"، وأشارت محدثاتنا في روايتهن أن الجنود الذين كانوا في نقاط المراقبة الأخرى حاولوا تجنب الكارثة، بحيث قاموا بالنداء والصفير لزملائهم بعدم إطلاق الرصاص على النسوة المارات، إلا أن ذلك لم يجنّب وقوع الخطأ. * وفي الساعات الأولى من صبيحة أمس انتشر الخبر وسط سكان المنطقة وأثار استياء العديد منهم وتحوّل منزل الضحية إلى مزار طيلة ساعات نهار أمس، وتنقل رئيس دائرة عزازقة إلى عين المكان من أجل تقديم التعازي لعائلة الضحية في الساعات الأولى من الصبيحة، في حين تنقل في الأمسية والي الولاية برفقة نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي وقائد القطاع العسكري لتيزي وزو إلى عين المكان ورافقوا الضحية إلى مثواها الأخير بمقبرة قرية "تاغرسيفث"، حيث قدّموا اعتذاراتهم لعائلة الضحية وتعازيهم مع التعهّد بتسليط الضوء على القضية ومعاقبة المتسببين فيها. * وعقب انتهاء مراسيم دفن الضحية، اتجه شباب بمدينة فريحة نحو مقر الثكنة العسكرية، وشرعوا في رشق الذين كانوا في المناوبة بالحجارة، ولحسن الحظ التزم الجنود الهدوء، وفي نفس الأثناء تنقل رئيس الأمن الحضري لمدينة فريحة إلى عين مكان الاحتجاج وتمكّن بفضل مساهمة العديد من عقلاء المدينة من تهدئة الأوضاع، حيث تراجع الشباب الثائر وعادوا إلى المدينة ونظّموا تجمّعا شعبيا أمام مقر البلدية للمطالبة بكشف تفاصيل الحادثة ومعاقبة المتسببين فيها.