معارك ضارية وسط موجة نزوح كبرى ماذا يجري في السودان؟ تجدّدت المعارك بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في ولاية سنار (جنوب شرق) وشمال دارفور (غرب السودان) بينما أجبر القتال أكثر من 600 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال على الفرار إلى تشاد. ق.د/وكالات قال مصدر عسكري مطلع في الجيش السوداني إن قوات الجيش تحاصر جيوبا لقوات الدعم السريع حول جبل موية في ولاية سنار جنوب شرقي البلاد. يأتي ذلك غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة جبل مُوية غربي ولاية سِنار والاستيلاء على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر. وأبلغت مصادر محلية بأن منطقة جبل موية تشهد حالات نزوح جماعية للسكان صوب مدينة سنار وذلك بعد عمليات نهب واسعة لقرى المنطقة تقوم بها عناصر الدعم السريع. *معارك الفاشر وفي إقليم دارفور أفادت المصادر بمواصلة قوات الدعم السريع قصفها العنيف منذ الصباح لمناطق غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وذكر مراسلنا أن القصف استهدف عددا من المواقع بينها مستشفى اقرأ الحكومي ما أحدث تدميرا جزئيا بملحقاته. وأفاد ناشطون سودانيون بسقوط 4 قتلى و16 مصابا جراء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر غرب البلاد. وقالت تنسيقية مقاومة الفاشر (ناشطون) في بيان سقط 4 شهداء في معسكر أبو شوك و16 جريحا تم نلقهم إلى المستشفى السعودي والبعض منهم حالتهم حرجة جراء تجدد القتال بين الجيش والدعم السريع بالفاشر. ومنذ 10 ماي الماضي تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور. 600 ألف لاجئ في غضون ذلك قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الصراع في السودان أجبر أكثر من 600 ألف لاجئ سوداني و180 ألف تشادي كانوا يقيمون بالسودان غالبيتهم من النساء والأطفال على الفرار إلى تشاد. وذكرت المفوضية في بيان أن الأزمة الإنسانية في شرق تشاد بلغت نقطة حرجة ودعت إلى تقديم دعم دولي عاجل للاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد وفق وما ذكره موقع أخبار الأممالمتحدة . وأوضحت المفوضية أن تدفق اللاجئين لا يظهر أي علامات على التراجع حيث عبر يوميا خلال ماي الماضي نحو 630 شخصا معبر أدري الحدودي بين تشاد والسودان. وقالت المفوضية إنها وسعت مع شركائها مخيمات اللاجئين وبنت قريتين للعائدين التشاديين مشيرة إلى أن تلك الجهود غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للاجئين في تشاد. وذكرت أن ثلث الوافدين الجدد (إلى تشاد) يعيشون حاليا ظروفا مزرية في مواقع عشوائية على طول الحدود . *نقص التمويل وحذرت المفوضية الأممية من تدهور الوضع بسرعة على حدود تشاد حيث لا تزال احتمالات حدوث المزيد من النزوح مرتفعة مع استمرار القتال في مدينة الفاشر السودانية والمناطق الريفية المحيطة بها في شمال دارفور. وأوضحت مفوضية اللاجئين أن نداءها لعام 2024 من أجل الاستجابة الإنسانية في شرق تشاد يعاني من نقص التمويل حيث تم الحصول حتى اليوم على 10 فقط من المبلغ المطلوب وقدره 214.8 مليون دولار . ونبهت إلى أنها تحتاج بشكل عاجل إلى 80 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الفورية (للاجئين) والمتمثلة في بناء 3 مواقع إضافية مزودة بالخدمات الأساسية والبنية التحتية لنقل 150 ألفا من الوافدين الجدد . من جانبها أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 10 ملايين شخص نزحوا داخل وخارج السودان منذ 15 افريل 2023. ومنذ منتصف أفريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا أسفرت عن أكثر من 15 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين وفق الأممالمتحدة. وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.