أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة يوم الخميس حكما يقضي ببراءة قابض بالنقل العمومي من منطقة بوزريعة من تهمة محاولة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، بعد أن تلقى 06 اتصالات هاتفية من الإرهابي »م. جمال« أحد عناصر كتيبة الأنصار النشطة ببومرداس. القضية تم تحريكها من الشرطة القضائية لأمن ولاية البليدة بعد أن وردت إلى مصالحها معلومات تفيد بأن هناك أشخاص يحاولون الالتحاق بالجماعات الإرهابية الناشطة في محور الوسط وعليه قامت فرقة مكافحة الإرهاب بمراقبة السجل الهاتفي للعديد من المواطنين المشتبه فيهم، حيث توصلت على أن المدعو »ع. سيد علي« تلقى 06 اتصالات هاتفية من طرف الإهابي المعروف »م.جمال« المكنى حمزة الذي ينشط تحت لواء كتيبة الأنصار والمكلف بإعادة إحياء الخلايا النائمة بعدد من أحياء العاصمة وتجنيد الشباب والترويج للفكر المتطرف بالمساجد والأماكن العمومية وكانت مدة المكالمات الهاتفية لا تتجاوز بضع ثواني، وعليه تم إلقاء القبض على المتهم »ع.س« وتوجيه له تهمة محاولة الانخراط في جماعة إرهابية. المتهم أنكر لدى مثوله أمام هيئة المجلس التهمة الموجهة إليه، مصرحا أن الوقائع المتابع بها في أنه اقتنى شريحة هاتف نقال وبعد أيام اتصل به شخص مجهول وأخبره أن الشريحة ملكه وطلب منه إرجاعها لكنه رفض فدخل معه في مناوشات كلامية ليقفل الخط بعدها مباشرة ولم يكن يعلم أن المتصل إرهابي فار، غير أن ممثل الحق العام واجهه أن تلقى ست اتصالات من هذا الشخص في فترات محدودة وهو ما أنكره المتهم، مؤكدا أنه تلقى اتصالا واحدا فقط كما واجهه بتصريحاته أمام الضبطية القضائية التي يصرح فيها أنه كان يحاول الالتحاق بالجماعات الإرهابية عن طريق الإرهابي حمزة قبل أن يتراجع عنها أمام قاضي ليرد عليه المتهم بأن هذه التصريحات لم يسمع بها إلا عند قاضي التحقيق. ممثل النيابة العامة ركز في مرافعته أن سجل الهاتف دليل مادي قوي لا يمكن التلاعب به من طرف الضبطية القضائية وأن إنكاره ما هو سوى وسيلة للتنصل من المسؤولية الجزائية وعليه التمس إدانة المتهم بالسجن النافذ 20 سنة غير أن هيئة المحكمة اقتنعت بعد المداولات القانونية ببراءة المتهم.