الت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 6.7 ملايين شخص اضطروا للنزوح داخل السودان بسبب النزاع المستمر منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. جاء ذلك على لسان المتحدثة باسم المفوضية، أولغا سارادو، في مؤتمر صحفي بمقر الأممالمتحدة في جنيف، حيث قالت إنه "يوجد ما يقرب من 6,7 مليون شخص نازحين داخليا في السودان وأن الوضع في البلاد لا يزال خطيرا وغير مستقر". وأوضحت أن "بعثة المفوضية وصلت إلى مدينة أم درمان بالعاصمة الخرطوم لأول مرة منذ أفريل 2023 عندما بدأ النزاع"، مؤكدة أن "فريق المفوضية شهد الدمار الهائل في المنطقة.. ولم يتم تسليم المساعدات الإنسانية لها منذ شهور". وبينما أشارت سارادو إلى أن الأسر النازحة تواجه صعوبة في الحصول على الغذاء الكافي بسبب ارتفاع الأسعار بما يتسبب في إصابة الأطفال بسوء التغذية، أوضحت أن مستشفيين فقط يقدمان الخدمة في أم درمان وأنه لا يوجد دواء كاف خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة. ولفتت إلى أن 1,8 مليون شخص لجأوا إلى تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، بما جعلها تدعو إلى وقف القتال في السودان من أجل سلامة المدنيين ومواصلة منظمات الإغاثة عملها. من جانبها، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" من خطر يهدّد حياة آلاف الأطفال في مدينة الفاشر شمال دارفور في حال شنّ هجوم عسكري على المدينة التي نزح إليها الآلاف بسبب أعمال عنف في أماكن أخرى من البلاد. ودعت المديرة التنفيذية ل"اليونيسف"، كاثرين راسل، في بيان لها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التراجع بشكل عاجل عن مثل هذه المواجهة التي وصفتها ب"الخطيرة"، منوّهة إلى أن تصاعد القتال في ولاية شمال دارفور تسبب في خسائر بشرية مميتة بين الأطفال، حيث قتل ما لا يقل عن 43 شخصا من بينهم أطفال ونساء منذ تصاعد القتال في الفاشر والمناطق المجاورة لها قبل أكثر من أسبوعين. وطالبت أطراف النزاع إلى ضرورة بذل كل جهد ممكن لتهدئة الوضع والسماح بالحركة الآمنة للمدنيين بمن فيهم المرضى والجرحى، الذين يريدون الانتقال إلى مناطق أكثر أمانا وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشدّدة على ضرورة ضمان طرفي النزاع وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة.