»أين الشيوخ والشباب الذين طاردوا أبقار الدانمارك؟ أين من صارع طواحين الهواء الهولندية؟ أين من احتجّ على محاضرة بابا روما؟ من يسمّى بابا العرب يسبّ رسولكم ويقرن اسمه بالبول ويسخر منه ويبارك مجلّة رسوم مسيئة ضده والحكومات والإعلام والشيوخ في صمت رهيب عن كلّ ذلك«. هذا ما قاله الكاتب والإعلامي السعودي عصام مدير، وهو ناشر للكتاب الإسلامي باللّغات المختلفة، تعليقا على استمرار بثّ قناة »الحياة« التنصيرية على قمر »النّايل سات« المصري، وهي قناة لا تتردّد في التهجّم على الإسلام وسبّ رسول المسلمين صلّى اللّه عليه وسلّم بمباركة من »بابا العرب« المصري بابا شنودة، وبتواطؤ من وزارة الإعلام المصري التي منحت ترخيصا للقناة لتقوم ببثّ سمومها لكلّ العرب والمسلمين. الكاتب المذكور يستحقّ كلّ التقدير، فقد دخل منذ أيّام في إضراب عن الطعام للفت انتباه من يهمّه الأمر لخطورة ما تقوم به تلك القناة التبشيرية التي لا تكتفي بالترويج للنّصرانية في بلاد المسلمين، وإنما تتمادى في محاولة تشويه صورة الإسلام والمسلمين والتهجّم على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين. والحقيقة أن ما تقوم به هذه القناة ليس غريبا بالمرّة، فمهاجمة الإسلام ورسول السلام أصبحت »موضة تنصيرية«، وكثير من المنصّرين أصبحوا يعتمدون على استراتيجية تشويه الإسلام أكثر من تجميل المسيحية، إنما الغريب هو السّماح لقناة من هذا النّوع ببثّ برامجها على قمر صناعي تملكه دولة عربية إسلامية يفترض بها الدفاع عن الإسلام وليس المساهمة بشكل غير مباشر، في التهجّم عليه من خلال الترخيص لقناة متطرّفة تناصب الإسلام العداء وتسبّ رسول الإسلام والبشرية جمعاء. أمّا الأغرب ممّا قامت به السلطات المصرية التي ترخّص لهذه القناة فهو الصّمت الكبير لشباب وشيوخ الإسلام على جريمة القناة المذكورة وعلى جريمة الذين رخّصوا لبثّها. ومع الكاتب السعودي كل الحقّ، إذ يتساءل قائلا: »أين الذين طاردوا أبقار الدانمارك؟«، فمطاردة مسؤولي قطاع الإعلام في مصر الذين يفترض أنهم مسلمون، على ترخيصهم للقناة »المكلوبة« أولى من مطاردة رسّام دانماركي ليست له بالإسلام صلة ولا بالمسلمين!