طالب العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي أنصاره بالقتال حتى "النصر"، والقضاء على ما وصفه ب"الانقلاب"، وأكد أنه لا يمكن تسليم ليبيا للاستعمار مرة أخرى. وذكرت قناة "الرأي" السورية، التي سبق لها أن بثت عدة رسائل صوتية للقذافي، الذي اختفى عن الأنظار تماماً بعد تمكن الثوار المناوئون له من السيطرة على مقره في باب العزيزية، أن القذافي لا يزال في ليبيا، ولكنها لم تتمكن من بث رسالته لأسباب أمنية. وقال مشعان الجبوري مالك قناة "الرأي" للمشاهدين: "كان من المقرر أن يكون لدينا اليوم أو ليل أمس كلمة تلفزيونية مصورة للقائد، ولكن لأسباب أمنية تم تأجيل نقل أو إخراج أو ظهور هذه الرسالة التلفزيونية التي تظهر القائد بين مقاتليه وبين أبناء شعبه يقود المقاومة من الأرض الليبية، وليس من فنزويلا ولا من النيجر ولا من مكان آخر في الدنيا". وتلا نص ما قال إنها رسالة من القذافي، ناقلاً عن الزعيم المخلوع قوله: "لا يمكن أن نسلم ليبيا للاستعمار مرة أخرى كما يريد العملاء. فليس أمامنا إلا القتال حتى النصر وهزيمة هذا الانقلاب". على صعيد آخر أعلنت النيجر الاثنين وصول 32 مقرباً من الزعيم الليبي السابق بينهم نجله الساعدي، الى النيجر منذ الثاني من سبتمبر الجاري. وقال رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني أمام دبلوماسيين أجانب في نيامي: "استقبلنا في الاجمال 32 شخصا في بلادنا، بينهم أحد أبناء القائد الليبي هو الساعدي، وأيضا ثلاثة جنرالات". وأضاف ان هؤلاء الاشخاص دخلوا في اربع مجموعات، وتم "استقبالهم في النيجر لأسباب إنسانية". وقال رئيس حكومة النيجر أيضا في تصريحات نقلتها الاذاعة الرسمية ان المجموعة الاخيرة كانت تضم الساعدي وثمانية اشخاص آخرين مقربين من والده، وقد تم "اعتراضهم" الأحد في شمال النيجر من قبل قوات الدفاع النيجرية. وأضاف رئيس حكومة النيجر "حسب معلوماتنا فلا أحد من الأشخاص ال32 الذين وصلوا الى النيجر مطلوب من قبل مراجع قضائية دولية". وكانت النيجر قد اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي واكدت انها ستتقيد بالالتزامات إزاء القضاء الدولي فيما يتعلق بالمقربين من القذافي الملاحقين من قبل القضاء الدولي في حال دخلوا أراضي النيجر. وحسب حكومة النيجر فان الجنرالات الثلاثة الموجودين حاليا في النيجر هم الريفي علي الشريف قائد سلاح الجو الليبي قبل سقوط النظام، وعلي كنا قائد القوات الليبية في منطقة اوبري في جنوب ليبيا على بعد 200 كلم شمال النيجر، ومحمد عبد الكريم من القيادة العسكرية في منطقة مرزوق في أقصى جنوب ليبيا. كما ان منصور ضو قائد الكتائب الامنية موجود في النيجر منذ الرابع من سبتمبر. وكرر المسؤول النيجري مخاوفه من تسرب السلاح من ليبيا الى النيجر التي تعاني اصلا من نشاط القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وقال "كل مخازن الاسلحة في هذا البلد الشقيق فتحت، وقد تسرب قسم من هذا السلاح الى الدول المجاورة لليبيا لدوافع ليست بالتأكيد سلمية".