الفيضانات تجرف قرى بأكملها السودان تغرق.. اجتاحت أمطار غزيرة وسيول مدنا وقرى بالولاية الشمالية في السودان أمس الثلاثاء ما أدى إلى انهيار مئات الأبنية وإغراق أراض زراعية وقطع طرقات وأفاد شهود عيان بأن أمطارا غزيرة هطلت على مدن الولاية الشمالية دنقلا وكريمة وأبو حمد ومروى والقولد وعبري وعدد من قرى الولاية وذكر الشهود أن الأمطار استمرت في الهطل منذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء لأكثر من 8 ساعات . وأضافوا: أدّت السيول والأمطار إلى انهيار مئات المباني والبيوت وقطع عدد من الطرق الحيوية مع انقطاع الكهرباء . ق.د/وكالات أعلنت السلطات السودانية تعطيل الدراسة في الولاية الشمالية بكافة مراحلها بسبب الأمطار والسيول. وقالت منصة الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية إن وزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية قررت تعطيل الدراسة بكافة المراحل الدراسية بالولاية اعتبارًا من أمس الثلاثاء نسبةً للأمطار والسيول التي اجتاحت الولاية حتى إشعار آخر حفاظا على سلامة الطلاب . وتأتي الأمطار والسيول في الولاية الشمالية في وقت تعرضت فيه مناطق ومدن ولاية البحر الأحمر لأمطار وسيول جارفة أدت إلى انهيار سد أربعات ومقتل عشرات وفقدان آخرين خلال اليومين السابقين. * الضحايا في ارتفاع كما أعلنت السلطات السودانية ارتفاع عدد قتلى السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد منذ أسابيع إلى 132 شخصا في حين أدى انهيار سد بولاية البحر الأحمر إلى غمر وتضرر عشرات القرى. وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد في الأسابيع الأخيرة في حدوث سيول غمرت -الأحد الماضي- سد أربعات الواقع على بعد 40 كيلومترا فقط إلى الشمال من بورتسودان التي أصبحت عاصمة البلاد بحكم الأمر الواقع ومقر الحكومة والدبلوماسيين ووكالات الإغاثة ومئات الآلاف من النازحين. وقالت غرفة الطوارئ التابعة للحكومة السودانية في بيان إن حصيلة وفيات السيول والفيضانات بلغت حتى الأحد 132 في 10 ولايات في حين ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31 ألفا و666 تضم 129 ألفا و650 فردا. وأضافت الغرفة أن عدد البيوت المنهارة جراء السيول والفيضانات بلغ 12 ألفا 420 بيتا انهارت كليا و11 ألفا و472 بيتا انهارت جزئيا. والأسبوع الماضي أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت ولايات عدة إلى 76 قتيلا منذ جون الماضي. وقال رئيس هيئة المياه بولاية البحر الأحمر عمر عيسى هارون في رسالة عبر تطبيق واتساب للموظفين إنه لم يعد من الممكن التعرف على ملامح المنطقة وإن الوضع كارثي.. السيول أزالت أنابيب المياه وأعمدة الكهرباء في المنطقة . *قرى غارقة ومدن عطشى وبحسب شهود عيان غمرت مياه السد المتدفقة 15 قرية على الأقل في حين تعرضت قرابة 30 قرية أخرى لأضرار جزئية. ونقلت الأممالمتحدة عن السلطات المحلية قولها إن منازل نحو 50 ألف شخص تضررت من السيول وإن هذا الرقم لا يشمل إلا المنطقة الواقعة غربي السد لتعذر الوصول إلى المنطقة الواقعة إلى الشرق منه. كما اجتاحت أمطار وسيول وفيضان نهر خور بركة الموسمي مدينة طوكر بولاية البحر الأحمر وتسببت في قتلى وانهيار مئات المنازل ونزوح نحو 500 أسرة حسب بيان سابق لمنظمة الهجرة الدولية. وكان السد الذي تبلغ سعته 25 مليون متر مكعب يوفر مياه الشرب للمدينة الواقعة على البحر الأحمر. كما أن السد المنهار كان المصدر الرئيسي للمياه لمدينة بورتسودان التي تضم الميناء الرئيسي بالبلاد على البحر الأحمر ولمطارها العامل وتستقبل معظم شحنات المساعدات التي تشتد الحاجة إليها في البلاد. وقال تجمع البيئيين السودانيين في بيان سد أربعات هو المصدر الرئيسي للمياه لمدينة بورتسودان وانهيار السد يهدد المدينة بالعطش في الفترة المقبلة . وأفادت وسائل إعلام محلية بأن انهياره أجبر بعض الأسر على البحث عن ملجأ في المناطق الجبلية ومن المحتمل أن يحتاج العالقون إلى مساعدة المروحيات للإخلاء. كما أفادت بأن السلطات كثفت جهودها لإنقاذ عشرات العالقين الذين احتموا بالجبال بعد انهيار سد أربعات. *معطيات أممية وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن نحو 317 ألف شخص في جميع أنحاء السودان تأثروا بالأمطار الغزيرة منذ جوان الماضي وأدى ذلك لنزح 118 ألف شخص منهم. ووفقا لوكالة الأممالمتحدة للاجئين يحتاج حوالي 25 مليون نسمة -قرابة نصف سكان السودان- إلى المساعدة الإنسانية والحماية حيث يواجه أولئك الموجودون في البلاد نقصًا في الغذاء والمياه والأدوية والوقود وسط تفش لوباء الكوليرا القاتل. وتهطل الأمطار في السودان عادة مع بداية جوان وتستمر حتى أكتوبر من كل عام. وتتزامن أضرار السيول هذا العام مع استمرار المعاناة جراء حرب يخوضها الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف افريل 2023 مخلفة نحو 18 ألفا و800 قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ وفق الأممالمتحدة. وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل18.